قالت السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم إنها أسقطت صاروخاً أوكرانياً إستهدف مدينة على الساحل الشرقي للقرم، في حين قالت كييف إن موسكو كثفت إستعداداتها لإجلاء السكان في الأراضي التي تسيطر عليها في محافظتي زابوريجيا وخيرسون.
وأضاف موقع “ريبار” العسكري الروسي أن الهجوم الصاروخي الأوكراني لم يخلف أي ضحايا، ورجح أن يكون الصاروخ أطلق من منظومة للصواريخ في منطقة “تزلي” على بعد أكثر من 400 كيلومتر من مدينة فيودوسيا المطلة على البحر الأسود. وأشار الموقع إلى أن السلطات الأوكرانية تكثف إستعداداتها لهجوم قد يبدأ في غضون أسبوعين.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أوليغ كريوتشكوف، وهو مستشار لحاكم القرم المعين من قبل موسكو سيرجي أكسيونوف، أن حطام الصاروخ سقط في بلدة في شبه جزيرة القرم.
وكانت وزارة الخارجية الأوكرانية جددت أمس الجمعة رفض كييف التنازل عن القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، مقابل إنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير/شباط 2022.
وجاء الرفض الأوكراني ردا على اقتراح للرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا أمس الأول الخميس دعا فيه لتنازل كييف عن القرم لروسيا بهدف إنهاء الحرب.
إجلاء في محافظتين
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية أعدت مسحاً للسكان من أجل الإجلاء المحتمل من مدينة ميليتوبول في محافظة زابوريجيا، ومدينة سكادوفسك في محافظة خيرسون، حيث تم التحقيق من جوازات السفر وتصاريح الإقامة ومستوى التعليم.
وأضافت الهيئة الأوكرانية أن رحلات دورية للحافلات يتم تنفيذها للراغبين في الإجلاء، مشيرة إلى أن القوات الروسية تنشر معلومات مفادها أنه بدءا من نهاية أبريل/نيسان الحالي سيكون الإجلاء قسرياً.
وقال معهد دراسات الحرب الأميركي إن القوات الروسية واصلت التقدم في باخموت ومحيطها، وأرفق المعهد في تقريره اليومي صورا لشركة “ماكسار” عبر الأقمار الصناعية وخرائط ميدانية تشير إلى أن القوات الروسية تقدمت أكثر في وسط مدينة باخموت.
وأوضح المعهد أن تقدم القوات الروسية وصل إلى نحو 3 كيلومترات جنوب الطريق السريع الرابط بين باخموت وتشاسيف يار وقسطنطينيفكا من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.
إتهام روسي
وأعلن مقر التنسيق بين الإدارات الروسية في أوكرانيا أن كييف تستعد لتنفيذ ما سماه “إستفزازا واسع النطاق يهدف إلى تشويه سمعة روسيا على الساحة الدولية”، وأضاف أن الاستفزاز يحاكي إستخدام الجيش الروسي ذخيرة كيميائية، في مقاطعة سومي (شمال شرقي أوكرانيا)، وذلك بهدف صرف أنظار العالم عن جرائم نازيي قوات كييف.
وذكر المقر أنه تم نقل مواد سامة إلى المنطقة، حتى يتمكن الخبراء الغربيون من تسجيل استخدام القوات الروسية للأسلحة الكيميائية.
وفي سياق منفصل، ذكرت صحيفة “ذا هندو” الهندية أن إمينا جباروفا النائبة الأولى لوزير الخارجية الأوكرانية ستزور الهند غداً الأحد سعيا للحصول على مساعدات إنسانية، ومعدات لإصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت جراء القصف الروسي المتكرر.
وأوضحت الخارجية الهندية أن المسؤولة الأوكرانية ستزور الهند لمدة 4 أيام لبحث العلاقات بين البلدين والوضع في أوكرانيا، فضلا عن قضايا عالمية.
وقالت الصحيفة الهندية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، إن جباروفا، التي ستصبح أول مسؤول حكومي أوكراني رفيع المستوى يزور الهند منذ بدء الحرب، ستدعو نيودلهي إلى توجيه “رسالة قوية من أجل السلام” إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن المقرر أن يزور بوتين الهند في يوليو/تموز المقبل لحضور قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون، وسيزورها مرة أخرى في سبتمبر/أيلول المقبل لحضور قمة مجموعة العشرين.
زيلينسكي ينظم إفطاراً رمضانياً في كييف
إنتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، معاملة روسيا للتتار المسلمين في القرم، وذلك خلال مأدبة إفطار رمضاني حضرها قادة مسلمين أوكرانيين وسفراء دول إسلامية.
وقال قبل تسليم جوائز لعدد من العسكريين الأوكرانيين المسلمين إن “محاولة روسيا استعباد أوكرانيا… بدأت بالضبط مع احتلال القرم، بالضبط مع قمع حرية القرم وأوكرانيا وتتار القرم ومسلمي القرم”.
وأضاف أن “أوكرانيا ممتنة لمسلمي بلدنا ولجميع المسلمين في العالم الذين يتوقون مثلنا إلى السلام والحماية من الشر”، وأنه “لا يوجد بديل لأوكرانيا أو للعالم سوى إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم. سنعود إلى شبه جزيرة القرم”.
كما أعلن زيلينسكي في مسجد بضواحي وسط العاصمة كييف أن أوكرانيا بدأت تقليداً جديداً لاستضافة إفطار رسمي.
سيطرت روسيا على القرم المطلة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014 وضمتها اثر استفتاء دانته كييف وحلفاؤها الغربيون. وقاطع التتار الذين يمثلون بين 12 و15% من سكان القرم البالغ عددهم مليوني نسمة، استفتاء 2014 إلى حد كبير. ثم حظرت موسكو المجلس – التجمع التقليدي لأقلية التتار المسلمة في شبه جزيرة القرم – معلنة أنه منظمة متطرفة وسجنت أشخاصا من التتار على خلفية مخاوف أمنية.
وفي روسيا أقلية مسلمة كبيرة في مناطقها الجنوبية، خصوصا الشيشان وداغستان، وكثير منهم يقاتلون في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا.