أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بوقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا عشية عيد الميلاد الأرثوذكسي بناء على طلب الزعيم الروحي الروسي البطريرك كيريل، بحسب ما أعلن الكرملين.
وقال بوتين، وفق ما جاء في بيان صادر عن الكرملين “إستجابة لدعوة قداسته البطريرك كيريل، أوجه إلى وزير الدفاع الروسي بدء تطبيق وقف لإطلاق النار على كل خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا، إعتباراً من الساعة 12,00 (09,00 ت غ) في السادس من يناير/ كانون الثاني هذه السنة حتى الساعة 24,00 (21,00 ت غ) في السابع من يناير/ كانون الثاني”.
إتصال بين بوتين وإردوغان
وكان الرئيس الروسي قال الخميس، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده منفتحة على الحوار مع أوكرانيا شرط أن تقبل كييف “الوقائع الجديدة على الأرض” عقب الهجوم الروسي.
وخلال المحادثة مع أردوغان الذي دعا إلى هدنة في أوكرانيا، كرر بوتين “أن روسيا منفتحة على الحوار الجاد شرط أن تمتثل السلطات في كييف للمطالب المعروفة والتي تم التعبير عنها مرارا، وتأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة على الأرض”، وفق بيان صادر عن الكرملين.
من جانبه، دعا الرئيس التركي نظيره الروسي إلى “وقف إطلاق نار أحادي الجانب” في أوكرانيا، على ما أعلنت الرئاسة التركية في بيان. وقال إردوغان لبوتين، بحسب نفس المصدر إن “الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف يجب أن تكونا مدعومتين بوقف إطلاق نار أحادي الجانب”.
وقال إردوغان أيضاً إنه سيتحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لبحث مسألة ممر للحبوب والأسمدة في البحر الأسود. وسبق لإردوغان وبوتين أن تحادثا عدة مرات منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط. كما لعبت بلاده دور الوسيط مع الأمم المتحدة لإبرام اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وأضاف البيان: “شدد الجانب الروسي على الدور التدميري للدول الغربية بتقديمها أسلحة ومعدات عسكرية لنظام كييف وتزويده معلومات وأهدافا عملياتية”. كذلك، ناقش الرئيسان تنفيذ اتفاق الحبوب الذي أبرم بوساطة الأمم المتحدة وبمساعدة تركيا، لرفع الحظر عن شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
من جهته، قال الكرملين إن الزعيمين ناقشا “رفع الحظر عن إمدادات الغذاء والأسمدة من روسيا” وضرورة “إزالة كل الحواجز أمام الصادرات الروسية”.
روسيا تطلق فرقاطة تحمل صواريخ “تسركون” نحو الأطلسي والهندي والمتوسط (فيديو)
رئيس الكنيسة الأرثوذكسية يدعو لهدنة
دعا البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، يوم الخميس طرفي الحرب في أوكرانيا لإعلان هدنة في عيد الميلاد بالتقويم الشرقي وهي دعوة رفضتها كييف ووصفتها بأنها فخ يدعو للسخرية.
ويحتفل المسيحيون الأرثوذكس ومنهم من يعيشون في روسيا وأوكرانيا بعيد الميلاد ليلة السادس وصباح السابع من يناير/كانون الثاني.
وقال البطريرك كيريل “أناشد كل الأطراف المعنية بهذا الصراع المهلك وقف إطلاق النار وإعلان هدنة في عيد الميلاد من الساعة 12:00 يوم السادس من يناير حتى نهاية السابع من يناير/كانون الثاني ليتسنى للناس حضور قداس عشية عيد الميلاد ويوم العيد”.
إردوغان يتصل بزيلينسكي
وأبلغ الرئيس التركي نظيره الأوكراني في مكالمة هاتفية، الخميس، باستعداد أنقرة لتولي مهام الوساطة في سبيل الوصول إلى سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن مكتب أردوغان أن تركيا عرضت أيضا دعما دبلوماسيا فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية. وعملت تركيا في السابق كوسيط إلى جانب الأمم المتحدة لإبرام اتفاق يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
أوكرانيا ترفض
ووصف ميخايلو بودولياك، المستشار البارز للرئيس الأوكراني، الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بأنها “بوق دعاية للحرب” وبأنها حرضت على “القتل الجماعي” للأوكرانيين وعسكرة روسيا.
وكرر المسؤول الأوكراني، الخميس، رفض كييف لأي إتفاق سلام مع موسكو من شأنه أن يسمح لروسيا بالإبقاء على الأراضي الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية. وكتب بودولياك على تويتر “لماذا من المستحيل عقد إتفاق مع الاتحاد الروسي؟” .
وأضاف: “الإتحاد الروسي (بوتين) يعرض على أوكرانيا والعالم تحت كلمة” محادثات” الإعتراف “بحقها في الاستيلاء على الأراضي الأجنبية … هذا غير مقبول تماما”.
حلفاء كييف يتحركون
تحرك حلفاء كييف الغربيون نحو إمدادها بمركبات قتالية مدرعة لأول مرة ولكن ليس الدبابات الثقيلة التي طلبتها لمحاربة روسيا، بينما توقعت واشنطن إستمرار القتال العنيف لشهور على خط المواجهة الشرقي.
وقال مسؤول في الإليزيه يوم الأربعاء بعد إتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ماكرون أبلغ زيلينسكي بأن فرنسا سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز إيه.إم.إكس-10 آر.سي لكييف لمساعدتها في حربها ضد روسيا.
وذكر المسؤول أنها ستكون المرة الأولى التي تُسلم فيها مركبات مدرعة من تصنيع الغرب لأوكرانيا، ولكن أستراليا قالت بالفعل في أكتوبر تشرين الأول إنها قدمت لكييف 90 من مركبات التنقل المحمية من طراز (بوشماستر)، وهي وحدات مدرعة معززة ضد الألغام ونيران الأسلحة الصغيرة وتهديدات أخرى.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق يوم الأربعاء إن واشنطن تدرس إرسال مركبات برادلي القتالية إلى أوكرانيا. وعربات برادلي المدرعة، المزودة بمدفع قوي، من الوسائل الأساسية التي يستخدمها الجيش الأميركي لنقل القوات في ساحات القتال منذ منتصف الثمانينيات. ويمتلك الجيش الأميركي الآلاف منها، ومن شأن تلك المركبة أن تمنح أوكرانيا مزيداً من القوة القتالية في ساحة المعركة وتعزز قدرتها في حرب الخنادق.
ولكن تحرك بايدن لن يصل إلى حد إرسال دبابات أبرامز التي سعت إليها أوكرانيا. وطلبت كييف مراراً من الحلفاء الغربيين تزويدها بمركبات قتالية ثقيلة مثل أبرامز ودبابات ليوبارد الألمانية الصنع.
وشكر زيلينسكي في خطابه المسائي المصور ماكرون على الإعلان، مضيفاً أنه يظهر أن على الحلفاء الآخرين تقديم أسلحة أثقل. وقال “يرسل هذا إشارة واضحة لجميع شركائنا. ما من سبب منطقي لعدم تزويد أوكرانيا حتى الآن بالدبابات الغربية”.