كشفت وكالة إخبارية أميركية، مساء الأحد، عن مضمون مسودة الإتفاق التي توصل إليها رئيس الوفد السعودي السفير محمد آل جابر، بعد عقده اللقاء مع حاكم جماعة الحوثي في القصر الجمهوري في صنعاء.
وأكدت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، ان السعودية توصلت إلى مسودة إتفاق مع الحوثيين، من أجل وقف دائم لإطلاق النار والتوجه إلى عملية السلام الشاملة.
وأشارت الوكالة الأميركية نقلاً عن مسؤولين سعوديين ويمنيين، إلى أن هدف الاتفاق هو العودة إلى المحادثات السياسية اليمنية بين الأطراف المحلية المعنية بالصراع.
وأضافوا إن التفاهمات السعودية الحوثية تشمل هدنة لمدة ستة أشهر مع وقف جميع الأنشطة العسكرية في جميع أنحاء اليمن.
وأكدوا المسؤولين السعوديين واليمنيين، بحسب ما أوردته الوكالة، أن جماعة الحوثي إلتزمت بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الأطراف اليمنية الأخرى للتفاوض على تسوية سياسية للصراع. وأضافوا بأن الأمم المتحدة تهدف إلى تسهيل المفاوضات السياسية.
وتابع المسؤولون بالقول: إن الطرفين إتفقا أيضاً على مزيد من تخفيف القيود التي يفرضها التحالف بقيادة السعودية على مطار صنعاء وموانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة.
واضافوا، إن الحوثيين سيرفعون حصارهم المستمر منذ سنوات على تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن والتي تسيطر عليها القوات الحكومية.
تتضمن خارطة الطريق المرحلية أيضا مدفوعات لجميع موظفي الدولة، بما في ذلك الجيش، من عائدات النفط والغاز.
في المقابل، وافق الحوثيون على السماح بتصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بعد توقف دام أشهر بسبب هجمات الحوثيين على منشآت النفط.
ونقلت وكالة اسوشتيد برس، عن مسؤول يمني، أن المجلس الرئاسي اليمني المعترف به دوليا اطلع على التفاهمات بين السعودية والحوثيين خلال اجتماع عقده الخميس، في العاصمة السعودية الرياض مع الأمير خالد بن سلمان وزير دفاع المملكة.
وقال المسؤول: إن المجلس الرئاسي أعطى موافقته المبدئية على مسودة الاتفاق.
ومساء الاحد، عقد وفد سعودي، برئاسة سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، في صنعاء لقاء مع القيادي الحوثي مهدي المشاط، في إطار الجهود الدولية لإيجاد تسوية للصراع اليمني المستمر منذ تسع سنوات.
وتعليقاً على ذلك وصف هانس غروندبرغ، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، الجهود الجارية، بما في ذلك المحادثات السعودية والعمانية في صنعاء، بأنها “اليمن أقرب إلى إحراز تقدم حقيقي نحو السلام الدائم” منذ بدء الحرب. وقال: “هذه لحظة يجب اغتنامها والبناء عليها وفرصة حقيقية لبدء عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء الصراع بشكل مستدام”.