يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ40، وفي حين أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي أنهم بدأوا في حفر قبور للشهداء بالمستشفى، إقتحم الجيش الإسرائيلي المجمع الطبي بزعم إطلاق عملية ضد حركة حماس فيه. في حين حذرت الفصائل الفلسطينية من إرتكاب مجزرة وحمّلت الجيش الإسرائيلي وواشنطن كامل المسؤولية.
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47، لكن كتائب عز الدين القسام أعلنت أن مقاتليها تمكنوا منذ صباح الثلاثاء من قتل 9 جنود إسرائيليين وتدمير 22 من الدبابات والآليات، كلياً أو جزئياً، في كافة محاور التوغل بقطاع غزة.
وقال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت، إنه “لم تطلق رصاصة واحدة على قوات الإحتلال الإسرائيلي خلال إقتحامها مجمّع الشفاء الطبي الليلة الماضية”.
وقال في مقابلة مع الجزيرة إن “قوات الإحتلال إقتحمت مبنيي الجراحات والطوارئ بمجمع الشفاء الطبي، كما دخلت قبو المجمع وفتّشته”.
وأضاف مدير عام المستشفيات أن “الإحتلال أطلق النار على من خرج من الممر الذي زعم أنه آمن للخروج من مجمع الشفاء”، مشيراً إلى أن “المجمع صرح طبي يقدم الخدمة الطبية للمرضى ولا يوجد به مقاومين أو محتجزين”.
وقال زقوت إن “جيش الإحتلال كان يعتقد أن دخول جنوده مجمع الشفاء سيكون نصرا له، لكنه لم يجد أي دليل على وجود المقاومة”، مضيفاً “أبلغنا مندوبة الصليب الأحمر بأن جيش الإحتلال اقتحم المجمع”.
واقتحم الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية مجمع الشفاء الطبي بعد أيام من محاصرته بالدبابات وقطع الوقود والكهرباء عنه، ما أدى لاستشهاد العديد من مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج.
واضطرت إدارة المستشفى أمس الثلاثاء لدفن 100 جثة في باحة بعد تحللها، حيث منع الجيش الإسرائيلي تجهيزها ودفنها وفق الإجراءات العادية.
وتزعم إسرائيل أن مجمع الشفاء يضم مركز قيادة تابعة لحركة “حماس”، لكن الحركة نفت كلياً هذه الرواية وطالبت بلجنة أممية لمعاينة الوضع.
الرواية الإسرائيلية
وأعلن متحدث بإسم الجيش الإسرائيلي البدء بالعمل ضد حركة حماس في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي، وهو يستند إلى معلومات إستخباراتية وحاجة عملياتية. وأضاف في بيان أن العملية لا تستهدف المرضى والطواقم الطبية والمواطنين المقيمين داخل المستشفى.
وجاء في البيان أن جهوداً سبقت العملية لإخلاء المستشفى من المرضى والنازحين شملت فتح محور تنقل خاص من داخله، كما تم إبلاغ إدارة المستشفى مسبقاً عن توقيف الدخول إلى المجمع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل حتى الآن عملياتها المركزة داخل مستشفى الشفاء بغزة، وإن نشاطه يجري في مجمع محدد تتوفر عنه معلومات استخباراتية.
وأكد أنه “لا معلومات عن وجود الرهائن في مستشفى الشفاء وعملية التمشيط متواصلة، وأنه لم تقع إصابات في صفوفه خلال العملية.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن العملية تضم قوات الجيش وفرقاً طبية ومتحدثين باللغة العربية “بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين”.
وقال متحدث بإسم الجيش الإسرائيلي لشبكة “سي إن إن” (CNN) إن الجيش “دخل مستشفى الشفاء بمهمة وربما يصل إلى مكان يهزم فيه حماس ويطلق سراح الرهائن”.
وكان الجيش الإسرائيلي أبلغ وزارة الصحة في غزة نيته إقتحام مجمع الشفاء الطبي من خلال إتصال هاتفي بين ضابط إسرائيلي ومدير الصحة في غزة الدكتور منير البرش.
وقال المتحدث بإسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الدكتور أشرف القدرة للجزيرة إن “الإحتلال الإسرائيلي أبلغ المسؤولين في مجمع الشفاء الطبي نيته اقتحام المجمع خلال دقائق”.
جريمة حرب
في السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن “إقتحام مجمع الشفاء الطبي جريمة حرب”، وحمّل “قوات الإحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة كامل المسؤولية عن سلامة آلاف الطواقم الطبية والجرحى والنازحين داخل مجمع الشفاء”. كما حذر من إرتكاب مجزرة.
وأكد المدير العام للمكتب إسماعيل الثوابتة للجزيرة أن “الإحتلال سيفشل في إثبات أن مستشفى الشفاء هو مقر لقيادة المقاومة”، لافتاً إلى أنه “يتوقع أن يُدخل الإحتلال أسلحة للمستشفى ويقوم بترتيبها بشكل معين ثم تصويرها”.
من جهتها، قالت حركة حماس إنها “تحمّل الإحتلال والرئيس الأميركي جو بايدن كامل المسؤولية عن إقتحام مجمع الشفاء”. وأضافت في بيان أن “تبني البيت الأبيض لرواية إسرائيل بأن الحركة تستخدم مجمع الشفاء لأغراض عسكرية كان بمثابة الضوء الأخضر للاقتحام”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن “الإحتلال يعجز عن تحقيق أي أهداف عسكرية في غزة لذلك يستقوي على المدنيين والمرضى بمشفى الشفاء”. وأضافت أن “الجريمة البشعة في مشفى الشفاء ترتكب على مرأى من العالم”.
منع حصول كارثة
من جانبه، قال المتحدث بإسم الصليب الأحمر في غزة هشام مهنا، إنهم “مستعدون لممارسة دورهم وسيطاً محايداً”، مشيراً إلى “إفتقاد التدابير الأمنية التي تمكننا من ذلك”.
وبين هشام أنهم تواصلوا مع جميع الأطراف لمنع حدوث كارثة في مجمع الشفاء، مشيراً إلى أن الصليب الأحمر لم يتمكن من إيصال المساعدات والوصول إلى مناطق شمال غزة بسبب الخطورة الشديدة واستهداف الطرق الرئيسة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أكدت، أمس الثلاثاء، أنها تواصل جهودها لضمان الإفراج عن المحتجزين في غزة، خاصة عبر إتصالات مباشرة مع حماس وأفراد آخرين لهم نفوذ لدى الأطراف المعنيين.
ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 700 مريض و39 من الأطفال الخدج و7 آلاف نازح، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع، لإستهداف مستمر بالقصف من الجيش الإسرائيلي، بزعم وجود مقر لحماس، وهو ما نفته الحكومة في غزة مراراً.