وجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء مستعجلاً للدول الغربية لتزويد بلاده بدفاعات جوية فعالة، بينما قالت متحدثة أميركية إن الرئيس جو بايدن مستعد للتحدث مع نظيره الروسي من أجل السلام في أوكرانيا.
وتأتي تصريحات زيلينسكي عشية زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيلاروسيا، وسط حديث عن هجوم محتمل جديد قد تشنه موسكو وتوقعات بأنه قد ينطلق من بيلاروسيا.
وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي بالفيديو أن حماية حدود بلاده “أولوية دائمة” وأن أوكرانيا مستعدة لكافة السيناريوهات المحتملة مع روسيا وحليفتها بيلاروسيا.
وأكد زيلينسكي أن قوات بلاده ما زالت تسيطر على مدينة باخموت في إقليم دونيتسك شرقي البلاد، رغم ما وصفها بمحاولات الروس وسعيهم لتدميرها، وأضاف أنها تعمل على التقليل من إمكانيات القوات الروسية في أماكن وجودها بمنطقتي خيرسون وزاباروجيا والجنوب الأوكراني عامة.
قصف روسي
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تواصل قصفها لخيرسون وزابوريجيا، وتستهدف البنية التحتية في 32 منطقة على الضفة اليمنى من نهر دنيبرو في مقاطعة خيرسون.
وأوضح أن القصف الروسي مستمر على مقاطعات ميكولايف وزاباروجيا ودنيبرو جنوبا، وخاركيف وعلى مواقع سيطرته في دونيتسك ولوغانسك شرقا.
إستعداد أميركي
في الأثناء قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن قرار إنهاء الحرب في أوكرانيا بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت في مقابلة مع الجزيرة أن الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد للتحدث مع نظيره الروسي بشأن خطة سلام في أوكرانيا.
في المقابل، قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف إن إرسال الولايات المتحدة منظوماتِ صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا قد يكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
وأضاف أنتونوف أن الولايات المتحدة تسترشد في علاقاتها مع روسيا بالرغبة المستمرة في إثبات نفسها وكأن أشباح الحرب الباردة لا يزال يجوب أروقة واشنطن، حسب تعبيره.
حزمة بريطانية
من جهة أخرى، أعلن في لندن أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يعتزم الإعلان اليوم الإثنين عن تزويد أوكرانيا بحزمة جديدة من ذخائر المدفعية، خلال لقاء في ريغا يجمع قادة دول شمال أوروبا والبلطيق إضافة إلى هولندا.
ويصل سوناك إلى لاتفيا اليوم الإثنين لحضور اجتماع الدول الأعضاء في تحالف “قوة الاستطلاع المشتركة” الذي تقوده بريطانيا، حيث ستتم مناقشة جهود مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن سوناك سيدعو قادة دول هذا التحالف إلى الإبقاء على مستويات عام 2022 من الدعم لأوكرانيا أو زيادتها خلال عام 2023.
إعلان روسي
على صعيد آخر ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيصدر “إعلاناً مهماً”، في اجتماع وزارة الدفاع الأسبوع المقبل.
وقال بافيل ساروبين، مقدم برنامج “موسكو-الكرملين-بوتين” لشبكة الإذاعة والتلفزيون الروسية “دبليو جي تي آر كيه” (WGTRK) الأحد “إننا ننتظر تصريحات مهمة”.
وطبقا للبرنامج، سيرأس بوتين اجتماعا موسعا سنويا لوزارة الدفاع. ولم يعرف بعد موعد الاجتماع على وجه الدقة، غير أنه من المتوقع أن يتوجه بوتين إلى مينسك اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
قوات بريطانية بأوكرانيا
إلى ذلك، كشفت صحيفة “تايمز” أن جنوداً من مشاة البحرية الملكية البريطانية نفذوا عمليات سرية وصفتها بأنها عالية الخطورة في أوكرانيا.
وأفادت الصحيفة بأن الفريق روبرت ماغوان إعترف بذلك للمرة الأولى، حيث أكد أن قوات خاصة (كوماندوز) شاركت في تنفيذ “عمليات سرية” في “بيئة بالغة الحساسية”.
وأضاف أن المهام التي اضطلعت بها تلك القوات انطوت على “درجة عالية من المخاطر السياسية والعسكرية”.
وماغوان هو القائد العام السابق لمشاة البحرية الملكية، بعد أن انضم إلى وحدة النخبة بالبحرية الملكية في عام 1989.
وأوضح، في مقال بمجلة “غلوب آند لوريل”، وهي الصحيفة الرسمية لمشاة البحرية الملكية، أن 350 جندياً من مشاة البحرية من الوحدة “45 كوماندوز” أُرسلوا لمرافقة دبلوماسيين من السفارة البريطانية في بداية العام عندما أصبح من الواضح أن القوات الروسية كانت تحتشد من أجل غزو أوكرانيا.
وذكرت “تايمز” في تقريرها أن هذه القوة الخاصة رجعت إلى كييف في أبريل/نيسان الماضي، في حين كانت بريطانيا تسعى لاستئناف تمثيلها الدبلوماسي هناك بعد أن سحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته من العاصمة الأوكرانية.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أقرت في وقت سابق بوجود قوات خاصة تحمي موظفي السفارة، ويُعتقد أنه تم نشر ما يصل إلى 30 جندياً. وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش بمشاركة قوات بريطانية في عمليات خاصة أثناء وجودها في أوكرانيا.
وكتب ماغوان في الصحيفة الرسمية لمشاة البحرية أن قوة من الوحدة “45 كوماندوز” انتشرت في يناير/كانون الثاني في وقت وجيز لإجلاء موظفي السفارة البريطانية في كييف إلى بولندا.
ثم في أبريل/نيسان، رجعوا إلى (أوكرانيا) لإعادة إنشاء البعثة الدبلوماسية، وتوفير الحماية للموظفين الأساسيين. وخلال كلتا المرحلتين، دعمت قوات الكوماندوز عمليات أخرى سرية في بيئة حساسة للغاية انطوت على درجة عالية من المخاطر السياسية والعسكرية.
وكشفت “تايمز” أيضا أن بريطانيا نشرت خبراء في الأمن السيبراني ظلوا يعملون عن بعد لحماية الوزارات الأوكرانية المهمة نيابة عن الحكومة البريطانية، لإحباط أي هجمات إلكترونية منذ فبراير/شباط الماضي.