أعلنت وزارة الدفاع الروسية صد هجوم أوكراني في “خمسة قطاعات من الجبهة في إتجاه جنوب منطقة دونيتسك”. في المقابل، أكدت أوكرانيا تنفيذ “عمليات هجومية” في بعض قطاعات الجبهة، معلنة إحراز تقدم قرب مدينة باخموت. ويأتي ذلك في خضم معارك بمنطقة بيلغورود الروسية الحدودية بين الجيش الروسي ومقاتلين روس موالين لأوكرانيا.
تحدث مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” عن مؤشرات بدء كييف هجومها المضاد. وأضاف المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، أن تصاعد هجمات أوكرانيا مؤخراً كان مؤشراً محتملاً على أن هجوم كييف المضاد المخطط له منذ فترة طويلة ضد القوات الروسية قد بدأ.
وبحسب “نيويورك تايمز”، فقد إستند المسؤولون الأميركيون في تقييمهم جزئيا إلى معلومات من الأقمار الصناعية العسكرية الأميركية التي رصدت زيادة في العمليات من المواقع العسكرية الأوكرانية، حيث تمتلك تلك الأقمار الصناعية قدرات الأشعة تحت الحمراء لتتبع نيران المدفعية وإطلاق الصواريخ.
ونقلت رويترز عن وزير الخارجية الأوكراني قوله “لدينا ما يكفي من الأسلحة لبدء الهجوم المضاد”.
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تعتقد أن هجوم كييف المضاد على روسيا سيعيد الأراضي الأوكرانية المهمة إستراتيجيا من قبضة موسكو. وأضاف في حديث مع محطة “سي إن إن” الأميركية، أن بلاده مستمرة في دعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي، على حد وصفه.
وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية ولاستعادة السيطرة على أراضيها المحتلة.
وحذرت الرئاسة الروسية، الأحد، من أن إمداد فرنسا وألمانيا كييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من “تصاعد التوتر” في الصراع الأوكراني.
صد هجوم واسع
في غضون ذلك، أعلنت روسيا الإثنين أنها صدت “هجوماً أوكرانياً واسع النطاق” في دونباس، في حين أن كييف التي تقول منذ شهور إنها تستعد لهجوم مضاد كبير لم تؤكد على الفور أنها شنت هذه العملية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه “في صباح 4 حزيران/يونيو شن العدو هجوما واسعا في خمسة قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب منطقة دونيتسك”. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الجيش الأوكراني شن هذا الهجوم بست كتائب ميكانيكية وكتيبتَي دبابات.
وأضافت: “العدو لم يحقق هدفه ولم ينجح”، مرفقة إعلانها بمقطع فيديو يُظهر ما قيل إنها مدرعات أوكرانية صُوّرت من الجوّ وتعمل القوات الروسية على تدميرها.
عمليات هجومية أوكرانية
في المقابل، أكدت أوكرانيا تنفيذ “عمليات هجومية” في بعض قطاعات الجبهة، معلنة إحراز تقدم قرب مدينة باخموت المدمرة.
وكتبت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار على تطبيق تلغرام أن “العملية الدفاعية (لأوكرانيا) تشمل عمليات مضادة. من هنا، في بعض القطاعات، ننفذ عمليات هجومية”. وأضافت أن “قطاع باخموت يبقى محور العمليات القتالية. نتقدم هناك على جبهة واسعة نسبيا ونحرز نجاحات ونحتل المرتفعات. العدو في موقع دفاعي”.
لكن المسؤولة الأوكرانية في وزارة الدفاع لم تدل بأي معلومات عن القرى الواقعة جنوب منطقة دونيتسك وتلك المجاورة لزابوريجيا، حيث أكدت موسكو أنها صدت الجنود الأوكرانيين.
وفقا لوزارة الدفاع الروسية، فإن رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف “كان خلال هذه الفترة في أحد مراكز القيادة المتقدمة في هذا الاتجاه”.
والجنرال غيراسيموف الذي عيّن في كانون الثاني/يناير “قائدا للمجموعة المشتركة للقوات” المنتشرة في أوكرانيا يتعرض بانتظام لانتقادات أو إهانات من رئيس فاغنر يفغيني بريغوجين.
يتهم بريغوجين كلاً من غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو بالمسؤولية عن مقتل وإصابة “عشرات آلاف” المقاتلين الروس في أوكرانيا بسبب حرمانهم من الذخيرة خصوصا.
ولم تأت السلطات الأوكرانية على ذكر هذه الوقائع. وتقول كييف منذ أشهر إنها تستعد لهجوم مضاد كبير ضد القوات الروسية.
معارك في بيلغورود
إضافة إلى الهجوم الأوكراني في دونباس الذي أعلنت عنه موسكو، دارت الأحد معارك في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا بين الجيش الروسي ومقاتلين روس موالين لأوكرانيا، بحسب حاكم المنطقة.
وقال حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف عبر تلغرام: “وصلت مجموعة تخريبية، وهناك قتال في نوفايا تافولجانكا” وهي قرية حدودية. وأضاف “آمل بأن يتم تدميرهم جميعا”.
وأشار إلى أن المهاجمين الذين وصفهم بأنهم روس يُقاتلون إلى جانب كييف، قد أخذوا أسرى وعرضوا عملية تبادل.
إلى ذلك، قال الجيش الروسي إنه صد “مجموعة تخريبية تضم إرهابيين أوكرانيين” حاولوا عبور الحدود. وكتب الجيش في بيان “مدفعيتنا ضربت الأعداء. لقد تفرّقوا وتراجعوا”.
يأتي القتال في محيط نوفايا تافولجانكا في أعقاب توغل قوات موالية لأوكرانيا في منطقة بيلغورود الشهر الماضي، ما أجبر موسكو على استخدام مدفعيتها وقواتها الجوية على أراضيها.
وتعرضت القرى القريبة من الحدود لقصف مكثف من جانب أوكرانيا منذ أسبوع، ما أجبر آلاف الأشخاص على الفرار إلى بيلغورود، المدينة الرئيسية في المنطقة.
تبادل أسرى
من ناحية أخرى، رفض مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين رفضا قاطعا مقترح ما يسمى فيلق “الحرية لروسيا” بشأن إجراء صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين.
وأشار بريغوجين في تسجيل صوتي إلى أن القوات الروسية لم تقم بأسر قائد اللواء 72 التابع للقوات المسلحة الروسية رومان فينيفيتين، إنما اعتقلته وقدمته للعدالة والتحقيق، مشددا على أنه لن يقم باستبدال أي روس مقابل روسي.
يذكر أن قوات فاغنر كانت قد اعتقلت رومان فينيفيتين في وقت سابق على خلفية قيامه بإطلاق النار على إحدى السيارات التي تقل قوات فاغنر.
وكان فيلق “الحرية لروسيا” اقترح اليوم على بريغوجين إجراء صفقة لتبادل الأسرى يقوم فيها الفيلق بإطلاق سراح القوات الروسية وحرس الحدود الروس الذين يوجدون في الأسر لدى الفيلق مقابل إطلاق سراح رومان فينيفيتين.