بينما نقلت إلى عين التينة أجواء سلبية عن ردود فعل محيط رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط بعد مجزرة الطيونة، إلا أن تصريحات النائب وائل أبو فاعور حول إجراءات القاضي طارق البيطار، لا سيما بعد إصدار الأخير مذكرة توقيف بحق النائب علي حسن خليل، أثارت إستياءً كبيراً لدى بري. وقد وصل الأمر إلى جنبلاط الذي كان موجوداً خارج لبنان، فطلب إلى الوزير السابق غازي العريضي التوجه إلى عين التينة لتوضيح الموقف وتأكيد وقوف جنبلاط إلى جانب بري. وهو عمد، بعد عودته، إلى عقد إجتماعات مع قيادات في حزبه وكتلته النيابية. وعبر عن “إستياء كبير من المغامرة غير محسوبة النتائج” التي أقدم عليها جعجع. ثم تطرق إلى وجوب العمل على تصحيح مسار عمل القضاء في قضية إنفجار مرفأ بيروت.
وعلمت “الأخبار” أن جنبلاط إستقبل أخيراً شخصية سياسية على صلة بالسفارة السعودية في لبنان، أبلغته أن الوقت حان لتجديد التحالف الذي قام في 14 آذار 2005. ونقل مقربون من جنبلاط أن هذه الشخصية عكست مناخ إجتماعات عقدتها مع جعجع وتطرقت إلى وجوب قيام جبهة إسلامية – مسيحية ضد حزب الله. لكن جنبلاط – وفق المقربين منه – حذر ضيفه من خطورة هذا التقدير في الموقف وأن الأمور لا تسير على هذا النحو، مجدداً أنه منشغل هذه الأيام بمعالجة آثار الأزمة الاقتصادية والمعيشية على الدروز، ويسعى إلى منع وقوع فتنة بين الدروز أيضاً. وهو ليس في صدد الدخول في أي محور يقود إلى مشكلة كبيرة في البلاد. وأمس، زار جنبلاط بري في عين التينة، وأطلق مواقف مستنكرة لجريمة قتل المتظاهرين في الطيونة، داعياً إلى معالجة ملف التحقيقات في جريمة المرفأ.
أما بالنسبة لرئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري، فهو غائب عن السمع كلياً، ولا يتواصل إلا مع مجموعة صغيرة جداً. وعلمت “الأخبار” أنه عادَ إلى أبو ظبي بعد فترة قضاها في باريس حيث خضع لفحوصات طبية. أما نوابه والمقربون منه فيكتفون بالإشارة إلى بيان رؤساء الحكومات السابقين على أنه “يعبّر عن موقف تيار المستقبلط، بينما تتحدث مصادر مستقبلية عن أن الحريري في موقف حرج جداً، إذ لا يمكنه أن يأخذ موقفاً حاداً من جعجع، في ظل ما يُسمع على لسان السفير السعودي في بيروت وليد البخاري من تبنّ لجعجع ودفاعاً عنه، ناهيك عن وضعه الشعبي المأزوم في ظل رفع صور جعجع في عدد من المناطق المحسوبة على تيار المستقبل، بخاصة في طرابلس وعكار. وقالت المصادر إن الحريري حتى الآن لم يلعب دوراً في القضاء في ما يتعلق بالبيطار، بعدَ أن صارَ الأخير خطاً أحمر لدى الأميركيين والفرنسيين.