تواصلت الإشتباكات بين القوات الإسرائيلية و”كتائب القسام” بمواقع داخل إسرائيل، وذلك خلال اليوم الثاني من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها “القسام” التابعة لحركة حماس ضد الجيش الإسرائيلي، في حين واصلت إسرائيل شن غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مدنيين وتدمير منازل.
وقالت مصادر إسرائيلية إن عدد قتلى العملية وصل حتى الآن إلى أكثر من 700 إسرائيلياً وأكثر من 2100 مصاباً، بالإضافة إلى نحو 100 لدى حماس. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيين العميد غال هيرش مسؤولاً عن ملف المختطفين والمفقودين، وقال إن إسرائيل في “حالة حرب وستنتصر فيها”.
وفي غزة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إستشهاد 370 شخصاً بينهم 20 طفلاً بسبب الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي حين تعجز القوات الإسرائيلية عن فرض سيطرتها على مناطق “كفار غزة” و”بئيري” “وسديروت” و”زكيم” و”رعيم” و”صوفا”، قتل 15 إسرائيلياً على يد عناصر “القسام” توغلوا في منطقة “مفكيم” جنوب عسقلان. أمّا في أقصى حدود جنوب قطاع غزة مع مصر، فقد أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إعتقال خلية مسلحة، حاولت التسلل إلى “كيبوتس تساليم”.
مقتل 15 جندياً اسرائيلياً في منطقة مفكيعيم جنوب عسقلان pic.twitter.com/7LG7UXp1c9
— AlHadeel News (@news_hadeel) October 8, 2023
وكانت أفادت مصادر إسرائيلية بأنّ مسلحين فلسطينيين إستولوا على سيارة ركاب على مفرق “مفكيعيم” في “غلاف غزة”، مشيرةً إلى أنّه تتم مطاردة المسلحين، قبل أن تعلن “القناة 12” الإسرائيلية عن مقتل أربعة مسلحين، وعدم وجود رهائن في السيارة.
وقد أثارت عملية الخطف رعباً لدى المستوطنين، بعدما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صدور “تعليمات للإسرائيليين، بأخذ الحيطة والحذر، بالتزامن مع عملية مطاردة المركبة في (غلاف غزة)”. كما حذرت مصادر إسرائيلية من أنّ المسلحين كانوا “يطلقون النار، في كل الإتجاهات”، من مركبة على مفترق “عسقلان”، وإنسحبوا شمالاً.
وأعلنت “كتائب القسام” أنّها تمكنت “الليلة وفجر اليوم، من التسلل إلى عدد من مواقع الإشتباك لمد مجاهدينا بالقوات والعتاد”، بعدما أفادت، في وقت سابق، بأنّ مفارز المدفعية تُسند “مقاتلينا بالقذائف الصاروخية في (أوفاكيم) و(سديروت) و(ياد مردخاي) وغيرها”. وأعلنت “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لجركة “الجهاد الإسلامي” أن قواتها أجهزت “3 جنود صهاينة كانوا يتحصنون داخل غرفة خرسانية في محيط موقع كيسوفيم العسكري”.
وعلى المقلب الإسرائيلي، قالت الشرطة الإسرائيلية إنّ مسلحين فلسطينيين “ما زالوا داخل الحدود”، و”ما زلنا بعيدين عن الإعلان عن القضاء عليهم”، فيما أعلنت قوات الأمن الإسرائيلية أنّها تحاول “إنقاذ السكان من الإشتباكات الدائرة في (كيبوتس كفار عزة) في (غلاف غزة)”، معلنةً قرار “إخلاء 25 مستوطنة وكيبوتس في منطقة غلاف غزة”. وفي السياق نفسه، قال مراسل قناة “كان” العبرية، إنه “بالرغم من مرور ساعات طويلة على هذه المعركة، هناك مسلحين ومعارك حقيقة تجري في غلاف غزة”.
وأتى هذا في وقت أعلنت فيه “كتائب القسام” أن “مقاتلينا سيطروا على قاعدة (رعيم) العسكرية، مقر قيادة فرقة غزة، وعادوا إلى القطاع”، فيما “المجاهدون لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية في مواقع قتال عدة داخل أراضينا المحتلة”.
تزامناً مع ذلك، تستمر إسرائيل في إحصاء عدد القتلى لديها، والذي وصل أخيراً إلى أكثر من 700، إضافة إلى أكثر من 2100 إصابة، بحسب مصادر إسرائيلية، فيما العدد مرجح للإرتفاع، نظراً إلى وجود أكثر من 200 إصابة في “حالة خطيرة”. كما أفادت مصادر إسرائيلية بسقوط 30 شرطياً إسرائيلياً منذ بداية الهجوم، ونشرت أسماء 26 جندياً قُتلوا على أيدي “القسام”، بعدما كانت “كتائب القسام” قد أعلنت “مقتل قائد كتيبة الإتصالات في الجيش الإسرائيلي”، الذي اعترف المتحدث بإسمه “عشنا أوقاتاً عصيبة في الساعات الأربع والعشرين الماضية”. ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن “عدد الأسرى والمفقودين في قطاع غزة يصل الى أكثر من 100”.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إحصائية الشهداء والإصابات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع صباح يوم أمس، مشيرةً إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 370 مواطناً، وإصابة 2200 مواطن بجروح مختلفة، من بينهم أطفال.
يأتي هذا بعدما عادت القوات الإسرائيلية، أمس، إلى سياسة قصف الأبراج السكنية الآمنة، في محاولة لثني المقاومة الفلسطينية وإجبارها على إنهاء المعركة التي تسببت بخسائر مادية وبشرية ومعنوية غير مسبوقة لها، مستهدفةً حتى الآن نحو 10 أبراج سكنية مأهولة بالمواطنين الآمنين.
واستهدفت أيضاً منازل عدة لقيادات وطنية وازنة، والمقرات الرسمية التابعة للحكومة الفلسطينية. وتعقيباً على قصف الأبراج، أطلقت المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية. كذلك، دمرت الطائرات الإسرائيلية منزلاً مأهول، وأوقعت عدداً من الشهداء في “بيت حانون” شمالي القطاع. وفي السياق، أفادت وزارة الداخلية في غزة بأن “الإحتلال يقوم بإرسال رسائل صوتية مسجلة على هواتف المواطنين في غزة بشكل عشوائي، يطلب منهم مغادرة منازلهم”، داعيةً المواطنين إلى “عدم التعاطي مع مثل هذه الرسائل التي تهدف لإثارة الذعر والخوف”.
مسيّرة الزواري
وكشفت “كتائب القسام” عن دخول مسيّرة الزواري الإنتحارية الخدمة ومشاركتها في الهجوم الذي أطلقته أمس السبت على إسرائيل وسمته “طوفان الأقصى”.
#فيديو | كتائب القسام: لقطات مصورة تظهر مُسيّرة "الزواري" الانتحارية، خلال مشاركتها في عملية #طوفان_الأقصى.
🚨 تابعنا عبر قناة التيليغرام لتصلك الأخبار أولاً بأوّل في تغطية خاصة على مدار الساعة: https://t.co/kNLyhu2OKp pic.twitter.com/QWk7tuqhl7
— Ultra Palestine – الترا فلسطين (@palestineultra) October 8, 2023
وقالت كتائب القسام إن سلاحها الجوي شارك بـ35 مسيّرة انتحارية من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال، وساهم في التمهيد الناري لعبور مقاتليها إلى الأراضي المحتلة.
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو لطائرة “الزواري” الانتحارية التي دخلت الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى.
وكانت القسام قد نشرت فيديو صورته طائرة “الزواري” المسيّرة التي نفذت طلعات رصد واستطلاع فوق مواقع الجيش الإسرائيلي وعادت إلى مواقعها سالمة، وذلك قبل نحو عامين.
يشار إلى أنه سبق لـ”القسام” نعت في بيان عسكري في 17 ديسمبر/كانون الأول 2016 الشهيد محمد الزواري، واعتبرت أنه أحد قادتها ومن الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي كان لها دورها في معركة العصف المأكول في 2014.