تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بالقتال حتى النصر” في غزة، مما يشير إلى عدم توقف القصف العسكري أو التراجع عن الغزو البري المتوقع للقطاع بعد أن أفرجت حركة حماس عن رهينتين أميركيتين.
وأطلقت حركة حماس يوم الجمعة سراح الأميركية جوديث (59 عاماً) وإبنتها ناتالي (17 عاماً) اللتين إعتقلتا في هجومها على جنوب إسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
https://www.youtube.com/watch?v=XgbqkNake2U
وأظهرت مشاهد بعد إطلاق سراحهما الأم وإبنتها محاطتين بثلاثة جنود إسرائيليين وتمسك كل واحدة منهما بإحدى يدي جال هيرش المنسق الإسرائيلي لشؤون الأسرى والمفقودين.
وقال نتنياهو في بيان صدر في وقت متأخر من مساء الجمعة “إثنان من مختطفينا موجودان في الوطن. لن نتخلى عن جهودنا لإعادة جميع المختطفين والمفقودين”. وأضاف “وفي الوقت نفسه سنواصل القتال حتى النصر”.
وقال أبو عبيدة المتحدث بإسم “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة حماس في بيان “إستجابة لجهود قطرية أطلقنا سراح محتجزتين أميركيتين (أُم وابنتها) لدواع إنسانية، ولنثبت للشعب الأميركي والعالم أن إدعاءات (الرئيس جو) بايدن وإدارته الفاشية هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة”.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في بيان “سنواصل حوارنا مع الإسرائيليين وحماس، ونأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى الإفراج عن كل الرهائن المدنيين من كل الجنسيات، بهدف تخفيف حدة الأزمة الحالية واستعادة السلام”.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحث مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة الماضية، في الدوحة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتداعيات الوضع الإنساني هناك. وقال بلينكن إنه أعرب خلال لقائه بأمير دولة قطر عن تقديره لجهود الدوحة في تأمين عودة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
ويوم السبت، قال أبو عبيدة أن الحركة كانت تعتزم إطلاق سراح رهينتين أخريين “لأسباب إنسانية” لكن إسرائيل رفضت استقبالهما. وأضاف في بيان مقتضب أن الكتائب أبلغت قطر، الجمعة، بنية حماس إطلاق سراح الرهينتين.
وجاء في البيان: “قمنا بإبلاغ القطريين مساء الجمعة أننا سنطلق سراح كل من نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز لأسباب إنسانية قاهرة ودون مقابل إلا أن الحكومة الإسرائيلية رفضت إستلامهما”.
من جانبه قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لن يتعامل مع ما وصفه بدعاية حماس الكاذبة وإن الحكومة ستواصل العمل بكل السبل لإعادة جميع الرهائن.
وكان متحدث بإسم الجيش الإسرائيلي قال لشبكة “سي إن إن” الأميركية إنه ليس بصدد القول إن جميع الجنود والرهائن سيعودون بأمان و”لكن إسرائيل ملتزمة بهزيمة حماس”. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى ارتفاع عدد المختطفين الإسرائيليين في غزة إلى 210 أشخاص.
مظاهرات ذوي الأسرى
في السياق، تظاهر المئات من عائلات الأسرى لدى حماس في غزة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، مطالبين نتنياهو بالتنحي وإعترافه بالفشل وإعادة أبنائهم إلى غزة.
ومن المتوقع أن تتصاعد هذه المظاهرات في قادم الأيام حيث ترى عائلات الأسرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تفعل الكثير للإفراج عن ذويهم، كما أنها لا تضع هذا الأمر هدفاً رئيسياً ضمن أهداف الحرب.
وتأتي مخاوف أهالي الأسرى بعد أن تحدث أكثر من مسؤول سياسي وعسكري عن أهداف الحرب ولم يذكروا قضية الأسرى كأحد أهدافها. ومما زاد من مخاوفهم ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عندما تحدث عن أهداف الحرب دون التطرق إلى مسألة الأسرى.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس تخشى عواقب أي تدخل بري في الأيام المقبلة. وأشارت إلى أن المفاوضات المتعلقة بالمحتجزين تشكل موضوعا حساساً بقدر ما هو سري. وأكدت الصحيفة أن عائلات المحتجزين تعلق آمالها بدور دول بينها قطر في التوصل لإطلاق مزيد منهم عبر ما تقوم به من وساطات.
في المقابل، أشارت لوموند إلى ما يبدو إستراتيجية حكومة نتنياهو في هذا الملف من خلال تأكيد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن قضية المحتجزين هي جوهر أي نقاش حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
إسرائيل لن توقف الحرب
وتحشد إسرائيل دبابات وقوات بالقرب من قطاع غزة إستعداداً لغزو بري محتمل. وأدى قصفها لغزة إلى مقتل ما لا يقل عن 4500 فلسطينياً بينهم مئات الأطفال بالإضافة إلى تشريد أكثر من مليون شخص، وفقا لما ذكره مسؤولون فلسطينيون.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمام لجنة بالكنيست إن تحقيق إسرائيل لأهدافها لن يكون سريعاً أو سهلاً. وتابع “سنطيح بمنظمة حماس.. سندمر بنيتها العسكرية والحكومية.. إنها مرحلة لن تكون سهلة.. سيكون لها ثمن”. وقال إن المرحلة اللاحقة ستكون أطول لكنها تهدف إلى تحقيق “وضع أمني مختلف تماماً” لن يشكل أي تهديد لإسرائيل من غزة. وأردف “ليس يوماً وليس أسبوعاً وللأسف ليس شهراً”.
وكان غالانت قد وصل، السبت، قرب حدود قطاع غزة في ساعة متأخرة من الليل للقاء مسؤولين في الجيش، حيث تابع عن كثب جاهزية القوات الإسرائيلية للقيام بغزو بري محتمل للقطاع.
وقال غالانت، الأحد، إن الحرب قد تستغرق شهراً أو شهرين أو 3 لكن في نهايتها لن يكون هناك حماس. وأضاف: “قبل أن تلتقي حماس بقوات المشاة والمدرعات الإسرائيلية فإنها تستقبل حاليا قنابل سلاح الجو”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، السبت، لقادة لواء جولاني، “سندخل إلى قطاع غزة، سنخوض مهمة عملياتية بهدف القضاء على العناصر التابعة لحماس وستنذكر في أذهاننا كذلك صور ومشاهد الذين سقطوا قبل أسبوعين”.
وأضاف هاليفي: “غزة معقدة، غزة مكتظة، العدو يحضّر الكثير من الأشياء فيها لكننا نحضّر له أيضاً. وترافقنا في المناورة البرية كافة قدرات جيش الدفاع، كونوا جريئين بهذا التفكير. كونوا عازمين للغاية، وانقلوا الشعور بالثقة البالغة لجنودكم هذه الروح ستحقق النصر. مهنيتكم ستحدد النتيجة، أنا واثق بكم جدا، أنا فخور بكم جدًا، هذا فخر وهذه قوة وبهذه القوة ستنتصرون”.
وكشفت وكالة أنباء “بلومبرغ” أن إسرائيل تواجه ضغوطاً أميركية وأوروبية غير معلنة، لتأخير خطة الهجوم البري في غزة، أملاً في عقد صفقة لتحرير المحتجزين لدى حركة حماس.