كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، أن الأجهزة المختصة الإسرائيلية تحقق في “إحتمالية مقتل” زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، جراء غارات جوية على قطاع غزة، وذلك على أثر عدم تواصله مع مقربين إليه منذ فترة.
وأشارت هيئة البث الرسمية، إلى أن مواقف الدوائر الأمنية في إسرائيل “تتباين” حول هذا الأمر، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي أوضح أنه “لا يمتلك معلومات تؤكد أو تفند ذلك، ولا يمكن التوسع في المعلومات المتوفرة التي يجري التحقيق بشأنها”.
كما تطرقت تقارير في صحيفة “هآرتس” وموقع “واللا” إلى إحتمالية مقتل السنوار.
ونقلت “هآرتس” عن مصادر قولها، إن إسرائيل قصفت في الأشهر الأخيرة أنفاقاً في المناطق التي يُشتبه في أن السنوار يختبئ فيها، لكن “لا يوجد ما يشير بوضوح إلى أنه أصيب، أو ربما يتعمد الإبتعاد عن الأضواء”.
كما ذكرت الصحيفة أنه في الآونة الأخيرة “انقطعت الاتصالات بين السنوار والعالم الخارجي”، مما زاد من تعقيد المفاوضات الصعبة أصلاً، بسبب الفجوات الكبيرة بين مواقف الطرفين (حماس وإسرائيل).
وذكرت مصادر أمنية لهآرتس أنه كانت هناك حالات سابقة خلال الحرب، حين انقطعت الاتصالات مع السنوار.
وذكرت حماس في أوقات سابقة، أن السنوار “بعث برسالة إلى قيادات الحوثيين في اليمن، وإلى زعيم حزب الله، حسن نصرالله”، بسبب هجماتهم ضد إسرائيل.
وذكرت تقارير سابقة أن المقترح المطروح حالياً على الطاولة لوقف إطلاق النار وتحرير المختطفين في غزة، يشمل توفير “ممر آمن” يسمح بخروج السنوار وعائلته من غزة، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين وجميع الرهائن لدى حماس.
لكن وفق تقرير لشبكة “سي أن أن” الأميركية، فإن المقترح “الذي عُرض على الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يتطرق إلى وجود القوات الإسرائيلية في القطاع”، وهو الأمر الذي يثير خلافات بين طرفي المفاوضات.
ويرى مسؤولون أميركيون، وفق “سي أن أن”، أن فكرة مغادرة السنوار لقطاع غزة “غير محتملة الحدوث”.
ولا تزال المفاوضات الرسمية متعثرة، في حين تتقاذف إسرائيل وحماس الإتهام بعدم الرغبة في التوصل إلى إتفاق.
ونقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات، تشمل محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، الواقع عند الحدود بين غزة ومصر، والذي تريد إسرائيل السيطرة عليه، والتفاصيل المتعلقة بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل، بعد مطالب جديدة قدمتها حماس، بالإضافة إلى وجود القوات الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني.
وتسعى إدارة بايدن إلى التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة ويمنع تصعيدها في المنطقة، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي تنتهي ولاية بايدن بعدها، وتحديداً في مطلع العام المقبل.
وتخشى الإدارة الأميركية من زيادة خطر إتساع نطاق الحرب مع كل يوم إضافي يمضي.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني، مع شن حماس هجوماً تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا أثناء إحتجازهم في قطاع غزة.
وخطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 41 ألف شهيد، وفق وزارة الصحة بالقطاع. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبيتهم من النساء والأطفال.