قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، إن توغل قواته بقطاع غزة حقق “إنجازات مهمة”، لكنه أعرب عن أسفه لدفعها “ثمناً” خلال المعارك.
جاء ذلك في كلمة متلفزة لغالانت على حدود قطاع غزة، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي. وقال غالانت: “إلتقيت اليوم جنود الجيش على حدود قطاع غزة (..) إنهم ينفذون عملية حازمة، وهناك تعاون بين القوات البرية والجوية والبحرية”.
وأضاف: “هناك إنجازات مهمة جداً على الأرض، نستهدف المخربين على كل المستويات، من أولئك الذين يقاتلون على الأرض وصولا للقادة”. وتابع: “للأسف هناك أيضا ثمن ندفعه، مثلما يحدث في كل معركة”.
وقال غالانت، مساء الأربعاء، إنّ إسرائيل مستعدة على كل الجبهات، لكنها غير معنية بأي حرب إضافية، مؤكداً أن “حماس تتلقى ضربات قاسية، والحرب تتقدم حسب الأهداف الموضوعة”.
وبشأن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الجمعة المقبل، قال غالانت إنّ اسرائيل ليس لديها “رغبة في حرب في تلك المنطقة، لكنها مستعدة بشكل قوي، وسلاح الجو في الشمال جاهز”، مضيفاً أن “حزب الله في حالة ردع الآن، ولا يرغب في تحويل بيروت إلى غزة”.
وفي حديثه عن مجريات الحرب في قطاع غزة، خصوصاً مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل عدد من جنوده، أشار غالانت إلى أن “للحرب ثمناً باهظاً ومؤلماً، لكنه ضروري، وسنستغل كل فرصة لإعادة المخطوفين”. وتابع: “أكثر من عشرة آلاف قذيفة ألقيت على غزة، وليس أمام العدو إلا أن يختار بين الموت أو الإستسلام”.
وفي رسالة إلى عائلات الأسرى لدى حماس، قال الوزير الإسرائيلي: “لم ننسكم، ونحن حريصون على إعادة جميع المخطوفين، ومصممون على تحقيق كل الأهداف”.
وفي ما يتعلق بإطلاق الحوثيين مسيّرات نحو إسرائيل، أكد غالانت أن جيشه “يعرف ما يجري، ويعرف ما يجب أن يقوم به”.
ومساء الثلاثاء، إعترف غالانت خلال لقائه جنود في قاعدة “بلماحيم” الجوية وسط إسرائيل، بـ”دفع ثمن باهظ” خلال المعارك في غزة، رغم تأكيده تحقيق الجيش “إنجازات كبيرة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع حصيلة قتلاه بقطاع غزة منذ الثلاثاء إلى 15، ما يرفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، إلى 328، وفق القناة 13 الإسرائيلية.
كما وصف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، خسائر الجيش الإسرائيلي بأنها “مؤلمة”.
ومنذ الثلاثاء، يعلن الجيش الإسرائيلي في أكثر من بيان، عن معارك شرسة تدور داخل أرض قطاع غزة، عقب التوغل من أكثر من محور.
وزيران يهاجمان غالانت
وأيّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في هجومه على وزير الدفاع يوآف غالانت بسبب دعوته لتحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.
وقال بن غفير في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرنوت إن: “الوزير سموتريتش على حق. ويجب ألا نعود إلى المفهوم الخطير. السلطة الفلسطينية، التي تدعم المجزرة التي ارتكبها إرهابيو حماس في 7 أكتوبر، لا تستحق أن تتلقى شيكلا واحدا… السلطة الفلسطينية ليست بديلا عن حماس، إنها حليفة لحماس.. وهذه هي الطريقة التي يجب أن تعامل بها.. الآن وبعد الحرب”.
وهاجم وزير المالية سموتريتش وزير الدفاع غالانت بسبب دعوته خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء إلى “التحويل الفوري” لعائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.
وقال إن موقف غالانت المؤيد لتحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية هو “خطأ فادح.. لا أنوي السماح لدولة إسرائيل بتمويل أعدائنا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) الذين يدعمون إرهاب حماس. السلطة الفلسطينية ليست الحل، بل هي جزء من المشكلة. نحن لا نكرر الأخطاء والمفاهيم التي انفجرت في وجوهنا”.
وأشار غالانت خلال المؤتمر الصحفي إلى أن وزير المالية الإسرائيلي يعارض تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية، مضيفا “يجب تحويلها للحفاظ على الهدوء بالضفة الغربية، يجب تنفيذ قرار الطاقم الوزاري الأمني المصغر بنقل أموال عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية بسرعة”. وقال: “نقل الأموال للسلطة الفلسطينية سيكون لصالح قوات السلطة التي تساعد في منع الإرهاب والأحداث الجماهيرية”.
وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين فجر الأربعاء من أن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قد ينقلب ضد إسرائيل إن لم تتم السيطرة عليه.