قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة غير معلنة لمدينة ماريوبول الأوكرانية. وسبق تلك الزيارة توقف بوتين السبت في شبه جزيرة القرم في الذكرى التاسعة لضمها من أوكرانيا عام 2014. كما زار بوتين ميناء سيفاستوبول الذي يعد مقراً رئيسياً للأسطول الروسي في البحر الأسود، وذلك بعد 24 ساعة فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه متهمة إياه بالضلوع في ترحيل مفترض لآلاف الأطفال الأوكرانيين خلال النزاع.
أعلنت وسائل إعلام روسية رسمية الأحد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قام بزيارة غير معلنة إلى ماريوبول، هي الأولى له إلى هذه المدينة منذ السيطرة عليها في أعقاب حصار إستمر أشهراً في بداية الهجوم الذي تشنّه موسكو في أوكرانيا.
ووصل بوتين إلى ماريوبول على متن مروحية السبت وجال المدينة حيث كان أحيانا يقود سيارة بنفسه، وفقا لوكالة تاس الرسمية للأنباء. وتحدّث مع سكّان محليّين وزار عددًا من المواقع، واستمع إلى تقرير عن أعمال إعادة إعمار هذه المدينة المنكوبة.
وجاءت تلك الزيارة في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة الترحيل المفترض لآلاف الأطفال الأوكرانيين خلال النزاع.
حاصرت روسيا ماريوبول في بداية الهجوم العام الماضي، ودمرت مصنع أزوفستال للصلب، المعقل الأخير للقوات الأوكرانية في المدينة.
وجاء توقفه في ماريوبول عقب زيارة غير معلنة إلى شبه جزيرة القرم السبت، بمناسبة الذكرى التاسعة لضمّها. ووصل بوتين إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي لأسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، حيث حضر مراسم افتتاح مدرسة فنون للأطفال برفقة الحاكم المحلي ميخائيل رازفوجاييف، وفقًا لصور بثتها قناة روسيا-1 التلفزيونية العامة.
وقال رازفوجاييف على منصة تلغرام للمراسلة إن بوتين كان من المتوقع أن يشارك في افتتاح مدرسة فنون للأطفال من خلال اتصال فيديو. وأضاف: “لكن فلاديمير فلاديمروفيتش جاء شخصيا، بنفسه. خلف عجلة القيادة، لأنه في مثل هذا اليوم التاريخي يكون الرئيس دائما مع سيفاستوبول وأهالي سيفاستوبول”.
وضمّت روسيا القرم في 18 آذار/مارس 2014 إثر استفتاء لم تعترف به كييف ولا الأسرة الدوليّة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال أمام المنتدى العالمي الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني/يناير أنه يعتزم استعادة القرم “أرضنا” بالسلاح، في حين تردد موسكو أن “القرم روسية” رافضة أن تكون موضع تفاوض في محادثات سلام محتملة.
مذكرة باطلة
وجاءت زيارة بوتين بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الجمعة مذكرة توقيف بحقه على خلفية “ترحيل” أطفال أوكرانيين.
وتقول كييف إن أكثر من 16 ألف طفل أوكراني رُحلوا إلى روسيا منذ بدء النزاع في شباط/فبراير 2022، وُضع العديد منهم في معاهد أو لدى عائلات حاضنة.
وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لوكالة الأنباء الفرنسية عندما سئل عما إذا كان بوتين سيُعتقل إذا وطئت قدماه أيا من تلك الدول البالغ عددها 123 “هذا صحيح”.
ولم يعلق الزعيم الروسي البالغ 70 عاماً على مذكرة التوقيف، غير أن الكرملين رفض القرار معتبرا أنه “باطل ولاغ” لأن روسيا ليست طرفا في الجنائية الدولية.
جاء قرار المحكمة ومقرها في لاهاي قبل زيارة للزعيم الصيني شي جينبينغ لموسكو الإثنين لتوقيع اتفاقيات توصف بأنها تبشر بعهد جديد من العلاقات.
وسعت الصين، إحدى حلفاء روسيا الرئيسيين إلى التموضع كطرف محايد في النزاع الأوكراني، وحثت موسكو وكييف على بدء مفاوضات. لكن زعماء غربيين إنتقدوا بكين مراراً لعدم إدانتها الهجوم الروسي واتهموها بتوفير غطاء دبلوماسي لموسكو في حملتها.
تمديد إتفاقية تصدير الحبوب
في أنقرة أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الجانبين وافقا على تمديد اتفاقية سمحت لأوكرانيا، أحد كبار مصدري الحبوب، استئناف صادراتها بعدما حاصرت سفن حربية روسية موانئ البحر الأسود. لكن برز سجال بشأن مدة الاتفاق.
وبينما أعلن وزير البنى التحتية الأوكراني تمديد الاتفاق لمدى 120 يوما، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن موسكو وافقت على تمديده 60 يوما.
أتاح الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة في تموز/يوليو 2022 المرور الآمن لصادرات الحبوب. وسبق أن تم تمديده لمدة 120 يوما في تشرين الثاني/نوفمبر.
معركة باخموت
في غضون ذلك، قال الجيش الأوكراني إن قواته الموجودة خارج مدينة باخموت شرقي البلاد ما زالت قادرة على تسليم الذخيرة والإمدادات إلى القوات المدافعة عن المدينة.
وقال المتحدث بإسم الجيش سيرغي شريفاتي في تصريحات لقناة تلفزيونية “قادرون على إيصال الذخائر والمواد الغذائية والعتاد والأدوية الضرورية إلى باخموت. بإمكاننا أيضا إخراج جرحانا من المدينة”.
وفي أحدث المزاعم عن تكبيد الروس خسائر فادحة، قالت كييف إن قواتها قتلت 193 جندياً روسياً وأصابت 199 آخرين خلال القتال يوم الجمعة.
وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وقد اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء. وتحرص روسيا على تحقيق انتصار هناك بعد عدد من النكسات.
وقُتل شخصان وأُصيب 10 بضربات روسية “بذخائر عنقودية” بعد ظهر السبت في كراماتورسك شرق أوكرانيا، حسبما أعلن رئيس بلدية المدينة.
وسُمع حوالي عشرة إنفجارات في الوقت نفسه تقريبًا قُبيل الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ) ورأوا دخانًا يتصاعد في حديقة في جنوب المدينة. وقضت امرأة متأثرة بجروحها، كما شاهد المراسلون.