قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده يخوضون معارك عنيفة مع مقاتلي حزب الله في جنوبي لبنان، في حين أكد الحزب أنه إستهدف “تحركات لجنود العدو” في موقع المطلة بقذائف المدفعية، وحقّق إصابات مباشرة.
وأكد المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على موقع “إكس” اليوم الثلاثاء، أن معارك عنيفة تدور في جنوبي لبنان، داعياً “السكان لعدم التحرك بالمركبات من الشمال إلى جنوب نهر الليطاني حتى إشعار آخر”.
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن الجيش الإسرائيلي “يخوض حالياً قتالاً في ظروف ليست سهلة بجنوب لبنان”، مضيفاً أن “هذا هو الوقت المناسب لهزيمة حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أفاد بأن قوات الفرقة 98 بلواءي الكوماندوز والمظليين واللواء 7 المدرع هي التي تشارك في عملية لبنان.
من جهتها، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن القوات المشاركة في العملية هي من النوع الذي يقوم بعمليات محدودة، مؤكداً أنه لم ترد تقارير حتى الآن عن إشتباكات مع قوات حزب الله ضمن العملية البرية.
من جهته، أعلن حزب الله في بيانات منفصلة أن عناصره استهدفوا اليوم الثلاثاء تحركاً وتجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع المطلة الإسرائيلي بقذائف المدفعية والصواريخ وحققوا فيه إصابات مباشرة، كما استهدفوا جنودا إسرائيليين عند بوابة مستوطنة شتولا الإسرائيلية بالقذائف المدفعية.
وفي بيان آخر، قال الحزب إن مقاتليه إستهدفوا تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة، موضحا أن هذه الهجمات تأتي دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودفاعا عن لبنان وشعبه.
قصف إستباقي
وفي خطوة إستباقية، قصفت المدفعية والدبابات الإسرائيلية بلدات الخيام وكفركلا والوزاني، فجر اليوم الثلاثاء، قبل بدء التوغل البري لـجنوب لبنان.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن قصفاً مكثفاً من مدفعية الجيش الإسرائيلي من منطقة المطلة نحو الخيام جنوبي لبنان. كذلك قصف بالمدفعية والدبابات بلدات الخيام وكفركلا والوزاني والعديسة في منطقة الجنوب.
ونقلت شبكة “أن بي سي” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل نشرت 5 ألوية على الحدود، لكن لا يتوقع أن تتحرك جميعها. وأضاف المسؤول الرفيع أن إسرائيل بدأت بالفعل عمليات استطلاع ونشر مهندسين لتنفيذ مهام مثل إختراق الحواجز، مشيراً إلى أن العملية الإسرائيلية بلبنان قد تبدأ الليلة وتستمر أياما لا أسابيع ضمن نطاق محدود.
وفي العمق اللبناني، شنت الطائرات الإسرائيلية، ليل أمس الإثنين، 8 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت إلى تدمير 4 أبنية سكنية، بعدما دعا الجيش الإسرائيلي سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية إلى إخلائها فوراً، مؤكدا أنه سيضرب بقوة في هذه المناطق.
وإستهدف قصف مدفعي إسرائيلي اليوم الثلاثاء عدة بلدات جنوب لبنان، وقصفت المدفعية الإسرائيلية بلدات كفركلا والعديسة والخيام والوزاني جنوبي لبنان.
وأدى قصف إسرائيلي على قرية إبل السقي إلى إصابة الأب غريغوريوس سلوم كاهن رعية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس، وتم نقله إلى المستشفى ما لبث أن فارق الحياة.
من جهتها، قالت الوكالة الوطنية للإعلام إن 10 أشخاص بينهم أطفال إستشهدوا وأصيب 5 آخرون جميعهم من عائلة واحدة جراء قصف إسرائيلي إستهدف منزلهم في بلدة الدوادية.
إستشهاد 10 أشخاص بينهم أطفال وإصابة 5 جميعهم من عائلة واحدة جراء قصف إسرائيلي على بلدة #الدوادية. وقصف إسرائيلي على بلدة #إبل_السقي أدى إلى إستشهاد الأب غريغوريوس سلوم كاهن رعية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس..#لبنان #صحافة_الشعب #PublicPresse
التفاصيل: https://t.co/e14oxonbfp pic.twitter.com/T7lZAuSHLe— PublicPresse (@PublicPresse) October 1, 2024
من جانب آخر، أعاد الجيش اللبناني إنتشاره في نقاط حدودية نتيجة للتهديدات الإسرائيلية.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان، اليوم الثلاثاء، “مع إستمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته الهمجية المتزايدة على مختلف المناطق اللبنانية، تناول بعض وسائل الإعلام معلومات غير دقيقة حول انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية. يهم قيادة الجيش أن توضح أن الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها. كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.
كذلك، قال المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة أمس الإثنين إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي تستهدف إسرائيل.
منطقة عسكرية مغلقة
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن ليل أمس الإثنين، إقامة منطقة عسكرية مغلقة في مستوطنات المطلة ومسكاف عام وكفر جلعادي شمالي إسرائيل. وقال “نعزز الدفاع على خط التماس ونستعد للمراحل المقبلة من القتال”. وأضاف أن قوات اللواء 188 أجرت تدريبات قرب الحدود الشمالية لرفع الاستعداد وحماية البلدات في الشمال.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن صواريخ عدة سقطت في بلدة المطلة شمال إسرائيل دون وقوع إصابات، بعدما دوت صفارات الإنذار في المطلة وبلدة أفيفيم بالجليل الأعلى شمال إسرائيل.
بدوره، أكد حزب الله أنه قصف برشقة صاروخية تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في المطلة، وأنه حقق إصابات مباشرة، كما أكد قصف بالمدفعية تجمعا لجنود في أفيفيم.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 3 صواريخ من لبنان باتجاه صفد وإنه إعترض صاروخين، في حين سقط الآخر في منطقة مفتوحة.
عمليات محدودة
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول أميركي، أمس الإثنين، قوله إن إسرائيل أبلغت بلاده بأنها تخطط لشن عملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريباً. وأضاف المسؤول الأميركي أن الحملة التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها الأخيرة ضد حزب الله عام 2006، وستركز على “تطهير” البنية التحتية لحزب الله لإزالة أي تهديد على الحدود الشمالية. وأشار إلى أن خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة متوافقة مع الولايات المتحدة، وأن الطرفين تفاهما على عدم تكرار ما حدث بغزة في لبنان. ونوه إلى أن إسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل فقط تدمير منصات إطلاق الصواريخ.
من جهتها، نقلت “سي بي أس” عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن العملية البرية التي ستشنها جنوب لبنان وشيكة، وقد تبدأ الليلة. وذكر مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أنها ستشن “عمليات محدودة” في عدد من القرى على طول الحدود مع لبنان.
كما أكد مسؤول أميركي آخر لشبكة “سي أن أن” أن إسرائيل قد تشن “قريبا” هجوما بريا محدودا على جنوب لبنان، لكنه تحدث عن “قلق” واشنطن من أن التوغل البري المحدود قد يتطور لعملية أكبر على المدى الطويل.
وقد نفذت قوات خاصة إسرائيلية بالفعل، حسب تصريحات مسؤول أميركي للجزيرة، عمليات توغل محدودة جنوب لبنان “لاستطلاع الأوضاع وتحضير الظروف لعملية برية”. وأشار ذلك المسؤول الأميركي إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى إقامة منطقة عازلة في المنطقة لضمان عودة سكانها إلى الشمال.
وتعليقا على التقارير الإعلامية بشأن عملية برية إسرائيلية “وشيكة” جنوب لبنان، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “على علم” بتلك التقارير، وإنه سيكون “مرتاحا” إذا توقفت العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله.
1 thought on “الجيش الإسرائيلي يبدء عمليات برية “محدودة” ويتحدث عن معارك صعبة وحزب الله يقصف تجمعاته (فيديو)”
Comments are closed.