أكّد البيان الختامي للقمة العربية التي انعقدت في الجزائر على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة التمسك بمبادرة السلام العربية بكل عناصرها وأولوياتها.
وشدد إعلان الجزائر على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها.
كما دعا إلى العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده، وشدد على رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وقد أعلن وزير الخارجية السعودي إستضافة بلاده القمة العربية المقبلة.
وفي كلمته في ختام القمة، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن قمة الجزائر شكّلت محطة مهمة لتعزيز التضامن العربي، مشددا على “دعم قطر الشقيقة التي تتأهب لاستضافة كأس العالم”.
وتالياً أهم بنود “إعلان الجزائر” كما وردت في البيان الختامي للقمة:
- القمة العربية تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني.
- التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية بكل عناصرها وأولوياتها.
- التشديد على ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها.
- التأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
- العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده.
- رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
- الإعراب عن التضامن الكامل مع الشعب الليبي، ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية.
- التأكيد على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ومباركة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
- دعم مساعي حلّ سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة والتشديد على ضرورة تجديد الهدنة.
- قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
- الترحيب بتنشيط الحياة الدستورية في العراق، بما في ذلك تشكيل الحكومة.
- تجديد التضامن مع لبنان للحفاظ على أمنه، ودعم خطواته لبسط سيادته على أقاليمه البرية والبحرية.
- التأكيد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط.
- نرفض حملات التشكيك والتشويه المغرضة التي تطال قطر.
- نساند قطر في استضافتها بطولة كأس العالم ونثق في قدرتها على تنظيم نسخة مميزة.
أعمال القمة وكلمات القادة
وكان القادة المشاركون في جلسة اليوم الثاني ألقوا كلماتهم خلال جلستي عمل، الأولى علنية والثانية مغلقة، قبل إعتماد مشروع إعلان الجزائر.
وفي كلمته في القمة، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على أن العديد من الدول العربية تواجه تحديات تلقي بظلالها على أمن الدول وأمنها وتطال المنطقة. وتحدث الوزير السعودي عن الأوضاع في ليبيا، وضرورة دعم المجلس القيادة الرئاسي في اليمن، إضافة إلى دعم جميع الجهود الرامية لحل الأزمة في سوريا.
من جهته، دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الجامعة العربية إلى مساندة المجلس الرئاسي وتبني موقف موحد تجاه ليبيا، كما دعا إلى فصل المال العام عن الصراع السياسي في البلاد، مطالبا بدعم رحيل كل المليشيات الأجنبية ووقف التدخل الأجنبي في شؤون ليبيا.
وقال ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله إن السلام العادل على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام يبقى الخيار الإستراتيجي لحل القضية الفلسطينية. وأضاف أنه لا بد من حلول تعيد الاستقرار في ليبيا واليمن وسوريا، كما أكد أن استقرار العراق ركيزة للاستقرار في المنطقة وواجب علينا دعمه.
ومن جهته، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي إنه آن الأوان للقيام بعمل عربي جماعي في اليمن يتصدى للمشروع الحوثي، مشيرا إلى أن أكثر من 80% من اليمنيين ينتظرون المساعدات.
وفي كلمته، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن بلاده تمر بمرحلة انتقالية استثنائية، معربا عن استعداد المجلس لتوفير فرص نجاح الحوار الوطني.
أما ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح فشدد على أنه “لا حل عسكريا للصراع الدامي في سوريا، ولا بد من حل سياسي يحقق آمال الشعب السوري”.
بدوره، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد إن أمام الحكومة العراقية مسؤوليات ونتوقع تفاعلا إيجابيا من الدول الصديقة والجارة. وفي الشؤون العربية، دعا الرئيس العراقي جميع الأطراف إلى إنهاء النزاع في اليمن، كما أكد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ودعا إلى تحقيق المصالحة في ليبيا.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته إن أمننا القومي العربي كل لا يتجزأ والأخطار التي تواجه دولنا واحدة، وأضاف أن ضمان قوة وحدة صف الأمة العربية يمر عبر احترام استقلال الدول وحسن الجوار. وشدد السيسي على أن القضية الفلسطينية تبقى على رأس أولويات العمل الجماعي العربي، والمعيار الأساسي لوحدته، داعيا إلى التمسك بتنفيذ المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل بما يعطي الشعب الفلسطيني حقوقه على أرض دولته المستقلة.
بدوره أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديره وحرصه على إنجاح جهود الجزائر لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأضاف عباس في كلمته بالقمة العربية، أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على تقويض حل الدولتين ويتصرف فوق القانون مستندا إلى صمت دولي. وأكد أن إسرائيل تقوم بتدمير ممنهج لحل الدولتين ولم تترك لنا خيارا إلا إعادة النظر في مجمل العلاقات معها.
وإنطلقت بالعاصمة الجزائرية مساء أمس الثلاثاء أعمال القمة العربية الـ31، بحضور القادة والزعماء العرب ومشاركة ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، وذلك تحت شعار “لمّ الشمل” إثر انقطاع دام 3 سنوات، استمرت خلالها الانقسامات حول ملفات إقليمية عدة.
وناقش المشاركون من القادة والزعماء العرب وثيقة “إعلان الجزائر”، التي توافق بشأنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم على مدى 3 أيام.
وتتصدر القضية الفلسطينية أهم بنود الوثيقة وجدول أعمال القمة، كما تتضمن الوثيقة بنودا في الأمن العربي، والأزمات في 6 دول عربية تعاني من غياب الاستقرار.
ويشهد التمثيل الرسمي في قمة الجزائر نحو ثلثي القادة العرب، بجانب تمثيل منخفض لخمس دول أخرى، مع استمرار تجميد مقعد سوريا.