يلتقي ممثلون عن حوالي خمسين دولة من حلفاء أوكرانيا الجمعة في قاعدة رامشتاين الأميركية بألمانيا لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف، التي تقول إنها تستعد لشن هجوم كبير مضاد على القوات الروسية. يأتي الإجتماع غداة زيارة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إلى أوكرانيا وتباحثه مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي يحض الغربيين باستمرار على تقديم مزيد من المدرعات والمدفعية والذخيرة والطائرات المقاتلة وأنظمة القصف البعيدة المدى.
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيبحثون مسألة تزويد أوكرانيا بمزيد من معدات الدفاع الجوي والذخيرة، خلال إجتماع لوزراء الدفاع يُعقد في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، الجمعة.
وبداية الإجتماع، ذكر أوستن أن الحلفاء ملتزمون بدعم أوكرانيا مهما إستغرق الأمر، ويرفضون ما وصفه بجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية إلى إيجاد مناطق نفوذ بقوة السلاح. وأكد أن الدعم الدولي لأوكرانيا ما زال “قوياً وراسخاً” بعد أكثر من عام على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وذكر بأن إجتماع مجموعة الإتصال بشأن أوكرانيا الخاصة بالدفاع “سيركز على 3 قضايا رئيسية: الدفاع الجوي والذخيرة وعناصر الدعم” مشيرا إلى الدعم اللوجستي وغير ذلك مما يسمح بعمل الوحدات العسكرية. وقال إن أعضاء مجموعة الاتصال قدموا مساعدات أمنية لأوكرانيا تتجاوز قيمتها 55 مليار دولار، جاء أكثر من 35 مليارا منها من الولايات المتحدة.
وتنظم الولايات المتحدة إجتماعاً بألمانيا، اليوم الجمعة، لمناقشة الدعم الإضافي لأوكرانيا بعدما حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين على إرسال مزيد من الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى.
ويجتمع ممثلون عن حوالي 50 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية لتنسيق دعمهم لكييف، في ظل المعارك التي تدور ضد الجيش الروسي شرق أوكرانيا.
وتثير مسألة تسليم مقاتلات لأوكرانيا انقساما بين مؤيدي كييف، وتبدي ألمانيا ترددا على وجه الخصوص.
لكن سلوفاكيا وبولندا بدأتا بالفعل في تسليم طائرات ميغ -29 المقاتلة السوفياتية إلى أوكرانيا. إلا أن مسألة إرسال طائرات ذات تصميم غربي حديث لم تنته مناقشته بعد. وسيكون هذا أحد الموضوعات المدرجة في جدول أعمال المناقشات في رامشتاين والتي تجمع ممثلين عن حوالي خمسين دولة.
أوكرانيا: روسيا إستهدفتنا ليلاً بمسيرات إيرانية
من ناحية أخرى، أعلن سلاح الجو الأوكراني الجمعة أنه أسقط ليل الخميس 8 من أصل 12 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” شنت بواسطتها القوات الروسية غارات استهدفت بشكل خاص كييف، لكنها لم توقع أي إصابات.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرغي بوبكو، على تطبيق تليغرام، إنه “بعد فترة راحة استمرت 25 يوماً، شهدت العاصمة هجوماً جوياً جديداً للعدو”.
وأكد أن الدفاعات الأوكرانية أسقطت 8 طائرات مسيرة “عند اقترابها” من كييف، مشيرا إلى أن تدمير هذه المسيرات لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية، بحسب التقارير الأولية.
بالمقابل، أصيبت بنى تحتية في منطقتي بولتافا (وسط) وفنيتسيا (وسط غرب) بأضرار من جراء المسيرات الإيرانية الصنع، وفقا لحاكمي هاتين المنطقتين.
وأوضح رئيس الإدارة العسكرية أن هذه الطائرات المسيرة المفخخة أُطلقت من منطقة بريانسك الروسية الواقعة شمال حدود أوكرانيا.
روسيا: هناك حاجة لمواصلة “العملية العسكرية الخاصة”
قالت الخارجية الروسية في بيان، الجمعة، إن إجراءات أوكرانيا وتصريحاتها الأخيرة تظهر أن موسكو بحاجة إلى مواصلة “العملية العسكرية الخاصة” في هذا البلد.
وتابعت الوزارة أن العملية ستستمر حتى تكتمل أهدافها المعلنة وهي “استئصال النازية ونزع السلاح” والقضاء على التهديدات التي يتعرض لها الأمن الروسي.
من جهة أخرى، قال الكرملين اليوم إنه يراقب عن كثب تقارير تشير إلى احتمال قيام دول غربية بفرض حظر على الصادرات إلى روسيا، وأوضح أن العقوبات الجديدة ستلحق الضرر بالاقتصاد العالمي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين “نراقب ذلك عن كثب، ونحن على علم بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفكران فعليا في فرض عقوبات جديدة”.
وأضاف “نعتقد أن كلا من العقوبات الحالية المفروضة على روسيا الاتحادية والخطوات الإضافية الجديدة التي ربما تفكر فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حاليا ستلحقان أيضا بالتأكيد ضررا بالاقتصاد العالمي. وبالتالي، قد يؤدي ذلك إلى المضي بصورة أكبر باتجاه أزمة اقتصادية عالمية”.
ونقلت وكالة كيودو اليابانية للأنباء عن مصادر حكومية قولها إن دول مجموعة السبع تدرس فرض حظر شبه كامل على الصادرات إلى روسيا.
مقاتلة روسية تطلق النار قرب حدود أوكرانيا
على صعيد آخر، قالت وكالة تاس للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع إن طائرة حربية روسية أطلقت النار عن طريق الخطأ على مدينة بيلغورود القريبة من الحدود الأوكرانية في ساعة متأخرة من مساء الخميس، مما أسفر عن حدوث انفجار وألحق أضرارا ببعض المباني.
وأبلغت السلطات المحلية عن وقوع انفجار كبير في المدينة التي تقع على الجانب المقابل من الحدود مع أوكرانيا. وقال الحاكم المحلي إن امرأتين أصيبتا.
ونقلت الوكالة الروسية عن وزارة الدفاع القول “أثناء تحليق طائرة قوات جوية من طراز سوخوي سو-34 فوق مدينة بيلغورود، حدث إطلاق عرضي لذخيرة جوية”.
ستولتنبرغ في كييف
وكان ستولتنبرغ أجرى الخميس محادثات مع زيلينسكي الذي يدعو الغربيين باستمرار إلى تقديم مزيد من المدرعات والمدفعية والذخيرة والطائرات المقاتلة وأنظمة القصف البعيدة المدى لضرب المستودعات الروسية أبعد من خط الجبهة. وشدد ستولتنبرغ على أن “الهدف الرئيسي للناتو وأعضائه هو “ضمان انتصار أوكرانيا” في الحرب.
من جهته، زيلينسكي الخميس الناتو على ضم بلاده وتقديم المزيد من الأسلحة إليها لمحاربة روسيا، في مطلب يمثل إن تحقق خطرا على موسكو التي تعتبر الحلف الأطلسي تهديدا وجوديا لها.
وقال زيلينسكي إثر لقائه ستولتنبرغ إن “قمة الناتو في فيلنيوس (في تموز/يوليو) يمكن أن تصبح تاريخية” مشيرا إلى أنه “من المهم أن تتلقى أوكرانيا (خلالها) الدعوة المناسبة” للانضمام إلى هذه المنظمة. وأصر على أن “الوقت قد حان”.
“لتنتصر أوكرانيا”
من جهته، أكد ستولتنبرغ دعم المنظمة لطموحات كييف دون أن يتطرق إلى الجدول الزمني، معتبرا أن الاولوية هي لتحقيق النصر في الحرب.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في كييف إن “مستقبل أوكرانيا هو داخل العائلة الأوروبية الأطلسية. مستقبل أوكرانيا في الناتو. جميع الحلفاء متفقون على ذلك”.
وأضاف أنه “في الوقت نفسه يتمثل الهدف الرئيسي للتحالف ولأعضائه في ضمان انتصار أوكرانيا” في الحرب.
وأوضح أن مسألة الانضمام ستطرح خلال قمة فيلنيوس التي يؤمل أن يشارك فيها زيلينسكي.
وتابع “أقر بالطبع بأن الرئيس زيلينسكي سيتطرق إلى مسائل العضوية والضمانات الأمنية وسيكون ذلك على رأس جدول أعمال” قمة الناتو.
من جانبه، أعلن الكرملين الخميس على لسان دميتري بيسكوف المتحدث باسم فلاديمير بوتين أن أحد أهداف هجومه كان تحديدا منع دخول أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي لأن “هذا من شأنه أن يشكل تهديدا خطيرا على بلدنا وأمنه”.
وبعد أن فشلت في تحقيق نصر عسكري سريع، تقدم روسيا الآن النزاع في أوكرانيا على أنه حرب بالوكالة لحلف شمال الأطلسي وغزو هذا البلد على أنه ضرورة.
وفيما يتعلق بقضية المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، حض زيلينسكي ستولتنبرغ على فعل المزيد.
وتقول كييف إنها بحاجة ماسة إلى مقاتلات ودبابات ومدفعية وأنظمة إطلاق بعيدة المدى لضرب المستودعات الروسية بعيدا عن خط الجبهة.
وبعد مقاومة الهجمات الروسية على الجبهة الشرقية طوال الشتاء، تستعد القوات الأوكرانية لشن هجومها في الربيع أو الصيف، لكن لهذا الغرض عليها تخزين الذخيرة والأسلحة.
كما أكد زيلينسكي أن الهدف يبقى “التحرير الكامل للأراضي (الأوكرانية) من المحتل الروسي”.
“كميات ضخمة من الذخيرة”
لكن بين المخزون غير الكافي والخوف من التصعيد والمشاكل اللوجستية، أظهر الأوروبيون والأميركيون حذرا أكبر مما كانت كييف تريد.
ودعا زيلينسكي ستولتنبرغ لمساعدة كييف على “تجاوز تحفظات شركائنا في ما يتعلق بإيصال أسلحة معينة، تحديدا تلك بعيدة المدى والطيران الحديث والمدفعية والمدرعات”.
وفي الأثناء تدفع أوكرانيا “الثمن بأرواح جنودنا الذين لم يتلقوا بعد أدوات الدفاع اللازمة”.
وقدرة كييف على شن هجوم مضاد واسع النطاق هي الموضوع الرئيسي للتكهنات مع بداية الربيع، بعد فترة طويلة من حرب الاستنزاف التي تهدف إلى إنهاك العدو الروسي.
وإذا كان الدفاع الشرس عن باخموت، مركز القتال في الشرق، كلف المهاجمين الروس ثمنا باهظا، فإن الجيش الأوكراني تكبد خسائر فادحة وهو يستخدم مخزونا كبيرا من الذخيرة.
وأشار ستولتنبرغ في هذا السياق إلى أن المباحثات المقررة الجمعة مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بشأن القاعدة العسكرية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا ستتطرق الى تسليم أسلحة إضافية، دون تحديد نوعها. وقال إن الحلف يركز على إمداد الذخيرة للأنظمة المنتشرة في أوكرانيا.
وتابع “أتوقع من الحلفاء (داخل المنظمة) وشركاء الناتو القيام بمزيد من الإعلانات الملموسة عن الدعم العسكري لأوكرانيا”.
وقال ستولتنبرغ “من المهم التأكد من أن الأنظمة والأسلحة الموجودة في أوكرانيا تعمل كما ينبغي، أي أن الذخيرة وكميات ضخمة من الذخيرة وقطع الغيار والصيانة ضرورية”.
وقال إن الغرب قدّم أكثر من 150 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي بما في ذلك 65 مليار دولار من المساعدات العسكرية.