مع دخول عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وأدت إلى مقتل 1300 إسرائيلي، يومها الثامن، يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مخلفاً أكثر من 2200 شهيد، و7696 مصاباً، بينما ردّت المقاومة باستهداف بلدات إسرائيلية بالصواريخ. وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن “الهجوم البري الإسرائيلي لاقتحام قطاع غزة سيبدأ الليلة”.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن “ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان همجي وانتهاكات مروّعة من جيش الاحتلال، ترقى جميعها إلى جرائم حرب وفقا لاتفاقيات جنيف الرابعة”.
وعلى الصعيد الدولي، دعا مشروع قرار روسي أمام مجلس الأمن الدولي، إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، وإيصال المساعدات للمحتاجين، بينما يُنتظر إنتهاء المهلة التي منحها الجيش الإسرائيلي لإجلاء سكان شمالي غزة (نحو 1.1 مليون)، إلى جنوبي القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت حصيلة قتلاه منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، وقام بتحديث البيانات على موقعه الإلكتروني، ليصبح عدد القتلى من الجنود الآن 265 جندياً، حيث ذكر أن هناك جنديات بين الجنود القتلى أيضاً.
مجزرة جديدة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة سقوط عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة بدير البلح وسط القطاع نتيجة قصف مربع سكني.
وقال مدير العلاقات والإعلام في المحافظة الوسطى ماجد كَلّوب للجزيرة إن معظم من سقطوا في القصف من النساء والأطفال. وأضاف أن عشرات الجثث لا تزال في الشوارع وتحت الأنقاض. وأشار إلى أن جهود المسعفين والمدنيين متواصلة لإنقاذ جرحى مجزرة دير البلح. كما ناشد العالمين العربي والإسلامي تقديم المساعدة الفورية لقطاع غزة.
يأتي ذلك بينما دخلت عملية طوفان الأقصى أسبوعها الثاني وسط استمرار العدوان الإسرائيلي بالقصف الجوي والمدفعي على أحياء متفرقة من قطاع غزة.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، شهد القطاع أعنف موجة قصف خلفت أكثر من 250 شهيداً في يوم واحد، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية القصف الإسرائيلي إلى 2215 شهيداً و8704 مصابا في قطاع غزة، و54 شهيدا وأكثر من 1100 مصاب في الضفة الغربية منذ السبت الماضي.
وبعد أسبوع من القصف المتواصل على مدار الساعة لجميع مناطق قطاع غزة، دمر الاحتلال أحياء بالكامل، وقالت وزارة الصحة في القطاع إن 50 عائلة فلسطينية أبيدت بشكل كامل بعد قتل جميع أفرادها. كما قطّع القصفُ أوصال القطاع باستهداف الشوارع والطرق الرئيسية، مما جعل النزوح أو الهروب مهمة شبه مستحيلة.
إستشهاد 700 طفل خلال أسبوع
أعلن مسؤول بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إستشهاد 700 طفل في غزة وإصابة 1600 آخرين منذ اندلاع الأحداث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال مسؤول الإعلام في مكتب اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس، في تصريحات لموقع أخبار الأمم المتحدة، إن عدد القتلى من الأطفال في غزة حتى الآن يبلغ 700 طفل، بينما أصيب 1600 بجروح، مشيرا إلى أن هذه الأعداد في ازدياد.
وأضاف عويس أن الوضع في قطاع غزة صعب جدا، وأنه سيكون كارثيا إذا استمر على ما هو عليه، إذ ستنجم عنه كارثة إنسانية في ظل العنف المتواصل منذ أيام. وأكد أن التأثير على العائلات والأطفال لا يتمثل في الوفيات والإصابات فحسب، بل في التأثير النفسي أيضا، وتأثرهم بانقطاع الإمدادات، في ظل منع دخول الإمدادات إلى قطاع غزة، وقطع المياه والكهرباء.
وأشار إلى تأثير ذلك على المستشفيات التي لدى بعضها وقود يكفي لتشغيلها لبضعة أيام فقط. وقال إن خطر تعرض الأطفال للأمراض يزداد بشدة بسبب تضرر شبكات المياه والصرف الصحي.
قرار الهجوم البري إتُخذ رسمياً
أعلن الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، الإستعداد لتوسيع نطاق الهجوم وتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية، التي تشمل، هجوماً مشتركاً ومنسقاً من الجو والبحر والبر.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي، “القوات البرية ومديرية التكنولوجيا واللوجستيات تعملان على إعداد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي لتوسيع نطاق القتال”.
وبحسب البيان، فإن كتائب وجنود الجيش الإسرائيلي منتشرون في جميع أنحاء البلاد وهم مستعدون لزيادة الإستعداد للمراحل المقبلة من الحرب، مع التركيز على العمليات البرية الهامة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي “تنتشر الكتائب المختلفة وقوات جيش الدفاع في كافة أنحاء البلاد استعداداً لرفع مستوى الجاهزية وتمهيدا للمراحل المقبلة من لحرب، ولا سيما العملية لبرية الواسعة”.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن “الهجوم البري الإسرائيلي لاقتحام قطاع غزة سيبدأ الليلة”.
مقتل قائد هجوم 7 تشرين!
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه قتل في غارة جوية قياديًا في حركة حماس قاد هجوم السابع من تشرين الأول على البلدات الحدودية مع قطاع غزة. وقال في بيان إن “طائرة عسكرية إسرائيلية قتلت علي قاضي قائد سرية من قوة النخبة التابعة لحركة حماس”. ولم يصدر تأكيد من حماس حول ذلك.
כלי טיס של צה"ל, בהכוונה מודיעינית של שב"כ ואמ"ן, חיסלו את עלי קאצ'י, מפקד בכוח הנח'בה של ארגון הטרור חמאס, שהוביל מתקפת טרור ביישובי עוטף עזה בסוף השבוע האחרון. בשנת 2005 עלי נעצר בעקבות חטיפה ורצח של ישראלים והוחזר כחלק מעסקת גלעד שליט pic.twitter.com/BrywmHEQOZ
— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) October 14, 2023
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قيادي عسكري كبير في حركة حماس في ضربة جوية إسرائيلية خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وقال المتحدث العسكري في بيان أن “قائد العمليات الجوية، مراد أبو مراد، قتل خلال ضربة جوية على مركز قيادي لحماس نفذت الحركة منه “نشاطها الجوي”، في إشارة الى استخدام حماس الطائرات الشراعية الآلية في هجومها على إسرائيل”.
مقتل 9 أسرى
أعلنت كتائب القسام، اليوم السبت، مقتل 9 أسرى بينهم 4 أجانب جراء القصف الإسرائيلي على غزة، وقالت في بيان عبر قناتها على تليغرام “تعلن كتائب القسام عن مقتل 9 أسرى آخرين من أسرى المعركة لديها، بينهم 4 أجانب خلال 24 ساعة الماضية جراء القصف الصهيوني على أماكن يوجد فيها هؤلاء الأسرى”.
ولم تعلن حركة حماس بعد عن عدد الأسرى الإسرائيليين خلال العملية التي أطلقتها المقاومة السبت الماضي داخل إسرائيل، لكن تقديرات إسرائيلية أشارت إلى أسر أعداد كبيرة من مواطنيها.
وفي سياق متصل، نشرت كتائب القسام صوراً لهجومها على حشود عسكرية إسرائيلية شرق خان يونس ظهر اليوم. وبثت مشاهد من استهداف حشود الجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون من العيار الثقيل ضمن معركة طوفان الأقصى.
تحطم مروحية إسرائيلية
كشفت قناة الـ “13 الإسرائيلية”، اليوم السبت، تفاصيل “كارثة” كادت أن تحصل لجنود مروحية، خلال حركة هجوم المقاومة الفلسطينية على مناطق الغلاف السبت الماضي.
ولفتت القناة إلى أنه “يوم السبت الأسود، نقلت مروحية يسعور العشرات من المظليين إلى المعركة الصعبة في كيبوتس بئيري”.
وأشارت إلى “تمكّن عناصر حماس من ضربها بقذيفة “آر بي جي”، لكن تمكنت من الهبوط واحترقت المروحية بالكامل”.
وذكرت قناة الـ “13 الإسرائيلية”، أن كتائب القسام أسقطت مروحية عسكرية في اليوم الأول من الهجوم في عملية طوفان الأقصى”.
إخلاء مستشفيات في غزة
قالت جهات طبية فلسطينية، اليوم السبت، إن الجيش الإسرائيلي طلب إخلاء عدة مستشفيات في مدينة غزة وشمال القطاع. وأعلنت إدارة مستشفى العودة الحكومي في شمال قطاع غزة تلقيها “بلاغات رسمية من جيش الاحتلال بضرورة إخلاء كامل للمستشفى بما في ذلك المصابون والمرضى”. وقال مصدر مسؤول في مستشفى “القدس” في مدينة غزة، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي أنذرهم بإخلاء المستشفى فوراً”.
في المقابل، طالبت وزارة الصحة بغزة الطواقم الطبية في المستشفى الميداني الأردني بعدم مغادرة القطاع وعدم التخلي عن دورهم الكبير.
بدورها، قالت حركة حماس إن “مطالبة جيش الاحتلال المستشفيات بالإخلاء جريمة جديدة، وتعكس النوايا الإجرامية المبيتة ضد قطاع غزة بمنع الخدمات الصحية الأساسية والطارئة”، ودعت الحركة، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ذات العلاقة إلى التدخل العاجل لوقف إسرائيل عن مخططاتها الإجرامية باستهداف المستشفيات والأطقم الطبية وبقية المؤسسات العاملة في الحقل الإنساني.
وطالب الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي بالتدخل لوقف القرار الإسرائيلي بإخلاء مستشفى القدس في غزة، كما طالب مستشار الأونروا في غزة، إسرائيل بوقف الإخلاء القسري ووقف إنذاراتها للمستشفيات.
وحسب وزارة الصحة، أدت هجمات إسرائيل إلى إخلاء مستشفى الدرة للأطفال شرق غزة أمس ونقل المرضى والطواقم إلى مستشفى النصر للأطفال وذلك بعد استهدافه بقنابل الفوسفور، وكان هذا هو المستشفى الثاني الذي يخرج عن الخدمة في قطاع غزة من إجمالي 8 مستشفيات، بعد مستشفى بيت حانون بسبب الاستهداف الإسرائيلي.
“جرائم حرب”
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية أن “عدوان” إسرائيل على قطاع غزة يرقى إلى “جرائم حرب”، وذلك في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وفي بيان، قال هنية إنه أكد فيها أن “ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان همجي وانتهاكات مروّعة من جيش الاحتلال، ترقى جميعها إلى جرائم حرب وفقا لاتفاقيات جنيف الرابعة”.
وطالب بـ”الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي “للوقف الفوري لهذه الجرائم واحترام التزامات القانون الدولي الإنساني”.
“العار على نتنياهو”
ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة خلال مظاهرة في تل أبيب، حكومة نتنياهو الإسراع بعقد صفقة أسرى. وقال الأهالي: “في النهاية سيكون هناك صفقة تبادل، ماذا تنتظرون؟ لماذا تضيعون الوقت؟”. وقالوا لرئيس الحكومة الإسرائيلية “أهلنا أُسِروا في غزة، العار على نتنياهو فليذهب إلى السجن”.
إلى ذلك، قال مكتب نتنياهو في بيان إنه زار جنود مشاة إسرائيليين في غلاف قطاع غزة يوم السبت. ونشر المكتب تسجيلا مصورا مصاحبا للبيان ظهر فيه نتنياهو وهو يقول لهم “هل أنتم مستعدون للمرحلة التالية؟ إنها مقبلة”. ولم يعرض التسجيل توضيحاً سوى أنه أظهر جنود المشاة يومئون برؤوسهم ردا على سؤاله.
ليبرمان ينضم إلى “حكومة الطوارئ”
إنضم رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، السبت، إلى “حكومة الطوارئ” في إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو، بحسب بيان صدر عن حزب “الليكود” الذي يتزعمه الأخير.
وقال حزب “الليكود” في بيان، إن “نتنياهو دعا رئيس حزب يسرائيل بيتنا وعضو الكنيست (البرلمان) أفيغدور ليبرمان للانضمام فورا إلى الحكومة السياسية الأمنية (الطوارئ) وإضافة وزير آخر إلى الحكومة نيابة عن حزبه”. وأضاف: “وافق عضو الكنيست ليبرمان على دعوته، إذ رحب رئيس الوزراء نتنياهو بانضمامه”.
وفي تصريح صحفي أدلى به ليبرمان، الاثنين الماضي، قال: “يجب أن تكون أولوياتنا واضحة، وهي القضاء على حماس وقادتها، فبهذه الطريقة فقط يمكننا استعادة الأمن لسكان الجنوب وبقية مواطني إسرائيل، وإعادة الرهائن”.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اشترط ليبرمان للانضمام إلى حكومة الطوارئ، أن “يتعهد نتنياهو بأن الحكومة الإسرائيلية تعتزم القضاء على منظمة حماس وجميع قادتها”.