في اليوم الـ123 للحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت حركة “حماس” أنها سلّمت ردها على إتفاق الإطار بشأن صفقة التبادل التي طرحت خلال إجتماع باريس الرباعي، بعد التشاور مع فصائل المقاومة. ووصف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، رد حماس بأنه إيجابي وأن لدى الدوحة بعض الملاحظات. في حين قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه سيبحث رد الحركة مع الحكومة الإسرائيلية غداً الأربعاء. وشهدت محاور عدة في القطاع إشتباكات عنيفة، حيث إستهدفت المقاومة الفلسطينية آليات متوغلة غرب خان يونس، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي إرتكاب مجازر بحق المدنيين.
حماس ترد على مقترح الإتفاق
وقال بن عبد الرحمن إن قطر تلقت رد حركة حماس على “إتفاق الإطار” الذي طرح بعد إجتماع باريس بما تضمنه من ملاحظات، وسلّمته إلى الجانب الإسرائيلي.
وأكد الوزير القطري، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن رد حركة حماس يبعث على التفاؤل ومجمله إيجابي، قائلاً إنه لن يخوض في التفاصيل الآن لحساسية المرحلة، وأوضح أنه ليس من صالح المفاوضات الإفصاح عن تفاصيل اتفاق الإطار، لكنْ هناك تقدم.
وأكدت حركة “حماس” أنها سلّمت ردها على إتفاق الإطار “للإخوة في قطر ومصر بعد التشاور القيادي في الحركة ومع فصائل المقاومة”. وقالت إنها تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، لضمان وقف إطلاق نار شامل وإنهاء العدوان ورفع الحصار وتبادل الأسرى.
نتنياهو يعلق
من جهته، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تسليم “حماس” ردها قائلاً إن إسرائيل ستواصل القتال بغزة “حتى تحقيق النصر”.
جاء ذلك خلال إلتقاء نتنياهو وزوجته سارة ممثلين عن عائلات القتلى الإسرائيليين خلال الحرب على غزة، حيث قال لهم: “أرتكز على شيء رئيسي واحد وهو تحقيق النصر التام، وهذا النصر في الطريق وقد تقدمنا نحو تحقيقه ونتقدم نحوه باستمرار، أبطالنا لم يسقطوا سدى”.
وأضاف: “نحن في الطريق إلى تحقيق النصر التام ولن نتوقف قبل أن نحققه، وهذا الموقف يمثّل الأغلبية الساحقة من الشعب، ومن المهم بالنسبة لي أن تعلموا أن هذا في المتناول”.
واستمع نتنياهو خلال اللقاء إلى أهالي الجنود الذين سقطوا في القتال الدائر بقطاع غزة وفي أحداث السابع من تشرين الأول، وأعرب لهم عن تقديره العميق لبطولاتهم وشاطرهم أحزانهم”.
إصابة 2828 عسكرياً إسرائيلياً
وعلى مستوى المواجهات، إندلعت إشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في محيط منطقة الصناعة بمدينة غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” إستهداف مروحية إسرائيلية من طراز “أباتشي”، وبثت صوراً لاستهداف مقاتليها بالإشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حشوداً إسرائيلية بالقذائف في محاور القتال بمدينة غزة.
وبثت “القسام” مشاهد تظهر إستهداف آليات الجيش الإسرائيلي المتوغلة غرب مدينة خان يونس. وتظهر الصور مهاجمة رتل آليات إسرائيلية بالعبوات الناسفة وقذائف الياسين 105. كذلك بثت مشاهد للإستيلاء على طائرة “درون” إسرائيلية أثناء مهمة إستخباراتية في بيت لاهيا.
https://youtu.be/FXaA2g1gB5I
بدورها، قالت سرايا القدس إن مقاتليها خاضوا إشتباكات ضارية مع الجيش الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة والقذائف وسط وغرب وجنوب خان يونس. وأضافت أن مقاتليها فجروا آلية عسكرية صهيونية بعبوة ثاقب برميلية في محيط دوار حيدر. وأشارت إلى إستهداف بقذيفة “آر بي جي” دبابة ميركافا إسرائيلية في حي الأمل غربي خان يونس.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 3 من جنوده في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، وقال إن 429 ضابطاً وجنديا أصيبوا إصابات خطيرة منذ بدء الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه منذ بدء الحرب على القطاع بلغ عدد الإصابات في صفوف جنوده 2828 جريحاً من الضباط والجنود، بينهم 1304 جرحى منذ بدء الهجوم البري.
والأحد الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد الجنود والضباط القتلى منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 562، بينهم 225 منذ بداية الحرب البرية في القطاع.
بلينكن في المنطقة مجدداً
إلتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء في العاصمة القاهرة، الوزير بلينكن الذي يقوم بجولة في المنطقة لبحث الحرب في غزة.
وغادر بلينكن صباحاً العاصمة السعودية الرياض في أولى محطات جولته التي نقلته أيضاً إلى قطر، قبل التوجه إلى إسرائيل لمناقشة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، والخطط ذات الصلة بغزة ما بعد الحرب، وآفاق تطبيع العلاقات بين دول عربية وتل أبيب.
وتأتي جولة بلينكن الخامسة في المنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في الوقت الذي تمضي فيه الولايات المتحدة قدما في حملتها للرد على الفصائل المتحالفة مع إيران التي تشن هجمات، وقتلت في يناير/كانون الثاني الماضي قوات أميركية في موقع عسكري في الأردن.
رفض العودة إلى غلاف غزة
أكد القائم بأعمال رئيس مجلس إستيطاني بمستوطنات غلاف غزة أن المستوطنين لن يعودوا إلى منازلهم، حتى تؤكد لهم الحكومة “أولاً وقبل كل شيء، أنهم سيحصلون على الأمن الكامل عند عودتهم إلى الغلاف”.
وأشار المسؤول إلى أنه يتوقع من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “العمل بشفافية كاملة معنا، نحن رؤساء السلطات، من أجل تمكين عملية العودة التدريجية وبالتأكيد، دون أي ضرر إضافي للسكان”.
6870 معتقلاً بالضفة منذ 7 أكتوبر
قال نادي الأسير الفلسطيني إن “قوات الإحتلال إعتقلت خلال الشهر الماضي 1236 مواطناً في الضفة الغربية بينهم 30 إمرأة و73 طفلاً”.
وأضاف النادي، في بيان، أن عدد المعتقلين في الضفة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول ارتفع إلى 6870، مؤكداً أن المعتقلين وعائلاتهم تعرضوا لإعتداءات شملت الضرب المبرح، واستخدام أفراد من العائلات ومنهم نساء، رهائن للضغط على أحد أفراد العائلة لتسليم نفسه.
إرتفاع عدد الشهداء إلى 27,585
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الثلاثاء إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 27,585 شهيداً و66,978 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن “الإحتلال الإسرائيلي إرتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و143 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية”. وأشارت إلى أنه “ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، والإحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
وقالت وزارة التربية والتعليم إن 4895 طالباً استشهدوا وأصيب 8514 طالبا واعتقل 89 طالبا منذ بدء العدوان الإسرائيلي. أن 286 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، مما أدى إلى تعرض 83 منها لإضرار بالغة و7 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 49 مدرسة في الضفة للاقتحام والتخريب.
حصار مستشفى ناصر يتواصل
قال الناطق بإسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الطواقم الطبية والجرحى والنازحين في مجمع ناصر الطبي في خان يونس بلا طعام، وهناك نقص حاد في مستلزمات وخيوط العمليات الجراحية، لافتاً إلى أن المولدات الكهربائية في المجمع ستتوقف خلال 4 أيام بسبب نقص الوقود.
وأضاف أن “طواقم الإسعاف تخاطر بحياتها من أجل إنقاذ الجرحى نتيجة منع الإحتلال حركة سيارات الإسعاف، حيث يشدد الحصار على مجمع ناصر الطبي ويستهدف محيطه بشكل مكثف”. وأشار إلى أن “الإحتلال يضع حياة 300 عنصر من الكادر الطبي و450 جريحا و10 آلاف نازح في دائرة الخطر المباشر”.
من جانبه، قال مدير مستشفى الجراحة بمجمع ناصر ناهض أبو طعيمة للجزيرة إن قوات الاحتلال مستمرة في إطلاق النار الكثيف بمحيط المجمع، مضيفا أنه منذ حصار المستشفى قبل نحو أسبوعين وصل 630 جريحا، معظمهم إصاباتهم بليغة.
وأوضح أنهم يواجهون تحديات كبيرة وخطيرة، بينها نقص الكوادر الطبية والنقص الحاد بالوقود، مما يعرّض حياة المرضى والمصابين للخطر.