أعرب المتحدث بإسم “مجلس الأمن القومي” الأميركي جون كيربي، عن عدم إعتقاده بأن من مصلحة الجيش الإسرائيلي القتال في جبهة ثانية، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تجنب المزيد من التصعيد عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
وقال كيربي، خلال مقابلة مع قناة “MSNBS”، إن الولايات المتحدة تراقب التطورات على الحدود اللبنانية بـ”قلق بالغ بكل تأكيد.. لا نرغب في أن نشهد تفاقم هذا الصراع أو اتساع نطاقه”. وأضاف إنه لا يعتقد أن من مصلحة إسرائيل أن تقاتل في جبهة ثانية وتدافع عنها.
أمّا غوتيريش، فأعرب أمام صحافيين عن قلقه من الهجمات التي شُنّت من لبنان نحو إسرائيل، مناشداً “جميع الأطراف، وأولئك الذين لهم تأثير على تلك الأطراف، تجنّب أيّ مزيد من التصعيد وامتداده”.
حاملة طائرات ثانية
وقال كيربي إنه من المقرر منذ فترة طويلة، قبل هجوم حماس على إسرائيل، أن تبحر حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت آيزنهاور” نحو البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً: يمكن إذا إقتضى الأمر توجيهها إلى شرق المتوسط، للإلتحاق بحاملة الطائرات “جيرالد فورد”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، وصول أول طائرة تحمل ذخيرة أميركية متطورة. وقال: “هبطت في قاعدة نفاتيم الجوية الليلة طائرة محملة بذخيرة أميركية حديثة ومتطورة، حيث ستخصص هذه الذخيرة لتوجيه ضربات ملموسة، والإستعداد لسيناريوهات أخرى”.
حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد”
والأحد، أمرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” بالإبحار إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتكون جاهزة لمساعدة الجيش الإسرائيلي. وأوضحت أن السفينة “يو إس إس جيرالد آر فورد” سيرافقها ما يقرب من 5000 من عناصر البحرية الأميركية وطائرات مقاتلة وطرادات ومدمرات.
وكانت حاملة الطائرات، ومقرها نورفولك بولاية فيرجينيا، موجودة بالفعل في البحر المتوسط، وأجرت الأسبوع الماضي مناورات بحرية مع إيطاليا في البحر الأيوني، وهي حاملة الطائرات الأحدث والأكثر تقدما في الولايات المتحدة، وهذا هو أول انتشار كامل لها. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن استعداد الولايات المتحدة لتزويد الاحتلال الإسرائيلي بكل ما تحتاج إليه.
الأسرى
وأكد كيربي إجراء واشنطن محادثات مع قطر ودول أخرى لأجل إطلاق سراح الرهائن، في وقت دعت فيه ألمانيا قطر إلى القيام بدور فاعل في المساعي لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفوا بعد هجوم حماس على إسرائيل.
كما أكد كيربي إن الولايات المتحدة “تعمل بنشاط” مع إسرائيل ومصر لتوفير ممر آمن للمدنيين من غزة في ظل القصف الإسرائيلي. وقال خلال مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، “نناقش هذا الأمر بنشاط مع نظرائنا الإسرائيليين والمصريين. نؤيد ممراً آمناً للمدنيين”.
وكانت مصادر مصرية مطلعة على جهود القاهرة الخاصة بوقف التصعيد في الأراضي المحتلة وقطاع غزة قد كشفت عن إتصالات مكثفة بين المسؤولين في القاهرة والإدارة الأميركية من أجل الوصول لحلول عاجلة بشأن الوضع الإنساني في القطاع.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن المشاورات الجارية تدور في إطار الأوضاع الإنسانية فقط في الوقت الراهن، كاشفاً عن أن الإدارة الأميركية بحثت مع المسؤولين المصريين إمكانية ترتيب ممر آمن للأجانب المتواجدين في القطاع وحاملي الجنسية الأميركية للوصول إلى معبر رفح ومنه إلى مصر.
في المقابل، أوضح المصدر نفسه، أن القاهرة طالبت المسؤولين في واشنطن بضرورة الضغط على تل أبيب من أجل إدخال المساعدات العاجلة ممثلة في الدواء والوقود.
يأتي ذلك فيما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأربعاء إنّ ألمانيا تدعو قطر، إلى جانب دول الشرق الأوسط الأخرى، إلى القيام بدور فاعل في المساعي لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفوا بعد هجوم حماس على إسرائيل.
وأكدت بيربوك أمام البوندستاغ عشية استقبال المستشار أولاف شولتز أمير قطر في برلين، أنّ هذه الجهات الفاعلة، “بما فيها قطر، يجب أن تؤدي دوراً مهماً لأن لديها قنوات اتصال لا نملكها”.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري الثلاثاء، إنه “من السابق لأوانه” إجراء محادثات بشأن تبادل محتمل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، معتبراً أنّه “من الصعب للغاية القول إنّ أيّ طرف يمكنه البدء بالوساطة”. وأضاف “أعتقد أننا بحاجة لمتابعة التطوّرات على الأرض”.