إغتالت إسرائيل قيادياً عسكرياً خامساً بالمقاومة في قطاع غزة، الخميس، وقالت إنها تسعى لقتل أكبر عدد ممكن من قادة الصف الأول لحركة الجهاد الإسلامي. وقد ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق رشقات صاروخية مكثفة على منطقة تل أبيب ومدن وبلدات أخرى، أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
إرتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء الغارات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، إلى 29 شهيداً بينهم 6 أطفال و3 نساء، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
وقالت مصادر في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي للجزيرة، إن أحمد أبو دقة، أحد القادة العسكريين في السرايا، اغتيل في قصف إسرائيلي على منزل في خان يونس جنوبي القطاع.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن أحمد أبو دقة قتل في عملية مشتركة للجيش وجهاز الشاباك. ووصف البيان أبو دقة بأنه نائب قائد الوحدة الصاروخية في الجهاد الإسلامي، وأنه قام بدور مركزي في عمليات إطلاق الرشقات الصاروخية على إسرائيل.
وأضاف البيان أن أبو دقة كان نائب القيادي علي غالي، الذي استشهد فجر اليوم، والذي وصفه البيان بأنه كان مسؤولاً عن عمليات إطلاق الصواريخ في الأيام الأخيرة وخاصة على مدينة سديروت.
من جانبها، ردت فصائل المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية مكثفة، أدت إلى مقتل إسرائيلي في مدينة رحوفوت جنوبي تل أبيب وإصابة آخرين، وقال الجيش الإسرائيلي إن هذا أول قتيل في إسرائيل خلال الجولة الحالية.
وذكر الجيش الإسرائيلبي أن 803 صواريخ أطلقت من قطاع غزة خلال هذه الجولة، وقال إن 620 منها إجتازت الحدود، وتم إعتراض 179 منها.
ومع تصاعد المواجهة، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر دبلوماسية أنه قد تم تجميد جميع الاتصالات بشأن وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك، في بيان مشترك، إغتيال علي غالي القائد في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غارة على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة فجر اليوم.
وشيع اليوم جثمانا الشهيدين علي غالي مسؤول الوحدة الصاروخية في سرايا القدس وشقيقه محمود.
وقد نعت سرايا القدس عضو مجلسها العسكري ومسؤول الوحدة الصاروخية علي غالي الذي قالت إنه استشهد في عملية اغتيال غادرة في خان يونس.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن الإغتيالات الإسرائيلية لن تمر مرور الكرام وكل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة.
كما قالت الحركة إن سياسة الإغتيال بقصف الأبنية السكنية لن تمنح العدو نصرا وإن الضربات المقبلة ستكشف عجزه. وأكدت أن إستشهاد غالي لن يوقف صواريخها وأنها قادرة على توسيع دائرة النار.
إتفاق وقف إطلاق النار
وقد نفت مصادر في حركة الجهاد الإسلامي الأنباء التي تتردد حول التوصل لاتفاق تهدئة مع الإحتلال الإسرائيلي. وأضافت المصادر أن الوساطات بشأن وقف إطلاق النار ما زالت جارية، على حد تعبيرها.
في الأثناء، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لم توافق على وقف سياسة الاغتيالات، كما رفضت تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان وذلك ضمن محادثات وقف إطلاق النار.
وكانت مصادر ذكرت للجزيرة أن الإتصالات المكثفة للوسطاء الهادفة لاحتواء الموقف في غزة تعثرت بعد إصرار الطرف الفلسطيني على إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات.
وأضافت المصادر أن هذه الاتصالات تشارك فيها مصر وقطر والأمم المتحدة. وأكدت أن الوسطاء نقلوا إلى حركة حماس رسالة مُفادها أن إسرائيل مستعدة للالتزام بتهدئة.
وقد أجابت الفصائل الفلسطينية الوسطاء، وفق مصادر الجزيرة، بأن إسرائيل هي من بدأت العدوان وأن عليها أن تتحمل المسؤولية.
وفي إسرائيل، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن العملية في غزة صحيحة ومبررة، وحققت نتائج جيدة. وأضاف، في حديث مع الإذاعة العبرية، أن لا فائدة من إطالة هذه العملية ويجب وقفها الآن.
ومن جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه إذا توقف إطلاق النار فليست لدى إسرائيل مصلحة في الإستمرار. وأضاف أن الجيش مستعد لجولات كثيرة أخرى، محذراً من أنه إذا إنضمت حركة حماس للمعركة فستتلقى ضربة قوية.
وبشأن وقف إطلاق النار، قال سموتريتش “أبلغَنَا المصريون بأن حركة الجهاد تطلب ذلك، وأبلغناهم أن إسرائيل ستتوقف إذا توقفت الجهاد”.
وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان طلب من نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي العمل على وقف التصعيد مع غزة.
وكان بيان للبيت الأبيض أشار إلى أن سوليفان جدد التأكيد على الدعم الأميركي الصارم لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها من الهجمات الصاروخية العشوائية.
وأضاف البيان أن سوليفان بحث، خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي، الحاجة إلى التهدئة ومنع سقوط مزيد من الخسائر في الأرواح، وأنه أشار إلى الجهود الإقليمية المستمرة من أجل وقف إطلاق النار.
إقتحامات في الضفة
وفي الضفة الغربية، إقتحمت قوات الإحتلال، فجر الخميس، عدداً من المدن والبلدات، واعتقلت شاباً فلسطينياً من مدينة بيت لحم، بينما اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة طوباس وطالبت شابا بتسليم نفسه بعد حصار منزله، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاتلي المقاومة في المدينة.
كما إقتحمت قوات الاحتلال أيضا مدينة نابلس ومخيم نور شمس في طولكرم وأحد أحياء مدينة قلقيلية وسط مواجهات مع شبان فلسطينيين واشتباكات مسلحة مع مقاومين، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالرصاص والاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة جندي جراء إطلاق النار عليه خلال اقتحامات الضفة الغربية الليلة الماضية.