تعهّدت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الأربعاء أنّ يواصل بلدها تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا إلى حين انتصارها على روسيا.
وقالت تراس من على منبر المنظمة الدولية إنّه “في هذه اللحظة الحرجة من النزاع، أعد بأنّنا سنواصل، أو نزيد، دعمنا العسكري لأوكرانيا طالما لزم الأمر (…) لن نستكين إلا عندما تنتصر أوكرانيا”.
وبذلك تكون تراس قد حذت حذو العديد من القادة الغربيين الذين شنّوا من على منبر الجمعية العامة هجوماً حادّاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أمر في اليوم نفسه بتعبئة جزء من قوات الاحتياط، في إشارة واضحة إلى أنه ليس في عجلة من أمره لإنهاء النزاع.
وقالت تراس إنّ قرار بوتين استدعاء جزء من احتياطي جيشه يعكس “الفشل الذريع” الذي منيت به قواته في محاولتها غزو أوكرانيا ويعزّز تصميم الحلفاء الغربيين على دعم كييف للتصدّي لهذا الغزو.
وأضافت “بينما أنا أتحدّث، هناك أسلحة بريطانية جديدة تصل إلى أوكرانيا”.
وأكّدت زعيمة حزب المحافظين التي تولّت رئاسة الوزراء مؤخراً أنّ بلادها تتعهّد إنفاق ثلاثة في المئة من إجمالي ناتجها المحلّي على موازنة الدفاع بحلول 2030، وهي نسبة أعلى بكثير من الحدّ الأدنى البالغ 2% والمفترض بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إنفاقه على الأغراض الدفاعية.
وأتى هذا التصريح في الوقت الذي تتزايد فيه بأنحاء مختلفة من العالم النامي الأصوات المندّدة بكميات الأموال الهائلة التي ينفقها الغرب لمدّ أوكرانيا بالأسلحة.
وفي خطابها دعت تراس إلى الوحدة الاقتصادية بصفتها أداة فعّالة للتصدّي للعدوان.
وقالت “ينبغي على مجموعة السبع وشركائنا الذين يفكّرون مثلنا أن يعملوا كما لو كانوا ضمن حلف ناتو اقتصادي، ويدافعوا بشكل جماعي عن ازدهارنا”.
وأضافت “إذا كان اقتصاد أحد الشركاء مستهدفاً من قبل نظام عدواني، فعلينا أن نتحرّك لدعمه: الكلّ للواحد، والواحد للكلّ”.
تراس إلتقت بايدن
وكانت تراس إلتقت، على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس الأميركي جو بايدن، وناقشا تصريحات الرئيس الروسي الأخيرة حول أوكرانيا.
ووفقا للبيت الأبيض الذي نقل تفاصيل الإجتماع بينهما، أكد بايدن وتراس إلتزامهما بمواصلة التنسيق بشأن التحديات العالمية بما في ذلك قضية دعم أوكرانيا.
وقالت تراس: “ندعم أوكرانيا ونمد يد العون للدول الديمقراطية لضمان الحرية والمستقبل المزدهر لشعوبنا”. وأكدت إستعداد بلادها لمواجهة روسيا والصين.
وذكر البيت الأبيض، أنهما أكدا مواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الصينية، وتأمين إمدادات الطاقة الى أوروبا، وكشف الطرفان عن إتفاق بينهما للإستغناء عن مصادر الطاقة الروسية.
ووصف الرئيس الأميركي ورئيسة الوزراء البريطانية، تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا بـ “العدوانية”، مضيفين، “أفعال بوتين تسلط الضوء على حاجة الحلفاء لمواصلة دعمهم لكييف”.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية البريطانية، إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية ستؤدي إلى تصعيد الوضع في أوكرانيا، مؤكدة أن بريطانيا إلى جانب دول الناتو سيواصلون دعمهم لكييف.
وصرح وزير الحرب البريطاني بأن التعبئة الجزئية في روسيا إعتراف بفشل الحرب في أوكرانيا.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك، إن التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكل “مؤشر ضعف” مضيفة أن “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي” مؤكدة أن بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.