أعلنت أوكرانيا إسقاط 13 مُسيرة إيرانية الصنع في سماء العاصمة كييف صباح اليوم الأربعاء، بينما تستعد واشنطن لتزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي، كما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي مساعدة بلاده على نزع الألغام.
قالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف إن قوات الدفاع الجوي أسقطت 13 مسيرة من نوع “شاهد-136” في أحدث هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية، مضيفة أن حطام إحدى الطائرات ألحق أضرارا بمبنيين إداريين في حي شيفتشينكيف وسط العاصمة.
ودعا أوليكسي كوليبا رئيس الإدارة العسكرية في كييف المواطنيين للبقاء في الملاجئ مع استمرار الخطر، متهما روسيا بما وصفه بمواصلة إرهاب الطاقة. وفي وقت سابق، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن انفجارات وقعت في وسط المدينة، مضيفا في بيان مقتضب “تم إرسال خدمات الطوارئ”.
في الأثناء، تضع الولايات المتحدة اللمسات النهائية على خطط لإرسال منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا، وربما يعلن عنها هذا الأسبوع على أقرب تقدير، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عن ثلاثة مسؤولين أميركيين.
تطلب أوكرانيا من شركائها الغربيين دفاعات جوية، منها أنظمة باتريوت أميركية الصنع، لحمايتها من أي قصف صاروخي روسي ثقيل، بما يشمل القصف على البنية التحتية للطاقة. وتصنع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية مثل منظومة باتريوت التي تصنعها شركة “رايثيون تكنولوجي” لاعتراض الصواريخ.
وقال مسؤولان تحدثا بشرط عدم ذكر إسميهما، إن الإعلان قد يأتي على أقرب تقدير يوم الخميس، ولكن ما زال بانتظار الموافقة الرسمية من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والرئيس جو بايدن.
وحذر الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف حلف شمال الأطلسي من تقديم أنظمة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، ومن المرجح أن موسكو ستنظر إلى الدعم الدفاعي على أنه تصعيد.
القتال حول باخموت
وتبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف في قتال كثيف حول مدينة باخموت الصغيرة في الشرق يوم الثلاثاء، فيما تعهد حلفاء كييف بما يزيد قليلاً عن مليار يورو (1.05 مليار دولار) لمساعدة الأوكرانيين على الصمود في الشتاء المتجمد.
وتقاتل موسكو لانتزاع باخموت التي تسيطر عليها أوكرانيا منذ أشهر، في إطار معركة طاحنة للسيطرة على منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق أعلن الكرملين ضمها في اقتراعات رفضتها معظم الدول بوصفها غير قانونية.
وتشرف باخموت، التي كان يسكنها نحو 80 ألف نسمة، على طريق يؤدي إلى بلدات مهمة أخرى، إلا أن المحللين لا يرونها هدفاً استراتيجياً رئيساً لروسيا.
وتقول أوكرانيا إن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة على الجبهة الشرقية، وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن الكلفة العالية للسيطرة على باخموت قد تجعلها بصورة رئيسة هدفاً رمزياً وسياسياً.
وتهاجم موسكو أيضاً البنية التحتية الأوكرانية في قطاع الطاقة بموجات من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان لانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المدنيين الذين يمرون بأكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ودوت صفارات الإنذار بسبب غارات جوية في أنحاء أوكرانيا بعد ظهر الثلاثاء، إلا أنها لم ترد أنباء عن هجمات جديدة، وأُعلن لاحقاً انتهاء التحذيرات.
مليار دولار لمساعدة أوكرانيا
وفي باريس، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن نحو 70 دولة ومؤسسة تعهدت بمساعدات تزيد قليلاً على المليار يورو (1.05 مليار دولار) للمساعدة في الحفاظ على إمدادات المياه والغذاء والطاقة والصحة والنقل في أوكرانيا في ظل الهجمات.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن أوكرانيا بحاجة إلى ما لا يقل عن 800 مليون يورو (840 مليون دولار).
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هناك اتفاقاً على إزالة الأسلحة الثقيلة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا وإن محادثات جارية حول طريقة فعل ذلك.
وقال الحاكم الذي عينته روسيا على الجزء الذي تسيطر عليه من منطقة دونيتسك لوكالة الإعلام الروسية “حرر أكثر قليلاً من 50 في المئة من أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وشهدت المنطقة قتالاً عنيفاً في الأسابيع القليلة الماضية، ومن غير الواضح أي أجزاء من دونيتسك تقع الآن تحت سيطرة روسيا وأيها تحت سيطرة أوكرانيا.
وقال الحاكم الإقليمي بافلو كيريلينكو في قناته على تطبيق “تليغرام” إن ثلاثة مدنيين قتلوا في منطقة دونيتسك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينما قال ياروسلاف يانوشيفيتش الحاكم الإقليمي لمنطقة خيرسون الغربية، إن ثلاثة أشخاص لاقوا حتفهم في هجمات بالمدفعية الروسية.
إستعداد قتالي في بيلاروسيا
وقال زيلينسكي يوم الجمعة، إن القصف الروسي المستمر لخط المواجهة في دونيتسك دمر مدينة باخموت تماماً وألحق أضراراً كبيرة بمدينة أفديفكا، وقالت القوات المسلحة الأوكرانية الإثنين، إن روسيا تواصل تركيز جهودها على التقدم لانتزاع السيطرة على المدينتين.
وقالت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، الثلاثاء، إن حليفة روسيا المقربة بدأت تفتيشاً عاجلاً على جاهزية قواتها للقتال بناء على أمر من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
وهذه هي أحدث خطوة ضمن مجموعة من الإجراءات العسكرية، من بينها مناورات لمكافحة الإرهاب أجريت الأسبوع الماضي، التي أثارت مخاوف من احتمال أن تشن روسيا هجوماً على أوكرانيا من أراضي بيلاروس في الأشهر المقبلة.
ولا توجد حالياً أي محادثات سلام لإنهاء الصراع الذي تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة” ضد التهديدات الأمنية التي تشكلها جارتها، وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الصراع بأنه استيلاء على الأراضي بلا مبرر.
ورفضت روسيا، الثلاثاء، مقترح سلام من زيلينسكي يتضمن انسحاباً للقوات الروسية، وطالبت موسكو كييف بتقبل “الحقائق” الجديدة على الأرض بما في ذلك ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية، وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمداً، لكن الحرب أدت لنزوح الملايين ومقتل الآلاف من غير المقاتلين.