الأخبار –
بين ما يشاع من أجواء إيجابية تقول إن الرئيس نجيب ميقاتي يحصل على دعم مسبق يتيح له إحداث صدمة بتخفيض سعر الدولار بما يزيد على عشرين في المئة قبل الرابع من آب المقبل (إنخفض أمس إلى 17500 ليرة)، وبين إحتمال تعقد الأمور نحو مواجهة تعيد خلط الأوراق، فإن الأمور تحتاج إلى إنتظار تطورات الأيام المقبلة. لكن الواضح أن أركان السلطة وغالبية القوى الخارجية يقفون اليوم عند شعار: حكومة اليوم، وبأي ثمن!
وعلى هذه القاعدة، كسرت حدة الإصطفاف قبيل الإستشارات، واقترب التيار الوطني الحر خطوة من ميقاتي، متراجعاً عن قرار تسمية نواف سلام إلى عدم تسمية أحد. وفيما تردد أن النائب جبران باسيل زار ميقاتي مساء السبت، فإن اللقاء بحد ذاته بدا خطوة متقدمة، بالمقارنة مع تعذر اللقاء بالرئيس المكلف السابق. وعلى ما تشير المعلومات، فإن حزب الله لعب دوراً في تليين موقف التيار، وخاصة أن الحزب يتعامل مع ميقاتي كمرشحه، وهو سيسميه اليوم للمرة الثالثة بعد العامين 2005 و2011.
كذلك، فإن الرئيس ميشال عون قطع الطريق أمام أي معلومات عن عدم حماسته لخيار ميقاتي، وقال في حديث إلى “الجمهورية”: “أنا جاهز للتعاون مع الرئيس ميقاتي أو أي شخصية يسمّيها النواب. ليست لديّ أي مشكلة على هذا الصعيد”. أضاف: “الرئيس ميقاتي يجيد تدوير الزوايا، وهو من النوع المتعاون الذي يأخذ ويعطي، وبالحوار الصادق نستطيع أن نعالج أكبر مشكلة. هو يقترب قليلاً وأنا اقترب قليلاً، ويُمكننا عندها أن نلتقي في المنطقة الوسطى، من غير أن نخالف الدستور والأعراف”.
وكان واضحاً أنه بعد حسم تسمية ميقاتي، فقد خصص الأخير لقاءاته أمس للبحث في شؤون التأليف، فالتقى، إضافة إلى باسيل، كلاً من الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ومن ثم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل. لكن لم تتضح بعد وجهة ميقاتي في التعامل مع الملف، يؤمل أن لا يكرر ما فعله الحريري، الذي قال إثر تكليفه بتشكيل الحكومة: “سأنكبّ على تشكيل حكومة بسرعة لأن الوقت داهم والفرصة أمام بلدنا هي الوحيدة والأخيرة”. فكانت النتيجة هدر تسعة أشهر، وتراجع حاد في كل المؤشرات الإقتصادية والإجتماعية والنقدية.
مصادر التيار قالت لـ”الأخبار” إن تكتل لبنان القوي سينعقد قبل ظهر اليوم لاتخاذ قرار في شأن تسمية السفير نواف سلام من عدمه. وقالت لـ”الأخبار” إن لقاء العشاء بين ميقاتي وباسيل تم على “أساس واضح، وهو أن التيار لن يسمّي ميقاتي لرئاسة الحكومة، ولن يشارك فيها، ولن يمنحها الثقة… إلا إذا كان هناك ما يُبهر في تشكيلتها وبرنامجها”. وأكدت أن اللقاء “لم يتطرق مطلقاً الى تشكيلة الحكومة أو توزيع الحقائب”، وأن البحث “إقتصر على إستماع ميقاتي، بناءً على طلبه، إلى رؤية باسيل لشروط نجاح الحكومة، وأن الأخير أكد أنه “ليس معنياً بالحكومة”، مع التأكيد “أننا لسنا في صدد العرقلة، بدليل إصرار رئيس الجمهورية على إبقاء الإستشارات النيابية في موعدها، رغم إدراكنا للنيّات الخبيثة التي ستتكشّف تباعاً، وراء هذه التسمية ووراء الإتيان بميقاتي ليُكمل ما بدأه الحريري”. وإذ أكدت أن “مطلبنا حكومة الآن… وبسرعة”، أعربت عن تشاؤمها من إمكان الخروج قريباً من “حفلة الجنون” القائمة.