أمر الجيش اللبناني الرّعاة بإخلاء القرنة السوداء، في إطار الإجراءات التي إتخذها عقب مقتل اثنين من أبناء بشري بالرصاص السبت الماضي. واعتاد الرّعاة من الضنية ومنطقتها على الإقامة في القرنة ومحيطها خلال أيام الصّحو، حيث ترعى مواشيهم قبل أن ينزلوا منها قبل حلول الشتاء. وهو ما تسبب بإشكالات سابقة مع أبناء بشري، الواقعة في المقلب الآخر من القمة، على خلفيات نزاع عقاري بين المنطقتين على تبعية القرنة.
مشايخ عرب الضنية أيدوا قرار الجيش وأطلقوا نداءات للرّعاة بالالتزام بأوامره. وفي هذا الإطار، وجّه الشيخ محمد الكرمة، أحد مشايخ عرب بلدة كفرشلان في الضنية والجوار، نداءً إلى أبناء العرب الرّعاة إلى النزول من المنطقة في موعد أقصاه يوم الأربعاء المقبل.
وفي السياق نفسه، دعا المسؤول السياسي لـ”إتحاد عشائر العرب في لبنان”، أحمد الكرمة، باسم العشائر العربية في الضنية، الرّعاة في جبال الضنية وصولاً حتى القرنة السوداء إلى “عدم التوجه إلى القرنة السوداء ريثما تنتهي التحقيقات في جريمة مقتل شابين من بشري”. ونفى الكرمة “وجود أي علاقة للعشائر بالجريمة من قريب أو بعيد”، لافتاً إلى أن “دعوته جاءت بناءً على تعليمات وأوامر قيادة الجيش بعدم الاقتراب من المنطقة، ريثما تكتمل التحقيقات الأمنية وصدور القرار الظني بهذا الخصوص”.
وكشف رئيس بلدية بقاعصفرين بلال زود لـ”الأخبار” أن “عدد رعاة الغنم والماعز الموجودين في جرود المنطقة التابعة إدارياً لبلديته يتراوحون بين 200 ـــ 250 شخصاً يبيتون في 30 خيمة نصبوها لهذه الغاية”.
كما أوضح أن “المزارعين الموجودين في منطقة جرد النجاص في أعالي البلدة وأسفل بحيرة عطّارة، البعيدة نسبياً عن القرنة السوداء، الذين يقارب عددهم 600 شخص، غير ممنوعين من دخول أراضيهم الزراعية والعمل بها، بعد تدقيق الجيش في هوياتهم من خلال نقطة أوجدها بعد الجريمة عند مدخل جرد النجاص”، مضيفاً أن “الجيش يمنع أي شخص من دخول المنطقة الواقعة أعلى بحيرة عطّارة باتجاه القرنة السوداء وهو يقوم بدوريات مستمرة فيها سواء عبر آليات أو عبر طوّافات”.