وقال المصدر إن أجهزة الإتصال التي إنفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق، وإن زنة العبوة التي تم تفجيرها لم تتجاوز 20 غراماً من المواد المتفجرة.
وأضاف المصدر أن أجهزة الإتصال التي تعرضت للتفجير تم إستيرادها قبل 5 أشهر، مشيراً إلى أنه يجري حالياً التحقيق في مجموعة فرضيات حول كيفية تفعيل الشحنة المتفجرة.
ويؤكد ذلك ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، مساء اليوم، عن أشخاص مطلعين على الأمر، قالوا إن أجهزة الإستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب مؤخراً.
حدث أمني كبير في #لبنان#صحافة_الشعب #PublicPresse
مشاهد من عدة مناطق لإنفجارات بأجهزة إتصال لاسلكية يحملها مواطنون وعناصر حزبي في #الضاحية_الجنوبية و #جنوب_لبنان أدت عدد كبير من الإصابات
التفاصيل: https://t.co/13o2oKCsc5 pic.twitter.com/aBCJ8eFpG6— PublicPresse (@PublicPresse) September 17, 2024
في الوقت نفسه نقلت الصحيفة الأميركية عن شركة “لوبك إنترناشيونال الأمنية” أن سبب إنفجار أجهزة الإتصال هو على الأرجح برمجيات خبيثة. وأضافت الشركة أن سبب الإنفجار هو برمجيات رفعت حرارة البطاريات ما أدى لانفجارها أو وضع شحنة فُجرت عن بعد.
وكانت مصادر قريبة من حزب الله قد أوضحت لوكالة “أسوشيتد برس” أن أجهزة الإتصال الجديدة مزودة ببطاريات ليثيوم ويبدو أنها إنفجرت نتيجة تسخين زائد.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مركز أبحاث للأمن أن ما حدث ناجم عن أوسع عملية إستبدال لأجهزة إتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات.
ومساء اليوم الثلاثاء، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إستشهاد 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 أغلبهم من عناصر حزب الله في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، بعد إنفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.
إختراق أمني كبير في لبنان.. 9 شهداء و2750 جريح بإنفجار أجهزة إتصال (فيديو)
إجتماع أمني طارئ
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وكبار المسؤولين الأمنيين يجتمعون حالياً بغرفة العمليات تحت الأرض في وزارة الدفاع، على خلفية تفجيرات الأجهزة في لبنان.
وقالت صحيفة هآرتس إن مسؤولين أمنيين كباراً في إسرائيل يبحثون احتمالات التصعيد بعد انفجار أجهزة اتصالات “بيجر” في لبنان. وأضافت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية طلبت من كبار الضباط إلغاء إلتزاماتهم وحضور نقاش عاجل بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب، تحسبا لهجوم من “حزب الله”. وأشارت إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قدّرت أن حزب الله ينوي شن عملية عسكرية ضد إسرائيل، حيث رصدت مؤخرا إشارات حول استعدادات غير اعتيادية لحزب الله في جنوب لبنان.
وبعد عقدهم إجتماعاً لتقييم الوضع، قال الجيش الإسرائيلي إن كبار القادة، بمن فيهم الجنرال هيرتسي هاليفي رئيس الأركان، ناقشوا ” حالة الإستعداد على الصعيدين الهجومي والدفاعي على كافة الجبهات”، من دون تقديم تفاصيل. وذكر “لا تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية”، لكنه أضاف أنه “يجب الحفاظ على حالة اليقظة ليتم إطلاع الجمهور على كل تغيير في السياسة المتبعة بشكل فوري”.
وقد أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الجبهة الداخلية أبلغت رؤساء السلطات المحلية باحتمال التصعيد الأمني دون تعليمات جديدة، كما قالت إن حزب الليكود الحاكم حظر على أعضائه الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات بشأن الأحداث في لبنان.
من ناحيته، قال الرئيس السابق للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين إنه سيتفاجأ جداً إذا لم يرد حزب الله على تفجير “بيجر”، بحسب ما نقلته عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي.
تعرف على جهاز “البايجر” الذي استخدمه العدو الاسرائيلي وسيلة لارتكاب عدوانه الاثم اليوم pic.twitter.com/6tKSzOZ9Aa
— قناة المنار (@TVManar1) September 17, 2024
إسرائيل مسؤولة
وحمّل حزب الله “العدو الإسرائيلي” مسؤولية إنفجار أجهزة الاتصالات في أنحاء لبنان، وقال إن “العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب”، مضيفا “سيبقى موقفنا بالنصرة والدعم والتأييد للمقاومة الفلسطينية محل اعتزازنا وافتخارنا”.
وكانت وكالة “أسوشيتيد برس” نقلت عن مسؤول في حزب الله قوله إن إسرائيل تقف وراء الحادث الأمني في لبنان، مضيفاً أن أجهزة الاتصال كانت تحمل بطاريات ليثيوم يبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.
كما حمّلت الحكومة اللبنانية إسرائيل المسؤولية عن الهجوم، وقالت “إن العدوان الإسرائيلي يشكّل انتهاكا خطيرا للسيادة اللبنانية”.
من جهته، تنصل نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة إكس، ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الإتصال في لبنان قبل أن يحذفه.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دعا، في 14 فبراير/شباط الماضي، مقاتلي الحزب وعائلاتهم وأهل الجنوب اللبناني إلى الإستغناء عن الهواتف المحمولة، ووصفها بـ”العميل القاتل” الذي يقدم معلومات دقيقة ومجانا لإسرائيل.
ومنذ أيام يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة حزب الله، الأمر الذي أثار خلافات داخلية واسعة في إسرائيل بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.