إعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أنّ عزل روسيا “مستحيل”، رغم العقوبات غير المسبوقة التي تفرضها دول غربية على موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا.
وقال بوتين، خلال المنتدى الإقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية المطلة على المحيط الهادئ، إنه “بغض النظر عن مدى رغبة البعض في عزل روسيا، من المستحيل تحقيق ذلك”، مضيفاً أنّ “حمى العقوبات في الغرب تهدد العالم بأسره”.
وأكّد بوتين أنّ صادرات الحبوب الأوكرانية تتّجه بشكل أساسي إلى دول الاتحاد الأوروبي وليس إلى الدول الفقيرة، ما يشكّل خطر “كارثة إنسانية”. وقال إنّ “كلّ الحبوب المصدّرة من أوكرانيا تقريباً لا تُرسَل إلى الدول النامية والدول الأكثر فقراً، بل إلى دول الاتحاد الأوروبي”.
وأشرف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، في تموز الماضي، على “وثيقة مبادرة الشحن الآمن” التي تسمح لأوكرانيا باستئناف شحن الحبوب من البحر الأسود إلى الأسواق العالمية، كما تسمح لروسيا بتصدير الحبوب والأسمدة.
وتأمل أوكرانيا التي توصف بسلة خبز أوروبا في أن تصدر 20 مليون طن من الحبوب الموجودة في الصوامع، و40 مليون طن من محصول متوقع للعام الجاري، بعد أن عطلت الحرب الروسية عليها، منذ 24 شباط الماضي، تصدير الحبوب والزيوت والأسمدة، من ميناء أوديسا وميناءَي بيفديني وتشورنومورسك القريبين “وأن يساعد ذلك في إفراغ الصوامع استعداداً للمحصول الجديد”.
سلاح الطاقة
كما نفى بوتين أن تكون روسيا تستخدم الطاقة “سلاحاً” ضدّ أوروبا، بعد أيام من توقف شحنات الغاز الروسي عبر خطّ أنابيب “نورد ستريم”. ووصف إتهام الدول الغربية لروسيا باستخدام الطاقة كسلاح، بأنه “كلام فارغ!” قائلاً: “أي سلاح نستخدم؟ نقوم بتوفير الكميات الضرورية وفقاً لطلبات الدول المستوردة”.
وقال بوتين إن ألمانيا والعقوبات الغربية هي المسؤولة عن عدم تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 1 وإن أوكرانيا وبولندا قررتا بمفردهما إغلاق خطوط الغاز الأخرى إلى أوروبا، مضيفا أن شركة غازبروم يمكن أن تستأنف نقل الغاز عبر الخط إذا تمت إعادة توربين رئيسي إلى روسيا.
وأعلنت شركة “غازبروم” الروسية، الجمعة الماضي، أنّ خط أنابيب الغاز “نورد ستريم” الذي يربط روسيا بشمال ألمانيا، وكان من المقرر أن يستأنف الخدمة، أمس السبت، بعد إنقطاع إستمر 3 أيام، سيتوقف “تماماً” بداعي الصيانة، من دون تحديد موعد نهائي.
وقال البيت الأبيض، الجمعة، إنّ موسكو تستخدم الطاقة أداة للضغط على أوروبا، كما سيجتمع وزراء الاتحاد الأوروبي الجمعة المقبل الواقع فيه 9 أيلول، لمناقشة الإجراءات العاجلة على مستوى الكتلة، على ضوء ارتفاع أسعار الغاز ومصادر الطاقة، بما يلحق أضراراً بالصناعة في أوروبا ويزيد فواتير المنازل، بعد أن أوقفت روسيا شحنات الغاز إلى دول الكتلة.
لقاء مع الرئيس الصيني الأسبوع المقبل
وفي السياق، من المقرر أن يجتمع الرئيسان الروسي والصيني في 15 و16 أيلول في سمرقند في أوزبكستان في قمة إقليمية، حسبما أعلنت الأربعاء وزارة الخارجية الروسية، في أول رحلة لـ”شي جين بينغ” إلى الخارج منذ بداية جائحة كوفيد-19.
وقال السفير الروسي لدي بكين أندري دينيسوف، حسبما ذكرت وكالتا “ريا نوفوستي” و”تاس” للأنباء، “خلال أقلّ من عشرة أيام، سيحصل لقاء جديد لقادتنا في قمة منظمة شنغهاي للتعاون”.
وتضمّ منظمة شنغهاي للتعاون الصين وروسيا وأربع دول في آسيا الوسطى (كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجكستان) والهند وباكستان.
وقال بوتين اليوم، إنّ موسكو وافقت على جميع المعايير الأساسية لبيع الغاز إلى الصين عبر منغوليا.
الصين ستدفع باليوان والروبل
وأعلنت مجموعة “غازبروم” الروسية العملاقة للطاقة، أمس الثلاثاء، أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلاً من الدولار، في وقت تسعى موسكو لتعزيز علاقاتها مع بكين رداً على العقوبات الغربية المفروضة عليها.
ونقل البيان عن مدير المجموعة أليكسي ميلر، أنّ “العمل على مشروع إمدادات الغاز عبر الطريق الشرقي أي (خطّ أنابيب قوة سيبيريا) الذي يربط شبكتيْ الغاز الروسية والصينية يتطور”.
وأشارت “غازبروم” إلى أنّ الغاز من حقل كوفيكتا سيبدأ بالتدفق عبر خطّ قوة سيبيريا “قبل نهاية العام”، ما يسمح “بزيادة في حجم شحنات الغاز إلى الصين في العام 2023”.
وبعد فرض عقوبات إقتصادية على موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا، خفّضت روسيا أو أوقفت إمداداتها من الغاز إلى دول أوروبية مختلفة، ما تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة.
وسعت روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع حلفائها الآسيويين، خصوصاً الصين، وزيادة شحناتها من الغاز الطبيعي إلى أسواق خارج أوروبا.
بوتين يحضر مناورات عسكرية
وأفاد الناطق بإسم الكرملين ديميتري بيسكوف، بأن الرئيس بوتين حضّر الثلاثاء مناورات عسكرية واسعة النطاق تشارك فيها دول تعتبر صديقة لروسيا كالصين والهند وسوريا. وبدأت مناورات “فوستوك-2022” في الأول من أيلوب وتتواصل حتى السابع من الشهر نفسه في مناطق في أقصى الشرق الروسي وقبالة السواحل الشرقية.
ونُقل عن بيسكوف قوله إن بوتين يعقد اجتماعا مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في ميدان سيرغيفسكي العسكري ويمكن أن يتابع المرحلة الأخيرة من التدريبات العسكرية لاحقا.
وانطلقت المناورات “فوستوك-2022” في الأول من أيلول ومن المقرر أن تستمر حتى السابع منه في مواقع مختلفة في الشرق الأقصى الروسي وقبالة سواحل روسيا الشرقية.
وسيشارك في التدريبات أكثر من 50 ألف جندي و5000 وحدة من المعدات العسكرية بما في ذلك 140 طائرة و60 سفينة، بحسب موسكو. وتشمل الدول المشاركة عددا من البلدان المجاورة لروسيا بالإضافة إلى سوريا والهند والصين. ونُظّمت آخر مناورات من هذا النوع عام 2018.
واشنطن تتهم موسكو بشراء أسلحة وذخائر من كوريا الشمالية
اتّهمت الولايات المتّحدة الثلاثاء روسيا بشراء كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من كوريا الشمالية لاستخدامها في أوكرانيا، في انتهاك محتمل للحظر الأممي المفروض على بيونغ يانغ. وقال المتحدّث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحافيين “لدينا معلومات مفادها أنّ روسيا تواصلت مع كوريا الشمالية لطلب ذخائر منها”.