أصدر معهد أبحاث الأمن القومي، في تل أبيب، التقدير الاستراتيجي السنوي بعنوان “التقدير الاستراتيجي لإسرائيل 2022: زمن الحسم”. كالعادة، عرض التقدير توصيفات ومحدّدات ومكامن التحديات الأمنية التي تواجه الدولة العبرية للعام الجاري، والفرص والمحفّزات التي تتوافق مع المصالح الإسرائيلية، مع محاولة لتحديد الخيارات المتاحة لدى تل أبيب لمواجهة التهديدات أو لتعزيز الفرص. علماً أن النتائج التي خلُص إليها التقدير السنوي هي خلاصة تفكير واستشراف حلول وخيارات أعدّها كتّاب المركز ونخبته لـ”مساعدة صناع القرار (في تل أبيب) على التعامل مع التحديات ومواجهتها”. وفق صحيفة “الأخبار”.
ويعدّ التقدير واحداً من أهم الإصدارات البحثية الأمنية في كيان العدو، وهو يعبّر عن رؤى وتطلعات باحثين من ذوي الخبرة الطويلة في مجال الأمن والسياسة الخارجية والاقتصاد وعلم الاجتماع، ممن كانوا حتى وقت قريب على طاولة التخطيط والقرار في تل أبيب. وعلى ذلك، يعدّ ما يرد في التقدير من توصيفات، بمجمل بنوده، رؤية بحثية لواقع حال إسرائيل في ما يتعلق بالمخاطر والفرص على أكثر من مستوى واتجاه، وهي الرؤية التي تقرب إلى حد بعيد من رؤية طاولة القرار الإسرائيلي الرسمي نفسه. علماً أن سيناريوهات المواجهة وفقاً لرأي النخبة، كما يرد في التقدير، قريبة جداً من تقديرات سائدة لدى مستويات القرار، سواء كانت في مرحلة البلورة، أو تلك المتصلة بالتنفيذ الفعلي.
أفرد التقدير فصلاً كاملاً للساحة اللبنانية، وتحديداً لحزب الله وقدراته المتنامية، تحت عنوان “الساحة الشمالية”، مع ربطه بالساحة السورية. تنامي قدرات الحزب إلى الحد الذي يدفع إسرائيل إلى مواجهته أكثر، ويدفعها في الوقت نفسه إلى فرملة هذه الاندفاعة، مفارقة تصعّب على صانع القرار في تل أبيب إيجاد خيارات ناجعة لمواجهة هذا النوع من التهديدات.
وورد في التقدير: “واصل لبنان عام 2021 انهياره الداخلي بشكل سريع، وهو انهيار يتعلق بالمؤسسة الاقتصادية المالية تحديداً، وكذلك البنية التحتية للدولة. ويحتفظ حزب الله بموقع مركز ومؤثر في لبنان، بل يطلق البعض على حكومته الحالية التي تشكلت في أيلول الماضي حكومة حزب الله. الواضح أن الضغوط على حزب الله في الساحة الدولية، وكذلك تزايد الانتقادات الموجهة له في لبنان، تؤثر سلباً في نشاطه في مواجهة إسرائيل، علماً أن كل ذلك يأتي في موازاة تكثيف جهوده بمساعدة إيران للاستمرار في مشروع دقة الصواريخ، مع التزود بأنظمة دفاع جوي، وكذلك الحفاظ على معادلة الردع مقابل الجيش الإسرائيلي.
من ناحية إسرائيل، الواقع في لبنان يثير معضلات وأسئلة:
هل يجب، وكيف يمكن، المساهمة في تحسين أوضاع السكان في لبنان من دون أن يؤدي ذلك إلى تعزيز حزب الله؟ كيف يمكن منع سيطرة حزب الله وإيران بشكل كامل على لبنان؟ وعلى الصعيد العسكري، هل يجب على إسرائيل أن تغيّر طريقة مواجهتها لحزب الله، وهل يتطلب التحدي اللبناني منها أن تهاجم حزب الله وتحديداً مشروع دقة الصواريخ؟.
لقراءة المقال كاملاً.. انقر/ي هنا