إستهدفت غارة إسرائيلية، اليوم الأربعاء، سيارة في منطقة حوش بمحيط مدينة صور جنوبي لبنان أدت لإغتيال قائد عسكري بارز في حزب الله.
وأكدت المعلومات أن الشخص الذي تم إستهدافه هو أبو نعمة ناصر، قائد وحدة عزيز في حزب الله، وهو أحد قادة المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان.
ويعدّ هذا القيادي الثاني البارز الذي يتم إغتياله منذ 11 حزيران حين إستشهد القيادي طالب عبدالله الذي كان كذلك قائد واحد من المحاور الثلاث في جنوب لبنان في غارة إسرائيلية إستهدفت منزلا في بلدة جويا الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل إلى جانب ثلاثة عناصر آخرين من الحزب.
#إسرائيل تغتال قيادي بارز في #حزب_الله #صحافة_الشعب #PublicPresse #لبنان
التفاصيل: https://t.co/XFbylqgkbr pic.twitter.com/PBb2IidjLd— PublicPresse (@PublicPresse) July 3, 2024
حزب الله يرد
من جهته، أعلن حزب الله قصف مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بأكثر من مئة صاروخ رداً على مقتل القيادي البارز في صفوفه.
وتبنّى الحزب في بيان قصف مقرين عسكريين إسرائيليين في الجولان السوري المحتل “بمئة صاروخ كاتيوشا”، ومقر في كريات شمونة في شمال اسرائيل “بصواريخ فلق”، وذلك “في إطار الرد على الإعتداء والإغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور”.
وأعلن متحدّث بإسم الجيش الاسرائيلي من جهته لفرانس برس أن “نحو مئة صاروخ أطلق باتجاه اسرائيل من لبنان” الأربعاء.
وكان الحزب نعى في بيان “محمد نعمة ناصر (الحاج أبو نعمة) مواليد عام 1965 من بلدة حداثا في جنوب لبنان”، هو ثالث قيادي كبير تغتاله إسرائيل في جنوب لبنان منذ بدء التصعيد قبل نحو تسعة أشهر، وفق مصدر مقرب من حزب الله.
وقال مصدر آخر مقرب من الحزب إن محمد ناصر هو قائد “واحد من المحاور الثلاثة للحزب في جنوب لبنان”، مضيفاً إنه “قتل بغارة إسرائيلية على سيارته في صور”. ونعى الحزب كذلك مقاتلاً آخر.
أعلن الجيش الاسرائيلي من جهته عن “القضاء” على محمد نعمة ناصر “في غارة جوية في منطقة صور”، مضيفاً أنه كان “مسؤولًا عن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية والأخرى المضادة للدروع من منطقة جنوب-غرب لبنان نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات جيش الدفاع”.
وقال إن ناصر كان “يتولى وظيفة توازي تلك التي كان يتولاها المدعو طالب سامي عبدالله…وكان الإثنان يعتبران من أرفع القيادات لحزب الله في جبهة جنوب لبنان”.
عدوان إرهابي
يأتي هذا التطور الميداني، فيما قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان “عدوان تدميري وإرهابي، ينبغي على المجتمع الدولي وضع حد له”.
وأضاف أن ما يشهده جنوب لبنان من أحداث “ليس في حقيقته سوى نتيجة لتفاقم اعتداءات إسرائيل على سيادة لبنان، وخرقها المستمر للقرار الدولي 1701″، الذي يدعو طرفي النزاع إلى الوقف الفوري لهجماتهما وإسرائيل لسحب كل قواتها من جنوب لبنان.
وحذر ميقاتي من تمدد الحرب على قطاع غزة إلى لبنان ومنه إلى المنطقة، مؤكدا على أن “خيار لبنان كان ولا يزال هو السلام، المبني على العدالة والقانون الدولي”.
من جانبه، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال إتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ضرورة منع “إشتعال الوضع” بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، لأن “من شأنه أن يلحق ضرراً بمصالح كل من لبنان وإسرائيل، ويشكل تطوراً خطيراً خصوصاً على الإستقرار الإقليمي”.
وأعرب ماكرون عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل على طول الخط الأزرق.
في المقابل، قال القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني إن “لبنان سيكون جحيماً بلا عودة للصهاينة”.
وجاء تصريح باقري، تعليقاً على احتمال شن هجوم إسرائيلي على لبنان، مضيفا أن “إسرائيل لم تَجْنِ شيئا من حربها على غزة خلال الأشهر الماضية وتسعى للتعويض عن خسائرها”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين يعتزم الاجتماع مع مسؤولين فرنسيين في باريس اليوم لبحث سبل نزع فتيل التصعيد عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل.
تهديد متصاعد
وكان مسؤولون إسرائيليون صعدوا في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان.
ووسط هذه التهديدات، حذر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن أي مكان في إسرائيل “لن يكون بمنأى” عن صواريخ مقاتليه في حال إندلاع حرب.