يُطلق الحكم الهولندي داني مكيلي صافرة البداية مساء الجمعة عند حدود الساعة التاسعة (السابعة بتوقيت غرينتش) ليُعلن انطلاق مباراة افتتاح كأس الأمم الأوروبية 2021 لكرة القدم بين تركيا وإيطاليا على الملعب الأولمبي في روما، بحضور نحو 16 ألف شخص. ويشارك في هذه البطولة التي وزعت مبارياتها على 11 مدينة، 24 منتخبا يتقدمهم “ديوك” فرنسا الذين يسعون لتكرار إنجاز جيل 1998 بقيادة زين الدين زيدان وهو الفوز بالكأس القارية بعد عامين الكأس العالمية.
كل الطرق تؤدي إلى روما! فبعد انتظار استمر لعام كامل جراء جائحة فيروس كورونا، تنطلق فعاليات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2021 مساء الجمعة عند الساعة التاسعة (السابعة بتوقيت غرينتش) بمباراة افتتاح واعدة بين منتخبي تركيا وإيطاليا ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا ويلز وسويسرا.
ويدير هذه المواجهة التي ستقام على ملعب “أولمبيكو” في العاصمة الإيطالية بحضور 16 ألف شخص، الحكم الهولندي داني مكيلي. وستكون صافرة الانطلاق بداية لمنافسة عريقة تستمر شهرا كاملا، كما أنها ستكون مؤشرا وإشارة تُعلن عن تعافي إيطاليا والقارة الأوروبية تدريجيا من الوباء وخروجهما من نفق فيروس كورونا الذي هدد قوامهما البشري والاقتصادي.
وقد شدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) على أهمية فتح المباريات أمام الجماهير ولو بشكل محدود، أي بحضور المشجعين بنسبة تتراوح بين 22 و50 في المئة من سعة كل ملعب في المدن الـ11 التي حظيت بضيافة مباريات على أرضها. ومن المرجح أن تكتمل النسبة مئة في المئة في ملعب “بوشكاش أرينا” في بودابيست بقرار من رئيس الوزراء المجري اليميني فيكتور أوربان. وتم تدشين هذا الملعب الجميل في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 خصيصا لنهائيات كأس الأمم الأوروبية، وهو يتسع لـ 67 ألف متفرج. ويستقبل منتخب المجر نظيره البرتغالي في 15 حزيران ثم فرنسا في 19 حزيران.
من سيرفع الكأس في سماء لندن في 11 تموز؟
وبصورة عامة، اعتمد “ويفا” على “الفقاعات” في صفوف المنتخبات لتفادي ظهور حالات جديدة من فيروس كورونا، فضلا عن إجراءات أخرى مثل وصول متعاقب للمشجعين إلى الملاعب أو التطهير والتباعد.
لكن، حديث الساعة عن الرياضة وكرة القدم، عن الإثارة والتشويق، عن التوقعات والتكهنات. من يا ترى سيرفع الكأس في سماء لندن في 11 يوليو/تموز؟ وهل سيجرد أبطال العالم الفرنسيين برتغال كريستيانو رونالدو من اللقب؟ وهل تسفر المنافسة بصيغتها غير المسبوقة عن مفاجآت؟
لا شك أن مباراة الافتتاح بين الأتراك والإيطاليين ستُعطي أولى الإجابات عن هذه التساؤلات. ولا شك أن المنتخبات الـ24 المشاركة في “يورو 2021” ستقدم أجمل الصور وتخوض صراعا شرسا لأجل تخطي المنافسين والأدوار. وقبيل انطلاق المسابقة، يمكن الجزم بالقول إن فرنسا حاملة اللقب العالمي ووصيفة بطل 2016 تبدو أكثر الفرق سلاحا وقوة للفوز بالكأس.
مع كريم بنزيمة، اتضحت الرؤية بالنسبة لديديه ديشان
وسجل فريق المدرب ديديه ديشان عودة ابنه المدلل ونجم ريال مدريد كريم بنزيمة (33 عاما) بعد أن غاب عن التشكيلة لأكثر من خمس سنوات جراء صراع شخصي بينه وبين ديشان على خلفية فضيحة جنسية طالت اللاعب مع زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا.
وأبدى بنزيمة سعادته بالدعم الشعبي الذي ناله لدى عودته، إذ قال: “سارت الأمور بشكل جيد للغاية.. أشعر بالأجواء وما يدور من حولي، إنه أمر رائع. ما يحصل يسمح لي بالتركيز كثيرا على ما أحتاج القيام به على أرض الملعب، لأن هذا هو الأمر الأهم”.
وعلى الرغم من أن فرنسا فازت بكأس العالم 2018 من دون بنزيمة، إلا أنها ستستفيد من نضج لاعب ليون السابق وتأثيره الكبير في اللعب، إذ إنه أدى موسما رائعا مع ريال مدريد. فمع بنزيمة، ستتضح الرؤية لدى ديشان وتُفتح أمامه خيارات وخطط متعددة ومتنوعة، لاسيما في إعداد قوة هجومية ثلاثية رهيبة مع كيليان مبابي وأنطوان غريزمان. وهذا ما سيساعد الفريق على تحقيق حلم ثنائية مونديال-يورو كما فعله ديشان وزملائه في 1998 و2000.
لكن قبل التفكير في الثنائية، يتعين على “الديوك” الخروج من مجموعة “الموت” التي تضم البرتغال وألمانيا والمجر. ويخضون المباراة الأولى الثلاثاء المقبل في شكل مبارزة في فئة الوزن الثقيل أمام “المانشافت” على ملعب “أليانز أرينا” في ميونيخ. وقد تكون المباراة مصيرية في حال خسارة طرف أو آخر.
“نحن مرشحون للفوز باللقب”
وخلف “الديوك” تصطف بلجيكا وجيلها الذهبي بقيادة لاعب وسط مانشستر سيتي كفين دو بروين، وإنكلترا وشبابها الجريء بزعامة فيل فودن، والبرتغال بترسانتها الهجومية بريادة كريستيانو رونالدو (36 عاما)، الذي يشارك في كأس الأمم الأوروبية للمرة الرابعة. وفي خطوة تُنذر بنية ومعنويات البرتغاليين، قال المدرب فرناندو سانتوس في رسالة لا لبس فيها: “نحن مرشحون للفوز باللقب”.
ومن المتوقع أن يخوض رونالدو منافسات البطولة القارية للمرة الأخيرة في مسيرته الدولية التي بدأت في 2004 عندما خسرت البرتغال أمام اليونان صفر-1 في المباراة النهائية بالعاصمة لشبونة.
من جهتهم، يدخل “الشياطين الحمر” البلجيكيون المنافسة بمواجهة تبدو في متناولهم السبت أمام روسيا في المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبي الدانمارك وفنلندا. ولم تشهد تشكيلة المدرب (الإسباني) روبرتو مارتينيز أي مفاجأة، وقد ضمت أغلب النجوم الذين أحرزوا المركز الثالث في مونديال 2018، وفي مقدمتهم الحارس تيبو كورتوا)” وكيفن دي بروين ومهاجم إنتر روميلو لوكاكو، فضلا عن مهاجم ريال مدريد إيدين هازار الذي يسعى جاهدا لاستعادة مستواه بعد موسم ميزته الإصابات.
شباب إنكلترا أبرز منافس لـ”ديوك فرنسا”؟
بدوره، يجد منتخب إنكلترا نفسه أمام فرصة سانحة للفوز بهذه البطولة للمرة الأولى في تاريخه، إذ إنه يلعب مبارياته في دور المجموعات والأدوار الاقصائية (لغاية النهائي) على ملعب ويمبلي في لندن. ويعول المدرب غاريث ساوثغيت على خبرة أبرز لاعبيه مثل هداف مونديال روسيا هاري كين أو مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد، معززين بمهارات الشباب فيل فودن (لاعب مانشستر سيتي) وجايدن سانشو (بروسيا دورتموند).
ولم يخف ساوثغيت طموحات فريقه، مقرا بأن عدم بلوغ نصف النهائي على الأقل سيعتبر بمثابة الفشل. وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: “هل نحن جاهزون للفوز؟ بلغنا نصف النهائي مرتين، لذا الخطوة التالية تكمن بالذهاب أبعد”، مشيرا إلى نصف نهائي مونديال 2018 عندما حل رابعا.
ومنتخب “الأسود الثلاثة” بحاجة إلى الفوز بمبارياته في المجموعة الرابعة التي تضم أيضا الجارة إسكتلندا وكرواتيا وصيفة بطل العالم وتشيكيا، وذلك لأجل يضمن اللعب على ملعب ويمبلي في ثمن النهائي.
إيطاليا تعود في حلة جديدة
لا يمكن تصور بطولة دولية كبرى من دون إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، لكن هذا ما حدث في مونديال روسيا 2018 عندما فشلت “السكوادرا أزورا” من بلوغ النهائيات.
منذ ذلك الحين، عكف المدرب روبرتو مانشيني على إعادة بناء فريق من نقطة الصفر. وتبدو مهمة لاعب سامبدوريا السابق ناجحة مئة في المئة بعدما قاد لاعبيه إلى استعادة نغمة الانتصارات، ليتأهلوا إلى كأس الأمم الأوروبية من دون ذوق مرارة الخسارة. وسيسعون مساء الجمعة أمام تركيا لتمديد سلسلة من 27 مباراة متتالية خالية من الهزيمة.
بالمقابل، وضع المنتخب التركي آماله في قناص الأهداف المخضرم براق يلماز (35 عاما)، بطل فرنسا مع نادي ليل، وصاحب خمسة أهداف في أربع مباريات لبلاده عام 2021.