قمعت القوات الإسرائيلية، ظهر السبت، المسيحيين الفلسطينيين والحجاج الأجانب الذين كانوا يحاولون الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس للإحتفال بـ”سبت النور”، بعدما حاولوا إجتياز عشرات السواتر الحديدية التي أقامتها الشرطة الإسرائيلية في ساحة الكنيسة وعلى جميع محاور الطرق في البلدة القديمة من القدس.
خلال احتفالهم بـ"سبت نور".. قوات الاحتلال تعتدي بوحشية على المسيحيين المحتفلين وتمنعهم من الوصول إلى كنسية القيامة في #القدس المحتلة pic.twitter.com/USOB9UmFnL
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 15, 2023
وبالتزامن مع بدء الكنائس الأرثوذكسية الثلاث إحتفالاتها بـ”سبت النور” في كنيسة القيامة بالقدس، مُنع آلاف المسيحيين من المرور من تلك الحواجز، ما تسبب في تدافع كبير بين المحتجين والشرطة الإسرائيلية التي إعتدت على عدد منهم، ومن بينهم حجاج أجانب في باحة الكنيسة الخارجية، ما أسفر عن حالة من الغضب والهيجان في صفوف المحتفلين الذين تمكّن عدد منهم من تجاوز عناصر الشرطة بالقوة.
وبينما كان المسيحيون المقدسيون يستعدون للإحتفال بـ”سبت النور”، وهي طقوس عادة ما تبدأ بإقامة صلوات خاصة، بدا المشهد منذ ساعات الصباح الأولى في البلدة القديمة من القدس مشابها تماما لما كانت عليه القدس القديمة أمس. وتدفق إلى القدس أمس عشرات الآلاف من المصلين المسلمين لإقامة صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان، وسط تدابير عسكرية إسرائيلية مشددة ونشر مئات السواتر الحديدية. ونصب الشرطة الإسرائيلية اليوم أيضاً تلك الحواجز خاصة داخل البلدة القديمة المؤدية إلى كنيسة القيامة، ليمنع أعداداً كبيرة من الحجاج المسيحيين الأجانب والفلسطينيين المسيحيين من الوصول إليها، والذين قدموا إلى القدس من مدن رام الله وبيت لحم والناصرة.
قوات الإحتلال تعتدي على الزوار المسيحيين وتضيق عليهم احتفالاتهم بـ"سبت النور" في القدس المحتلة https://t.co/3ReYiAvMM4 pic.twitter.com/fzAcRGQLfC
— إذاعة النور (@alnourradio) April 15, 2023
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية، منذ صباح اليوم، مداخل البلدة القديمة في القدس أمام المصلين المسيحيين وأمام الصحافيين، باستثناء من حاز تصريحاً خاصاً من الشرطة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد شددت من التدابير والإجراءات الأمنية خلال فترة الأعياد الدينية، والتي تزامنت مع أحداث عيد الفصح للمسيحيين، وعيد الفصح اليهودي (7 أيام)، وشهر رمضان المبارك عند المسلمين.
وفي محاولة منها لمنع وقوع أحداث كتلك التي شهدها محيط كنيسة القيامة، حيث قمعت الشرطة الإسرائيلية المصلين المسيحيين خاصة الشبان، أرسلت القوات الإسرائيلية عشرات البلاغات لشبان وناشطين مسيحيين من حارة النصارى بالقدس القديمة، حذرتهم من الإقتراب من الكنيسة، وطلبت منهم مغادرة البلدة القديمة إلى ما بعد غد الأحد، أي بعد إنتهاء إحتفالات “سبت النور”. وتشبه أوامر الإبعاد تلك التي تصدرها الشرطة الإسرائيلية للمرابطين والمرابطات المسلمين عن المسجد الأقصى.
وتعقيباً على ذلك، دان “التجمع الوطني المسيحي” هذه الإجراءات التي تضاف إلى ما كانت أعلنت عنه الشرطة الإسرائيلية من فرض قيود على دخول المسيحيين لكنيسة القيامة وحصر أعداد المحتفلين إلى أدنى حد.
وقال رئيس “التجمع”، إن “إبعاد الشبان المسيحيين الناشطين عن القدس خلال فترة الأعياد هو إجراء تعسفي مُدان وغير مقبول، ولكنه متوقع في ضوء السياسات القمعية التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف: “طلبت من نشطاء التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة عدم الرد على أي اتصالات من أرقام لا تظهر أو أرقام مجهولة وغير مُسجّلة لديهم، وذلك خلال لقائنا الميداني يوم الخميس الماضي”.
وقال دلياني إن “سياسة الإبعاد القسري، المؤقت والدائم، التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي عن القدس، هي إجراء إجرامي يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية والأخلاق الإنسانية. وما تمارسه دولة الاحتلال هو إمعان في الاضطهاد الديني، ويهدف إلى منع المصلين من الوصول إلى أماكن العبادة، لدرجة أنه يجبرهم على الابتعاد عن مدينتهم ومنازلهم”.
يُذكر أن الكنائس المسيحية المقدسية رفضت التعاطي مع الإجراءات الإسرائيلية، وكذا التنسيق مع الشرطة الإسرائيلية بشأن ترتيبات الإحتفال بسبت النور، فيما أصرت الشرطة الإسرائيلية على تحديد عدد المصلين داخل كنيسة القيامة في حدود 1800 شخص من مختلف الكنائس الأرثوذكسية.