كشفت مصادر إسرائيلية أن يوم الإثنين هو “الأقسى” على الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على قطاع غزة. وقالت المصادر إن “9 ضباط وجنود قتلوا وأصيب آخرون في هجومين منفصلين خلال معارك بقطاع غزة في الـ24 ساعة الماضية”. وأضافت أن أحد الهجومين كان إنفجار ذخيرة بشاحنة، مما أدى إلى مقتل وإصابة جنود، أما الآخر فنتج عن قصف مبنى يوجد فيه جنود جنوبي القطاع.
بدورها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن ستاف بيشا الرقيب في لواء غفعاتي مات بسكتة قلبية بعد مقتل جنود تحت إمرته في قطاع غزة. ونقلت القناة عن مقربين من الرقيب الإسرائيلي قولهم إن وفاته ناجمة عن عدم قدرته على تحمل ما رآه في غزة.
وفي اليوم الـ95 للعدوان على قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة 27 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، وقال إنه وسّع عملياته في خان يونس جنوبي القطاع، بينما خاضت المقاومة إشتباكات عنيفة مع قواته شمالاً.
وبالتوازي، واصل الجيش الإسرائيلي إستهداف المدنيين في مناطق عدة بالقطاع مخلفاً شهداء ودماراً، كما نفذ إقتحامات جديدة بـالضفة الغربية.
في غضون ذلك بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين تتناول المرحلة التالية للحرب، في وقت قالت فيه تل أبيب إنها تتجه لخفض وتيرة عملياتها بغزة.
خسائر فادحة
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل 9 من ضباطه وجنوده وإصابة 27 آخرين في المعارك الدائرة في غزة، وقال إنه وسّع عملياته جنوبي القطاع، بينما إندلعت إشتباكات عنيفة شماله.
وأقر الجيش الإسرائيلي بهذه الخسائر الإضافية على دفعتين، وقال إن الضباط والجنود لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ24 الماضية في إشتباكات وسط وجنوبي القطاع، حيث يتركز القتال بين المقاومة والقوات الإسرائيلية.
وبالإضافة إلى القتلى التسعة، قال الجيش الإسرائيلي إن 27 عسكرياً أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية في قطاع غزة.
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن 5 من العسكريين القتلى لقوا مصرعهم في إنفجار شاحنة كانت تحوي مواد متفجرة معدة لتدمير أنفاق في غزة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 30 ضابطاً وجندياً أصيبوا في الإنفجار.
وبذلك يرتفع عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى المعلن عنهم إلى 191 منذ بدء العملية البرية في غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويرتفع العدد الإجمالي إلى 519 منذ عملية طوفان الأقصى.
عمليات المقاومة
من جهته، قال أبو عبيدة الناطق العسكري بإسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، إن “مجاهدي القسام دمروا الأسبوع الماضي 42 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا وأجهزوا على 22 جندياً من المسافة صفر”.
وأضاف أن القسام أوقعت العشرات من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح في 52 مهمة استهدفت فيها قوات إسرائيلية بقذائف وعبوات مضادة للتحصينات. وأكد أن القسام نسفت منزلا وفجرت 4 مداخل أنفاق وحقل ألغام في جنود الاحتلال، وأطلقت صاروخ أرض-جو على مروحية في سماء القطاع.
وقالت كتائب القسام إنها أفشلت محاولة إسرائيلية لتحرير أسرى بعد تسلل قوة خاصة إلى مخيم البريج وسط قطاع غزة. كما أعلنت أن مقاتليها إستهدفوا قوة إسرائيلية بعبوة مضادة للأفراد وأوقعوها بين قتيل وجريح في بني سهيلا شرق خان يونس بجنوب قطاع غزة.
وفي خان يونس أيضاً، قالت الكتائب إنها دمرت دبابتي ميركافا إسرائيلية بقذائف من طراز “الياسين 105″، مضيفة أن النيران إشتعلت في الآلية التي تصنف بأنها من بين الدبابات الأكثر تحصينا في العالم، والأقوى في أرض الحرب. كما أعلنت أن مقاتليها قنصوا 4 جنود إسرائيليين ببندقية الغول القسامية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقالت الكتائب إنها تمكنت بالتعاون مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من “إستهداف تجمع لقوات الإحتلال جنوب حي الزيتون في مدينة غزة بقذائف الهاون. وأكدت أنها استهدفت قوة إسرائيلية راجلة بالأسلحة الرشاشة وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح قرب شارع السكة جنوب حي الزيتون”.
وشهدت منطقة بني سهيلا شرق خان يونس إستهدافَ قوةٍ إسرائيلية راجلة بعبوة مضادة للأفراد وإيقاعهم بين قتيل وجريح. كما اشتبك مقاتلو القسام مع قوة إسرائيلية راجلة بالأسلحة الرشاشة قرب مفترق الكويت جنوب حي الزيتون بمدينة غزة.
وفي إطار العمليات التي أعلنت عنها القسام قالت إن مقاتليها تمكنوا من الإستيلاء على مسيرة إسرائيلية شرق حي الزيتون، وأوضحت أن الطائرة من طراز “سكاي لارك” كانت في مهمة استخباراتية شرق حي الزيتون بمدينة غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت بقذائف الهاون مقر قيادة ميدانية للجيش الإسرائيلي في محيط تبة “الكرد” بمحاور التقدم شمال شرق خان يونس.
وعرضت سرايا القدس مشاهد من إستهداف مقاتليها لقوة إسرائيلية متحصنة في أحد المنازل على محاور التقدم بمدينة خان يونس.
غارات على غزة
وشنت الطائرات الإسرائيلية غارات على بلدتي الزوايدة والمصدر وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، كما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على خان يونس جنوبي القطاع.
وقد ناشد ناجون فلسطينيون، كانوا عالقين في مدرسة الشهيد محمد الدرة بمنطقة قيزان النجار في خان يونس، الصليب الأحمر للتدخل وإنتشال 5 شهداء من عائلة واحدة لا تزال جثامينهم داخل المدرسة التي تؤوي نازحين.
ومن جانبها، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن قذيفة أصابت مأوى في خان يونس تابعا لها يضم أكثر من 100 موظف وعائلاتهم.
أما وزارة الصحة في غزة فقالت إن مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع استقبل جثامين 57 شهيدا، و65 مصابا، جراء القصف الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، وأضافت أن نحو 126 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 241 خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما أعلنت الوزارة، في بيان الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23 ألفا و210 شهداء، إضافة لإصابة 59 ألفا و167 آخرين، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
تصعيد متواصل بالضفة
وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ما يحدث في الضفة الغربية بالخطير، وقال إن العدو ينكل بالأهالي هناك، مشيراً إلى أن عدد الشهداء وصل إلى أكثر من 350 شهيدا منذ طوفان الأقصى.
في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قادة الأمن حذروا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إقتراب الضفة الغربية من تصعيد كبير.
واستشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي بزعم محاولته القيام بعملية طعن في الضفة الغربية، وشنت القوات الإسرائيلية عمليات إقتحام جديدة لعدد من المدن والقرى واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
وفي سياق متصل أصيب 14 فلسطينيا بالرصاص الإسرائيلي خلال إقتحام مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث تصدى الشبان للقوات المقتحمة.
وشيّع أهالي طولكرم جثامين 3 شهداء إغتالتهم القوات الإسرائيلية، وانطلق موكب تشييع جثماني شهيدين منهم من مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، في حين شيع جثمان الشهيد الثالث في مدينة طولكرم.