إتفق قادة حلف شمال الأطلسي “ناتو” في قمتهم المنعقدة في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس على أن مستقبل أوكرانيا يقع داخل الحلف، كما تعهدوا “بالعمل بشكل وثيق للتصدي للتهديدات والتحديات التي تشكلها روسيا”، وفق بيان صدر الثلاثاء عن القمة.
وجاء في البيان الختامي الذي وافق عليه القادة أن “مستقبل أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي”، مضيفاً أن اندماج كييف الأوروبي الأطلسي تجاوز الحاجة إلى خطة عمل العضوية.
لكن القادة المجتمعين في العاصمة الليتوانية لم يصلوا إلى حد تقديم دعوة لكييف أو إعلان جدول زمني لانضمامها الذي تسعى إليه، وفي الوقت نفسه، ألغى الحلف مطلباً من أوكرانيا بالوفاء بما تسمى خطة عمل العضوية، مما يزيل فعليا عقبة كانت في طريق كييف للإنضمام إليه.
كما قال البيان “سنكون في وضع يسمح لنا بتوجيه دعوة لأوكرانيا للإنضمام إلى الحلف عندما يوافق الأعضاء وتُستوفى الشروط”.
إلتزام بدعم كييف
وجدد القادة التأكيد على إلتزامهم “عام 2008 في بوخارست، بأن أوكرانيا ستنال عضوية الناتو”.
وفي مؤتمر صحفي على هامش القمة، أكد أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ على أن إنضمام أوكرانيا إلى التحالف عملية تتطلب توافق الحلفاء، واستيفاء كييف الشروط المطلوبة، مضيفاً أن الناتو مفتوح أمام الأعضاء، وهم من يقررون توسيع عضويته وليس موسكو.
وقال ستولتنبرغ إن عدم تحديد حلفاء الناتو جدولاً زمنياً لإنضمام أوكرانيا أمر أزعج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه في الوقت ذاته شدد على إستمرار دعم الناتو لأوكرانيا، معلناً إتفاق أعضاء الحلف على خطة دفاعية شاملة لمواجهة روسيا، ومساندة كييف عسكرياً.
من جهتها، قالت المتحدثة بإسم الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني إن عضوية كييف خلال الحرب غير مطروحة، وإن أولوية واشنطن في قمة الناتو تشمل استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا.
وأشارت إلى أنه لا يمكن ضم أوكرانيا إلى الحلف مع إستمرار حالة الحرب، مضيفة أنها تتوقع أن تبحث القمة مساراً لضم أوكرانيا إلى الناتو في المستقبل.
تهديدات روسيا
وشدد البيان على أن الحلفاء سيواصلون العمل معا بشكل وثيق للتصدي، لما وصفوها، التهديدات والتحديات التي تشكلها روسيا.
واعتبر البيان أن روسيا تمثل أكبر تهديد مباشر لأمن الحلفاء بالناتو وللسلام في المنطقة الأوروبية الأطلسية، لكنه أكد الإستعداد للإبقاء على قنوات إتصال مع موسكو لخفض المخاطر ومنع التصعيد وزيادة الشفافية.
وقال قادة الناتو، في بيانهم، إن الحلف لا يسعى لمواجهة روسيا، وأن الحلف لا يشكل تهديداً لها “لكن سياساتها وأفعالها العدائية لا تجعلها شريكا لنا”.
وفي السياق، أكد القادة أن قوة الحلف النووية الإستراتيجية ولا سيما الأميركية ضمان للأمن، وشددوا على أنه سيضمون مصداقية الردع النووي وفعاليته.
واعتبروا أن أي إستخدام للأسلحة النووية ضد الحلف من شأنه تغيير طبيعة النزاع بشكل جذري.
ملفات أخرى
وقال الحلف إنه سيراقب التطورات في بيلاروسيا عن كثب، ولا سيما النشر المحتمل لشركات عسكرية خاصة.
وجدد الناتو الترحيب بفنلندا عضواً كاملاً في الحلف، وأعرب عن تطلعه إلى الترحيب بالسويد مستقبلاً بعد الإتفاق المبرم مع تركيا بهذا الشأن.
ولدى وصوله إلى مقر القمة وصف الرئيس الأميركي جو بايدن إنضمام السويد وفنلندا إلى الحلف باللحظة التاريخية.
ودعا بيان القمة إيران إلى الوفاء بإلتزاماتها القانونية، وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وبالتزاماتها السياسية المتعلقة بعدم الانتشار النووي دون تأخير.
كما عبّر حلف شمال الأطلسي عن بالغ قلقه مما وصفها “الأنشطة الخبيثة” الإيرانية داخل أراضي الدول الأعضاء، ودعا طهران إلى وقف دعمها العسكري لروسيا والذي يشمل توريد طائرات مسيّرة.