رحيل دندش – الأخبار
سُجّل أخيراً انتشار كثيف للذباب في بيروت والمدن الساحلية، وبلغ ارتفاعات تتخطّى ألف متر فوق سطح البحر. وإذا كان ذلك طبيعياً بين المواسم، إلا أن غير الطبيعي هو كثافة الانتشار. أسباب هذه “الهوجة” متعددة، لكن يبقى تغيّر المناخ السبب الأول وراء هذا الغزو غير المألوف للذباب وغيره من الحشرات، بعد كمون طويل بفعل التبدل الفجائي في حال الطقس من بارد خلال شتاء قارس إلى درجات حرارة مرتفعة، علماً بأن درجات الحرارة كانت حتى منتصف حزيران أدنى من معدلاتها الموسمية.
ويعدّ الذباب والبعوض حشرات ساحلية تشكل الرطوبة بيئة مثلى لتكاثرها، لكنها “بفعل التغير المناخي صارت ترتفع إلى الجبال” بحسب المهندس الزراعي الخبير في علم الحشرات حنا مخايل، لافتاً إلى “أننا قبل 15 سنة لم نكن نرى ذباباً على ارتفاع 1200 متر”. ويضاف إلى أسباب تكاثر الذباب والبعوض، “الرش الجائر بالمبيدات الحشرية الذي قضى عليها لفترة، لكنه جعلها تعود أقوى بعدما طوّرت قدرتها على البقاء واكتسبت مناعة جعلت كثيراً من المبيدات دون فاعلية”. والرشّ المقصود “لا يقتصر على ما تقوم به البلديات، بل يبدأ من المنزل عبر استعمال مبيدات وسموم سبّبت خللاً في التوازن الإيكولوجي وأدّت إلى إبادة نصف خلايا النحل والقضاء على نوع من الصراصير يقتات على بيوض الذباب”. أضف إلى ذلك، فإن التأخر في رفع النفايات وتكدسها على الطرقات وفي المجاري والمياه الراكدة يؤدي إلى تخمر النفايات بما يشكل بيئة خصبة لتكاثر اليرقات ونموّها، وبالتالي كثافة انتشار الذباب.
رئيس مجلس إدارة شركة “سيتي بلو” التي تعمل في جمع النفايات، ميلاد معوّض، أبلغ “الأخبار” أن تكدّس النفايات في الشوارع سببه “النقص الشديد في عمال الكنس”، مؤكداً “أننا نواصل رش الكلس للحدّ من المشكلة”. فيما يشجع مخايل، لمكافحة الذباب، على اعتماد طرق طبيعية وآمنة وصديقة للبيئة وأقل كلفة كزرع نباتات عطرية مثل اللافندر والنعنع والحبق، أو رش زيوت عطرية بعد خلطها بالماء كزيت النعناع، والقرنفل، والشاي، والليمون.