توفي رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص، اليوم الأحد. وكان الحص رئيساً للوزراء مرّات عدّة، كما تولّى وزارات الصناعة والنفط، الإقتصاد والتجارة، التربية، العمل، والخارجية، وكان نائباً عن بيروت.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ بكل حزن وأسى، أنعي إلى اللبنانيين رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص “الذي رحل في أصعب وادق مرحلة يحتاج فيها لبنان إلى ضميره وحسه الوطني والعروبي والى حكمته ورصانته وحسن ادارته الشأن العام”.
وذكر أنّ “الكتابة عن الرئيس سليم الحص مهمة صعبة وسهلة في الوقت ذاته. صعبة لأن كل الكلمات لا تفيه حقه، وسهلة لأنه بحر من العطاء في حياته المهنية”. وأضاف “كان إقتصادياً بارزاً ومثال الخبرة والاخلاق والعلم، يضع المصلحة العليا ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار وكان متجرداً وموضوعياً ودستورياً بامتياز”.
وذكر أنّ “الحص الذي وصل إلى أعلى ما يمكن أن يصل إليه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ليصل إلى أعلى درجات العلم، وأرفع المناصب، ليكون رئيس حكومة ناجحاً في لبنان، ويستحق بعد سنوات من العطاء والتضحية لقب” ضمير لبنان” ويدخل الى الابد في وجدان اللبنانيين”، خاتمًا “رحمه الله واسكنه فسيح جنّاته”.
وأصدر ميقاتي مذكرة بإعلان الحداد الرسمي على وفاة الرئيس الحص، وأشار في بيان، إلى أن “الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسّسات الرّسميّة والبلديّات كافّة، تُنكّس لمدة ثلاثة أيام، إعتباراً من يوم غد الإثنين ولغاية يوم الأربعاء الواقع فيه 28.8.2024 ضمناً، وتُعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة. تَغَمّد الله الفقيد الكبير بوافر رحمته وأسكنه فسيح جناته”.
ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري سليم الحص قائلاً: “في الزمن الذي يفتقد فيه لبنان الى النقاء والصفاء والقامات الوطنية الشامخة، يفقد الوطن قيمة من قيمه الإنسانية التي جمعت كل تلك الخصال وأكثر”. وختم: “الى اللبنانيين عامة وأبناء العاصمة بيروت أسمى آيات العزاء وللراحل الكبير الرحمة، وإنا لله وإنا اليه راجعون”.
ونعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، سليم الحص “العضو الطبيعي في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى”، ووصفه بـ”الرمز الوطني والعربي الكبير الذي عمل بكل جهد وإخلاص وتفان لوطنه”، وقال: “برحيل الرئيس سليم الحص خسر لبنان والوطن العربي والعالم الإسلامي رمزا كبيراً وركناً سياسياً مرموقاً، عريقا في عروبته وفي وطنيته وإيمانه، رجلا مميزا في مواقفه الشجاعة والحكيمة، وترك إنجازات تاريخية مشرقة ومشرفة في لبنان”.
وذكر أن “المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خسر ركنا من أركانه، وكان للمرحوم سليم الحص دور مميز في الحياة السياسية وهو رجل العلم والسياسة والاقتصاد والمال والثقافة والأدب وله العديد من المؤلفات السياسية والوطنية، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً”.
بدوره، نعى رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام الموجود خارج لبنان، سليم الحص، وقال في بيان: “قامة وطنية كبيرة من بيروت ومن لبنان رحلت اليوم ورحل معها الصدق والنبل والاستقامة وعفة النفس”، مضيفًا “سليم الحص خدم وطنه بأمانة واخلاص وبسلاح الموقف الذي اعتبره واعتمده في مواجهة السلاح الغير شرعي وقوى الامر الواقع”.
وتابع “بيروت هي مدينته وعرينه وحاضنة مسيرته الزاخرة بالعلم والاخلاق مترفعاً عن الصغائر، همه الانسان وكرامته وحقوقه. رحم الله هذه النفس الابية والكريمة والسامية واسكنها فسيح جناته”.
ورأى السيد علي فضل الله أن الحص كان “علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها”، موضحًا أن “لبنان عندما يفتقد شخصية بوزن وقيمة الرئيس الحص، وفي هذه المرحلة بالذات، فتلك “خسارة كبرى”.
وأضاف: “لقد مثّلت شخصية الرئيس الحص علامة فارقة في تاريخ لبنان بنزاهتها وشفافيتها ورمزيتها الكبيرة في مواجهة الفساد والظلم الداخلي واطماع العدو الصهيوني وكنا نأمل بمستقبل مشرق للبنان بحضور هذه الشخصية وأمثالها، وكنا نرى ان البلد لا يزال بخير بوجوده وبوجود من يشبهه في الكلمة والموقف والصدق والشجاعة والعمل المستمر في خط الاصلاح والنهوض الوطني والقومي والعروبي والإسلامي”.
وختم فضل الله: “أن نفتقد هذه الشخصية الرمز فنحن نفتقد مسارا من مسارات الحق وخطاً من خطوط الاصلاح ورمزا للعدالة من داخل السلطة او خارجها وانموذجاً في الاخلاص لمبادئه وحبه ووفائه للناس، وعسى ان يعوّضنا الله بشخصيات مثله تحمل الهموم الكبيرة والبعيدة عن المصالح الشخصية والحسابات الفئوية”.
ونعى رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب، سليم الحص، وقال في بيان: “لا يمكن وداع الرئيس سليم الحص من دون ذرف دمعة على الرجل الذي شكّل ظاهرة في الحكم والسياسة في لبنان، وكان عن حق وواقع ضمير لبنان الذي بقي صامداً أمام المغريات السياسية والشعبوية والمالية، ولم يستسلم للأمر الواقع ولم يسلّم به، ودفع ثمن ما يؤمن به، وانكفأ عندما وجد نفسه عاجزاً عن مواجهة منظومة الفساد التي تسلّحت بقدرات جعلتها أقوى من الدولة، بل جعلتها الدولة، بحماية مظلّة فساد تتشعب أسقفها داخل لبنان وتتمدّد خارجه، والتي ما تزال تمسك بمفاصل البلد، وتتحكم بمصيره، وتسببت بانهيار مالي لطالما حّذر منه الرئيس الحص وحاول مواجهته بما يمتلك من منطق علمي وبسلوك رجل الدولة الذي لا يقيم وزناً لأي مصلحة طائفية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية”.
ونعى رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي، في بيان، سليم الحصّ وقال “فقدنا وفقد لبنان واللبنانيون رجل دولة من طراز رفيع هو الرئيس الدكتور سليم الحصّ. وبفقدانه تنطوي صفحة من التاريخ السياسي الحديث لهذا الوطن، صفحة مليئة بالأحداث والمواقف والمواجهات الكبرى التي كان محورها هذا الرجل المشرق والنزيه”.
وأضاف “فقدت انا شخصياً رجلاً احبّه، رافق الرشيد في اصعب ايامه، ثم رافق والدي في ايامٍ لا تقلّ صعوبة، وكان خير من نتوسّم به دائماً المواقف الوطنية التي نستمدّ منها صلابة وعزيمة”، موضحًا أنّه “محزن رحيل الدكتور سليم الحصّ، لان خسارته ليست مجرّد خسارة عادية حتى على مستوى العاطفة والصداقة والمحبّة فضلاً عن الخسارة الوطنية الكبرى”.
وختم كرامي: “عزاؤنا الحارّ لابنته السيدة وداد الحصّ وعائلتها الكريمة، ولكل محبّيه واصدقائه وما اكثرهم، ولكل اللبنانيين الذين يحبّونه ويحترمون نزاهته وعلمه الغزير وصدقه وزهده في المناصب وثباته على مواقفه طوال عمره”.
بدوره، نعى النائب فريد هيكل الخازن سليم الحص كاتباً على مواقع التواصل الاجتماعي: “لقد انهار لبنان عندما غابت عنه رجالات دولة شبيهة بدولة الرئيس سليم الحص في النزاهة والوطنية. لأسرة الراحل وآل الحص ولأهلنا في بيروت وللشعب اللبناني أحرّ التعازي”.
من جانبه، نعى النائب نعمة افرام الرئيس سليم الحص، مشيرًا إلى أنّه “رحل العصاميّ المعتدل والإقتصاديّ الرصين والإنسانيّ الكبير والرجل الذي لطالما عاد إلى الكتاب في مسيرته الوطنيّة”.
في السياق، نعى عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن سليم الحص، وقال في بيان:
“برحيل الرئيس سليم الحص، فقد لبنان قيمة إنسانية ووطنية كبيرة، وشخصية من الوطنيين الكبار في العطاءات والتضحيات ليبقى لبنان وطنا لجميع أبنائه، وصوتا من أصوات الحكمة التي يحتاج اللبنانيون إليها في هذه الأوقات العصيبة”.
وأضاف:” إنها خسارة وطنية لا يمكن أن تُعوّض إلا بمزيد من الوحدة بين اللبنانيين”.
وتابع: “سيبقى الرئيس سليم الحص حيّاً في ضمائر اللبنانيين والعرب الذين يستذكرون أعماله ومنجزاته ومسيرته الوطنية التي قادته الى ان يكون في مصاف كبار رجال السياسة. رحم الله الرئيس سليم الحص واسكنه فسيح جناته”.