إرتفعت حصيلة قتلى الإشتباكات بين حركة “فتح” وإسلاميين في مخيم عين الحلوة في صيدا، إلى 11 شخصاً، وفق وكالة “الأونروا”.
وأعلنت مديرة شؤون “الأونروا” في لبنان، دوروثي كلاوس، في بيان، مقتل أحد عشر شخصاً وإصابة 40 آخرين، بينهم أحد موظفي “الأونروا”، في المواجهات المستمرة منذ السبت الفائت.
ولفتت كلاوس إلى تعرض “مدرستين تابعتين للأونروا لأضرار”، مشيرة إلى _تعليق جميع خدمات الأونروا في المخيم بشكل مؤقت”.
وحثّت كلاوس جميع الأطراف على “إحترام حرمة جميع مباني ومرافق الأونروا وفقاً للقانون الدولي”.
حماس
وفي السياق، أعلنت حركة “حماس” أنها عملت منذ إندلاع الإشتباكات في مخيم عين الحلوة على تطويقها، وشاركت بالمبادرات لوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة تحقيق في أسباب التدهور الأمني، مؤكدةً استمرارها في التعاون مع كل القوى الفلسطينية والدولة اللبنانية.
ووفق ما أوردت في بيان، تابعت الحركة بـ”مسؤولية وطنية، وقلق بالغ التدهور الأمني الخطير الحاصل في مخيم عين الحلوة في لبنان، وما نتج عنه من ضحايا وجرحى وترهيب لأهلنا اللاجئين وتشريد الكثير من العائلات خارج منازلها نتيجة الاشتباكات”.
وأكدت الحركة “موقفها الثابت برفض الإحتكام للسلاح في حل الإشكالات والخلافات، لما له من تداعيات خطيرة على السلم الأهلي في المخيمات وفي لبنان الشقيق”، معلنةً أن “قيادة الحركة السياسية في لبنان قامت على الفور بالتواصل والتنسيق مع كل القوى والفصائل الفلسطينية، ومع هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك، ومع الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية والفعاليات، لتطويق الأحداث ومنعها من التصاعد والإنتشار”.
كما لفتت إلى أنها “شاركت بقوة في إطلاق مبادرات وطنية لوقف الإشتباكات في المخيم منذ أمس، والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق للنظر في مسببات الأحداث، ولوضع النقاط على الحروف بتحديد المسؤوليات والمحاسبة، حقناً للدماء وحفاظاً على شعبنا في المخيمات، ولحماية السلم الأهلي الفلسطيني واللبناني”.
وشددت الحركة على “إستمرارها وبالتعاون مع كل القوى والفصائل الفلسطينية والجهات المعنية في الدولة اللبنانية، بالعمل على وقف الإشتباكات وتطويق الأزمة الجارية في مخيم عين الحلوة، لتفويت الفرصة على المتربصين بالوجود الفلسطيني المؤقّت في لبنان، وللحفاظ على بوصلتنا الوطنية نحو فلسطين التي نتطلع إلى العودة إليها بعيداً عن أي أجندات مشبوهة، وذلك بتغليب لغة الحوار لتقوية جبهتنا الداخلية، ولتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني في لبنان حتى تحقيق العودة إلى أرض الوطن فلسطين”.
بهية الحريري
إلى ذلك، أجرت رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” النائبة السابقة بهية الحريري إتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد جوزيف عون وتباحثت معه في تطورات الإشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة وتداعياتها المباشرة على مدينة صيدا.
وكانت الحريري تابعت الوضع في المخيم وفي المدينة في اتصالات أجرتها بكل من مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب وسفير فلسطين أشرف دبور وأمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح ومنظمة التحرير اللواء فتحي أبو العردات وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وأمين سر القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب.
وقالت الحريري في بيان: “اننا نشارك أهلنا في مخيم عين الحلوة والتعمير والفيلات وكافة أحياء صيدا والجوار الغضب والسخط والحزن على ما يجري من استباحة لحياتهم وممتلكاتهم ولأمن واستقرار المخيم والمدينة ، بما شهده من عمليات اغتيال واشتباكات دموية وما خلفته من ضحايا وجرحى ومن دمار وأضرار ونزوح ومعاناة لمئات العائلات وما تسببت به من شلل في شرايين المدينة ووجوه الحياة فيها”.
أضافت: “لقد أصابت أحداث عين الحلوة صيدا في الصميم ، وان استمرارها لن تكون نتيجته الا مزيداً من المآسي والمعاناة لأبناء المخيم وجواره فلسطينيين ولبنانيين ، وخاصة العائلات التي اضطرت لترك بيوتها قسراً، ولن تكون أيضاً الا مزيداً من عدم الاستقرار وشل الحياة في المدينة وتعريض سلامة أهلها وقاطنيها والعابرين فيها للخطر”.
وختمت: “فلتكن وقفة ضمير مسؤولة بوقف فوري لإطلاق النار رحمة بالناس وبالمدينة خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة لأنه يكفيهم ما يكابدونه في سبيل تأمين لقمة العيش والخدمات الأساسية، فكيف وهم يفقدون أيضاً نعمة الأمن والأمان”.