تستمر الثلاثاء الإشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في محيط غزة، في وقت أعلنت فيه إسرائيل شن غارات جوية مكثفة على القطاع. ووفقاً لآخر الإحصائيات فقد قاربت حصيلة القتلى في غزة إلى الـ700 قتيلاً، فيما تجاوز القتلى الإسرائيللين الـ900. وتوعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إسرائيل بـ”دفع الثمن”. وفي حين واصل الطيران الإسرائيلي قصف مدينة غزة بشكل مكثّف، أعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي السيطر بالكامل على منطقة غلاف غزة. وصادقت الحكومة الإسرائيلي على إستدعاء 360 ألف جندي من الإحتياط.
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن “العدو الإسرائيلي سيدفع ثمناً باهظاً لجرائمه وإرهابه”. وأعلن إن الحركة “أبلغت الجهات التي تواصلت معها بشأن أسرى العدو أن هذا الملف لن يفتح قبل نهاية المعركة”، مشيراً إلى أن “عملية طوفان الأقصى فلسطينية القرار والتنفيذ وهذا لا يقلل قناعتنا بوجوب مشاركة كل أبناء أمتنا”. وبيّن أن “وحشية الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، في غزة تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة.
وبينما تجاوز عدد القتلى الإسرائيليين 900، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة إرتفاع عدد الشهداء إلى 687، بينهم 140 طفلاً و105 نساء.
وفي وقت سابق اليوم، كشف المتحدث العسكري الإسرائيلي أن العمل جار لإغلاق الفتحات والثغرات التي أحدثها أفراد كتائب القسام في السياج الأمني مع غزة فضلاً عن ترميم البنى التحتية مثل الكاميرات والمجسات.
يأتي ذلك، بعد يوم كثف فيه الجيش الإسرائيلي قصفاً على غزة أوقع عشرات الشهداء كما أحدث دماراً كبيراً في البنى التحتية.
وإعتبرت حماس أن “مواقف بعض الأطراف الداعمة للإحتلال تشكّل غطاء لتشجيعه في حربه على الشعب الفلسطيني”. ودعت أحرار العالم “للنفير تضامناً مع الشعب الفلسطيني ونصرة لقضيته العادلة وحقوقه المشروعة في الحرية والإستقلال”.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي فرض حصاراً كاملاً على قطاع غزة وقطعاً كلياً للمياه عنه، نشر، صباح الثلاثاء، قائمة جديدة بأسماء قتلاه ضمت 38 جندياً وضباطاً آخرين قتلوا منذ بدء المواجهات مع المقاومة الفلسطينية السبت الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 124 قتيلاً.
وبالتزامن مع تطورات “طوفان الأقصى” والهجمات الإسرائيلية على غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل نائب قائد اللواء 300 خلال إحباط عملية تسلل من لبنان تبنتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ووقع خلالها تبادل للقصف أدى إلى مقتل 3 عناصر لحزب الله، ما دفع الجيش الإسرائيلي بحشد مئات من الجنود وبدبابات عند الحدود مع لبنان، في ظل التوتر على الجبهة الشمالية.
في المقابل، أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت تقديرات بإحتمال إرتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى ألف، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تحديث قوائم القتلى في صفوفه تباعاً.
إستدعاء الإحتياط
إلى ذلك، صادقت الحكومة الإسرائيلي، الثلاثاء، على إستدعاء حوالي 360 ألف جندي من الإحتياط. وبحسب صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، وافق الوزراء في إستفتاء عبر الهاتف على إقتراح وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت بإستدعاء نحو 360 ألف جندي في قوات الإحتياط.
كما أعادت مئات الجنود الإسرائيليين من الخارج، كجزء من الجهود لحشد المزيد من القوات لمواصلة القتال، ونقلت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي من طراز “وحيد القرن” و”شمشون” مئات من الجنود الذين كانوا في بلدان مختلفة في جميع أنحاء أوروبا إلى إسرائيل.
وقال سلاح الجو الإسرائيلي الثلاثاء إنه أرسل طائرات إلى أوروبا لإعادة مئات الإسرائيليين من هناك ليؤدوا الخدمة العسكرية كجنود إحتياط خلال الحرب الدائرة في غزة منذ مطلع الأسبوع. وكتب في منشور على وسائل التواصل الإجتماعي يقول إن طائراته من طراز هيركوليز شاركت في الجسر الجوي الطارئ. ولم يوضح من أي مكان في أوروبا جاء جنود الإحتياط.
حشد غير مسبوق
وقال المتحدث العسكري الأدميرال دانيال هاغاري “لم يسبق لنا إستدعاء جنود إحتياط بهذا العدد.. مستمرون في الهجوم”، موضحاً أنه “خلال الـ24 ساعة القادمة، سنقوم بإخلاء كافة المناطق المتاخمة للسياج مع قطاع غزة، لكن لن يتم إخلاء مدينة سديروت في هذه المرحلة”.
وبعث الجيش الإسرائيلي برسائل هاتفية يطلب فيها من الفلسطينيين مغادرة بعض المناطق في غزة، مما يشير إلى هجوم بري جديد يمكن أن يفوق في شدته ما حدث في أي مداهمات سابقة في القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن الثمن الذي ستدفعه غزة “سيغير الواقع لأجيال”، وإن إسرائيل تفرض حصاراً كاملاً، وتحظر دخول واردات الغذاء والوقود.