قام وزير الخارجية السعودي بزيارة مفاجئة إلى كييف حيث إلتقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي وكبار مساعديه. فهل من تغيير في موقف الرياض من الحرب في أوكرانيا التي دخلت عامها الثاني؟ رسمياً تم الإعلان عن مساعدات سعودية بقيمة 400 مليون دولار.
تلمس السلطات الأوكرانية مؤشرات دعم من السعودية بعد زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى كييف اليوم الأحد (26 فبراير/شباط 2023) لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين.
ويُعتبر الأمير فيصل بن فرحان هو أعلى مسؤول سعودي يزور أوكرانيا منذ ثلاثين عاماً.
والتقى بن فرحان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس أركانه أندريه يرماك، ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا فضلاً عن مسؤولين آخرين.
وزير الخارجية السعودي في #أوكرانيا… ويتعهد بتقديم مساعدات لكييف، فما هي؟#السعودية pic.twitter.com/10XcfOVoOP
— DW عربية (@dw_arabic) February 26, 2023
وفي تصريحات نقلتها وكالة بلومبرغ للأنباء، قال الأمير فيصل بن فرحان للصحفيين إن المسؤولين وقعوا اتفاقيات تنص على كيفية إنفاق حوالي 400 ملايين دولار في شكل مساعدات إنسانية أجازتها الحكومة السعودية لأوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مساعدات إنسانية ومشتقات نفطية
وتتضمن الإتفاقية، برنامج تعاون مشترك لتقديم مساعدات إنسانية من المملكة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار أميركي، حيث وقع على الإتفاقية، المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ونائب رئيس الوزراء لإعادة إعمار أوكرانيا وزير تنمية المجتمعات والأقاليم في أوكرانيا اوليكساندر كوبراكو، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
كما تتضمن مذكرة التفاهم تمويل مشتقات نفطية بقيمة 300 مليون دولار كمنحة مقدمة من الحكومة السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية لصالح أوكرانيا.
محاولة سعودية لإبداء التوازن
ووفقاً لبلومبرغ، قد يكون الإجتماع، الذي لم يعلن عنه مسبقاً، محاولة لإبداء التوازن من جانب السعودية، العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، والتي تعرضت للانتقاد لإظهارها الدعم لموسكو في الحرب التي مر عليها عام.
كما تعد زيارة اليوم الأحد، الأولى إلى أوكرانيا من جانب مسؤول رفيع المستوى لدولة عربية، منذ بدء غزو الرئيس فلاديمير بوتين في فبراير/شباط عام 2022.
وقع الجانبان إتفاقيات تنص على كيفية إنفاق حوالي 400 ملايين دولار في شكل مساعدات إنسانية أجازتها السعودية لأوكرانيا سابقاً.
وقال يرماك المقرب جداً من الرئيس الأوكراني: “نحن نتعامل معها كدليل مهم على مساندة بلادنا، لا سيما في هذه الأيام، في خضم مرور عام على العدوان واسع النطاق للاتحاد الروسي”. وقال إن “هذا الحوار وهذا الاجتماع مهمان للغاية بالنسبة لنا”.
وأضاف يرماك أن “مسؤولي أوكرانيا بحثوا مع الأمير فيصل إحترام قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن “موقفنا موحد بشأن ذلك”.
وكانت السعودية واحدة من 141 دولة صوتت الأسبوع الماضي لصالح قرار غير ملزم للأمم المتحدة يدعو إلى إنسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
كما بحث الجانبان مجموعة واسعة من القضايا الأخرى، تتراوح من المساعدة السابقة للسعودية في تشكيل عمليات تبادل للأسرى مع روسيا وفرص إجراء عمليات تبادل أخرى، إلى تعزيز مكانة كل من كييف والرياض في منطقة الجنوب من العالم، بما في ذلك أفريقيا.
وقال يرماك إن أوكرانيا تعبر عن أملها في أن تدعم حكومة الرياض على الأقل بعض البنود المدرجة في خطة السلام، التي حددها زيلينسكي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.