يسود الهدوء التام منذ الصباح مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، بعد خروقات ليلية متقطعة لوقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ عند السادسة من مساء أمس، فيما بدأت الحركة تعود إلى طبيعتها في صيدا، بعد الشلل الذي أصاب المدينة بفعل الإشتباكات التي إستمرت أسبوعاً كاملاً.
وعصر اليوم، شيّعت حركة “فتح” عدداً من مقاتليها داخل المخيم، فيما شيّع “التيار الإصلاحي” في الحركة قائده العسكري وأحد عناصره في منطقة سيروب، خارج المخيم.
سياسياً، جال وفد من حركة “حماس” برئاسة نائب رئيسها في الخارج موسى أبو مرزوق على نائبي المدينة أسامة سعد وعبد الرحمن البزري والنائبة السابقة بهية الحريري، وصلّى صلاة الجمعة في مسجد الشيخ ماهر حمود، الذي كان قد إتُّهم بالإنحياز إلى المجموعات الإسلامية خلال الإشتباكات الأخيرة.
ونصح حمود في خطبته “فتح” بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار و”الكفّ عن تشغيل الفاعل والجهة التي خرقت وقف إطلاق النار خمس مرات متتالية”. وإذ أكد أنه مع تسليم المطلوبين بقتل العرموشي، دعا إلى ترك “مكانٍ للتفاوض والحوار”.
ورأى حمود أن ما جرى “ليس كما تمّ تصويره، ثمة قتل متبادل وثأر جاهلي ينقل من مكان إلى مكان، وليس القتل من جهة واحدة، بل إن استهداف المخيم كلّه بالقذائف والأسلحة المتوسطة والتصويب على جهات ومناطق ليس لها أي دور في هذا القتال جريمة أكبر من إغتيال شخص ومن معه، رغم بشاعة الجريمة والاستهداف”.
وكان النائب أسامة سعد قد عقد إجتماعاً في دارته حضرته مرجعيات سياسية ودينية وفاعليات اجتماعية واقتصادية، أبرزها: مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، النواب: عبد الرحمن البزري، علي عسيران، ميشال موسى وشربل مسعد، النائبة السابقة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا حازم بديع.
وفي ختام اللقاء، نقل سعد عن المجتمعين “رفضهم للاشتباكات والاحتكام إلى السلاح في معالجة قضايا المخيم”، ومطالبتهم “الأخوة الفلسطينيين بكلّ فصائلهم بأن يتنبهوا لخطورة هذه الاشتباكات وعدم تكرارها ورفض أيّ احتكام إلى السلاح، لما لذلك من انعكاسات سيّئة على مختلف المستويات”.
واعتبر سعد أنّ “الدورة الاقتصادية يجب أن تتجدد، والأهالي الذين نزحوا يجب أن يعودوا إلى منازلهم”. وطالب الحكومة والهيئة العليا للإغاثة بأن تعوّض على المتضررين من هذه الأحداث، خاصة في التعمير الصيداوي، “فهناك بيوت دُمرت بالكامل، ويجب تأمين بدل إيواء ريثما يتمّ إصلاح منازلهم”.
وأكد أنّ “الجميع أمام امتحان بالالتزام بما اتُفق عليه”، وقال إنّ “هناك مصداقية، وأعتقد أنّ الأجواء إيجابية، والمهم ألا تتجدّد الاشتباكات وأن يكون هناك التزام بعدم اللجوء الى السلاح، ونحن في المدينة بكلّ قواها جاهزون لمدّ يد المساعدة”.
إلى ذلك، يُتوقّع أن تفتح مدارس المدينة أبوابها ابتداءً من الأسبوع المقبل، فيما ينتظر 6 آلاف طالب فلسطيني داخل المخيم إخلاء مدارس “الأنروا” من المسلحين، تمهيداً لإطلاق عامهم الدراسي.