صرحت مصادر إيرانية بأن المرشد الإيراني علي خامنئي حذر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من خطة إسرائيلية لإغتياله وطلب منه الخروج من لبنان قبل أيام من عملية الإغتيال.
وقال أحد المصادر وهو مسؤول إيراني رفيع المستوى، في تصريح لوكالة “رويترز”: “في أعقاب واقعة تفجير أجهزة الإتصال لحزب الله في 17 سبتمبر/أيلول مباشرة، أرسل خامنئي رسالة عبر مبعوث يطلب فيها من الأمين العام لحزب الله المغادرة إلى إيران، وأشار فيها إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن إسرائيل لديها عملاء داخل الحزب اللبناني وتخطط لقتله”.
وأشار المسؤول إلى أن “المبعوث كان القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان، والذي كان مع نصر الله عندما استهدفته قنابل إسرائيلية وقتل معه”. وقال إن خامئني “قلق للغاية في الوقت الحالي من اختراق إسرائيلي لأعلى الطبقات الحكومية في طهران”.
وصرح مسؤول إيراني كبير آخر للوكالة بأن “خامنئي الموجود الآن في مكان شديد التأمين داخل إيران منذ يوم السبت، هو من أصدر الأمر بإطلاق ما يقرب من 200 صاروخ على إسرائيل يوم أمس الثلاثاء، ليعلن الحرس الثوري في بيان بعد ذلك أن الهجوم كان رداً على إغتيال نصرالله ونيلفروشان واسماعيل هنية”.
خامنئي: إسرائيل أصغر من أن توجه ضربة مهمة لبنية حزب الله القوية
ومنذ حرب 2006، تجنب نصرالله الظهور العلني وأخذ حذره لفترة طويلة وكانت تحركاته محدودة ودائرة الأشخاص الذين يقابلهم صغيرة للغاية، وفقا لمصدر مطلع على الترتيبات الأمنية لنصر الله. وأضاف المصدر أن الاغتيال يشير إلى أن جماعته اخترقها جواسيس لصالح إسرائيل.
وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني، إن الجيش حصل على معلومات “في الوقت الفعلي” لاجتماع نصر الله مع قادة آخرين. ولم يذكر شوشاني كيف علموا بذلك لكنه قال إن القادة اجتمعوا للتخطيط لشن هجمات على إسرائيل.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أشارت إلى أن “أشخاصا على الأرض كانوا من بين أبرز مصادر المعلومات التي اعتمدت عليها إسرائيل في اغتيال نصر الله”.
كما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى أن القرار بشن الضربة اتخذ في يوم الهجوم ذاته، لأن القادة الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن أمامهم وقتا قصيرا قبل أن ينتقل نصر الله إلى موقع آخر.
وقالت صحيفة “معاريف” إن رجلاً إلتقى بنصرالله صافحه ولطخ يديه بمادة سمحت لإسرائيل بتعقبه، مشيرة إلى أن إسرائيل استغرقت دقيقتين لتحديد موقع نصر الله والتأكد من وجوده في المقر بالضاحية الجنوبية في بيروت.
وذكرت أنه بعد ذلك بدقائق، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على المقر وأسقطت ما يقدر بـ80 طناً من القنابل على الموقع، مما أدى إلى مقتل نصرالله وكبار قيادات الحزب، مشيرة إلى أن نصر الله استشهد نتيجة الاختناق بعد اختبائه في غرفة غير مهواة في المقر، حيث تسربت الغازات السامة الناتجة عن القصف.
تأتي هذه “المعلومات” التي تدعو إلى الشك في وقت تكثر فيه التساؤلات عن الخروق الأمنية التي تعرض لها حزب الله وفتح باب “النظريات الإعلامية” المتعددة.
ويوم السبت 28 سبتمبر/أيلول، نعى “حزب الله” أمينه العام حسن نصرالله الذي أعلنت إسرائيل اغتياله بضربة جوية استهدفت مقر الحزب يوم الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن اغتيال نصر الله “خطوة هامة”، مشددا على استعداد إسرائيل لبذل كل جهد لإعادة سكان الشمال إلى مناطقهم.
المصدر: بابليك برس + رويترز