إستهدفت القوات الروسية الإثنين منشآت للطاقة في أنحاء أوكرانيا بالصواريخ، ما تسبب في إنقطاع التيار الكهربائي وقطع إمدادات المياه في بعض أجزاء البلاد، وفق ما نقل مسؤولون أوكرانيون.
وأفاد حاكم منطقة كريمنتشوك بوسط أوكرانيا أن محطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهرومائية تعرضت للهجوم، دون أن يوضح ما إذا كان أصابها القصف مباشرة أو لحقت بها أضرار.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت “أكثر من 50 صاروخ كروز” في هجوم مكثف جديد على منشآت الطاقة في أوكرانيا صباح الإثنين.
وقال سلاح الجو الأوكراني على تلغرام: “أُطلق أكثر من 50 صاروخ كروز من نوع أكس-101/أكس-555 بواسطة طائرات” من طراز تو-95 وتو-160 من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.
من جهتها، وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين أن روسيا قصفت منشآت طاقة في أوكرانيا “بأسلحة فائقة الدقة”.
وتضمن بيان الوزارة أن القوات المسلحة الروسية “تواصل ضرباتها بأسلحة فائقة الدقة وبعيدة المدى على القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة في أوكرانيا. كل الضربات بلغت هدفها. كل الأهداف المحددة أصيبت”.
ووفق تقارير غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير وسائل الإعلام المحلية، فإن محطات الطاقة الكهرومائية تعرضت للهجوم أيضا في منطقة كييف، وفي أوديسا وزابوريجيا في الجنوب، وفي منطقة تشيركاسي في الوسط.
ولم ترد أنباء فوراً عن سقوط ضحايا لكن الإنفجارات هزت مدناً من بينها كييف حيث قال مسؤولون محليون إن 350 ألف شقة انقطعت عنها الكهرباء، فيما تأثرت إمدادات المياه وتعطلت أنظمة الهاتف المحمول في بعض المناطق.
وأفاد رئيس بلدية خاركيف إن صواريخ إستهدفت “منشأة حيوية للبنية التحتية” في المدينة الواقعة في الشمال الشرقي.
“زخة أخرى من الصواريخ الروسية”
وكتب كيريلو تيموشينكو المسؤول الكبير في مكتب الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام “شن الإرهابيون الروس مرة أخرى هجوماً هائلاً على منشآت الطاقة في عدد من مناطق أوكرانيا”، مضيفا أن “بعض الصواريخ أسقطتها وسائل االدفاع المضاد للطائرات فيما أصاب بعضها أهدافه”.
وكانت محطات الطاقة الكهرومائية تنتج حوالي خمسة بالمئة من كهرباء أوكرانيا قبل الغزو الروسي في 24 شباط. وكثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة والمدن منذ أن ألقت باللوم على كييف في تفجير دمر جسرا يربط بين جنوب روسيا وشبه جزيرة القرم.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “زخة أخرى من الصواريخ الروسية تضرب البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا. بدلا من القتال في ساحة المعركة، تحارب روسيا المدنيين… تفعل روسيا ذلك لأنها ما زال بحوزتها صواريخ ولديها الرغبة في قتل الأوكرانيين”.
وتنفي روسيا إستهداف المدنيين لكنها تقصف بصورة متكررة مباني سكنية في أنحاء أوكرانيا.
مضادات جوية
على صعيد آخر، إصطفّ أكثر من 100 شخص في غرب كييف للحصول على المياه من نافورة في حديقة، بعد تعرّضهم لانقطاع المياه جراء القصف الروسي الاثنين.
وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا “بدلاً من القتال في الميدان العسكري، تحارب روسيا المدنيين”.
وبحسب الجيش الأوكراني، فقد “أُطلق أكثر من خمسين صاروخ كروز” على أوكرانيا “باستخدام الطائرات”، من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.
وأعلنت مولدافيا أنّ بقايا صاروخ روسي أسقطته قوات كييف سقطت الاثنين على قرية مولدوفية عند الحدود مع أوكرانيا، مشيرة إلى عدم وقوع ضحايا.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو عبر موقع “فيسبوك”، إنّ الضربات الروسية “تشكّل تهديداً مباشراً لأمن الدول الدول المجاورة”، داعياً حلفاء كييف إلى تزويدها بـ”معدات دفاعية حديثة مضادة للصواريخ والطائرات”.
ويأتي هذا القصف بعد إعلان موسكو في نهاية الأسبوع تعليق مشاركتها في الاتفاقية الدولية لنقل الحبوب الأوكرانية، والتي تعدّ حيوية للإمدادات الغذائية العالمية.
وحذّر الكرملين الاثنين من أنه سيكون من “الخطير” و”الصعب” الاستمرار في تنفيذ الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية بدون موسكو.
“جريمة حرب”
مع ذلك، غادرت سفينتا شحن محمّلتان بالحبوب الموانئ الأوكرانية الاثنين وسلكتا الممر البحري الإنساني في اتجاه تركيا، بحسب موقع “مارين ترافيك” المتخصّص.
وستغادر 12 سفينة شحن خلال النهار الموانئ الأوكرانية، بينما تتجه أربع سفن أخرى إليها، من بينها واحدة ترفع العلم التركي قد أبحرب بالفعل، حسبما أفاد مركز التنسيق المشترك (JCC) المعني بالإشراف على الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وفي هذا السياق من عدم اليقين، إرتفعت أسعار الحبوب صباح الاثنين.
وصباح السبت، إستهدف هجوم بالطائرات المسيّرة سفناً عسكرية ومدنية تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود ومتمركزة في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم، الأمر الذي أثار غضب موسكو. وقد تضرّر زورق حربي.
من جهتها، أكدت كييف أنّ تعليق روسيا العمل باتفاق تصدير الحبوب يجعل إبحار الناقلات المحمّلة هذه المنتجات أمراً “مستحيلاً”.
في هذه الأثناء، ندّدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالانسحاب الروسي من الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه في تموز/يوليو برعاية الأمم المتحدة وتركيا، في الوقت الذي استنكر فيه الرئيس الأميركي جو بايدن القرار الروسي “المشين”.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت وكالة “إنترفاكس” الأوكرانية، نقلاً عن المدّعي العام الأوكراني أناتولي كوستين، بأنّ روسيا قامت بترحيل 9400 طفل من الأراضي الأوكرانية. وقال كوستين “نعتبر هذه الحقائق جريمة حرب وإبادة جماعية”.
على خطّ موازٍ، أعلنت النروج، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تتشارك حدوداً مع روسيا في القطب الشمالي، أنها سترفع مستوى جهوزيتها العسكرية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه لم يتمّ رصد أي تهديد مباشر ضدّ المملكة.