حضر موضوع الأمن الغذائي والمخزون الإستراتيجي للحبوب في لبنان بعد خسارة أهراءات مرفأ بيروت، في إجتماعٍ في وزارة الأشغال بين وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة ووزير الإقتصاد أمين سلام.
وأعلن الوزيران خطّة قيد الدراسة لبناء مباني جديدة للأهراءات في مرفأي بيروت وطرابلس، وداخلياً في منطقة البقاع.
وعن المبادرة الكويتية بإعادة إعمار أهراءات مرفأ بيروت، أوضح سلام أننا ما زلنا على تواصل معها، ونرحب بأي مبادرة من أي دولة مستعدة لمساعدة لبنان في موضوع الأمن الغذائي وغيره.
وشدد على مسؤوليته وواجبه في عدم ترك الشعب اللبناني من دون مشاريع لإستدامة الحفاظ على الأمن الغذائي، كي لا نعيش تحت رحمة تداعيات ازمات وانقطاع في الموانىء واغلاق للمجالات البحرية وغيرها.
وختم قائلاً: “مع مشروع بناء الإهراءات في بيروت والشمال والبقاع نكون حمينا البلاد وأنشأنا مخزوناً استراتيجياً يغطي جميع المناطق اللبنانية، وهذا هو الحل المستدام للإهراءات للحفاظ على الأمن الغذائي”.
واعتبر حميه بدوره أن الاهراءات هي عنصر أساسي للتخزين والخطة الاستراتيجية لوزارة الاقتصاد هي تخزين 360 الف طن، بحيث يصبح مخزون لبنان لمدة عام، وتم اتخاذ قرار في الوزارة بحجز 25 الف متر مربع لبناء اهراءات جديدة في مرفأ بيروت، موضحا أن المبنى الحالي يشغل مساحة 4200 متر مربع والمساحة الكلية تبلغ 21 الف متر مربع، وسيكون هناك تشاور دائم مع وزارة الاقتصاد لأنها المعنية بعملية تشغيل مباني الاهراءات.
أضاف وزير الأشغال: “اما بالنسبة لمرفأ طرابلس، فالمساحة التي حجزت لبناء الإهراءات فيه تبلغ 36 الف متر مربع تسع 120 الف طن، واكدنا للوزير سلام ان هذا الموضوع لا رجعة عنه. أما البقاع فرؤيتنا هي بناء مرفق يتسع لخزن 120 ألف طن من الحبوب”.
ميقاتي إستقبل ياسين ونجاة عون صليبا وملحم خلف
بالتوازي، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير البيئة ناصر ياسين والنائبين نجاة عون صليبا وملحم خلف في السراي الحكومي.
وأعلن الوزير ياسين بعد الاجتماع: “كان الإجتماع اليوم مع دولة الرئيس ميقاتي ومع سعادة النواب للتحدث بموضوع الاهراءات، وتمت مناقشة الحلول التي يمكن ان توقف احتراق الحبوب والتعامل مع الصوامع الشمالية، وتم التوافق على النظر فنيا وبشكل سريع في هدم الصوامع الشمالية وحماية الصوامع الجنوبية وتدعيمها”.
أضاف: “لدى هدم الصوامع الشمالية بطريقة فنية يمكن ان ننظف كل الردميات والحبوب، وأن نمنع مصدر الحرق الذي تصدر عنه ملوثات ويؤثر على صحة الناس، ولو أن هذا الاحتراق يتم بشكل تلقائي. وبعد تنظيف هذه الردميات يمكن التركيز على الصوامع الجنوبية والعمل على تدعيمها”.
وتحدثت النائب عون صليبا وقالت: “نشكر دولة الرئيس ميقاتي ومعالي الوزير ياسين على تجاوبهما معنا، فهمنا هو إيقاف الحريق المتواجد في مدينة بيروت على مدى 36 يوما، وهذا الأمر لا يجوز أن يبقى. لقد طلبنا الاجتماع اليوم مع دولة الرئيس وتم التوافق التام على ضرورة النظر تقنيا والتخلص من الحريق ولو أدى الأمر إلى هدم الاهراءات الشمالية لإنقاذ الاهراءات الجنوبية، واذا تمكنا من هدم الاهراءات الشمالية بطريقة سريعة، فسيتم بالتعاون مع وزير البيئة والوزراء المعنيين لتنظيف القمح في الاهراءات الجنوبية كي لا يتكرر الحريق، ولنجعل الاهراءات الشمالية معلما شاهدا على جريمة بيروت. ونحن نشكر الرئيس ميقاتي مرتين وثلاثة على التفاهم وعلى اتخاذ القرار الصحيح في هذا الموضوع”.
وقال النائب خلف: “نحن خرجنا من الاجتماع بقرار وهو على ثلاثة مستويات: الأول هو كيفية إنهاء هدم الاهراءات من الناحية الشمالية، الثاني اخماد الحريق بأسرع وقت، والثالث الأبقاء على الاهراءات في القسم الجنوبي، والحفاظ عليها، واتخاذ كل التدابير الآيلة للحفاظ على هذا الأمر، والقرار السابق المتخذ من قبل مجلس الوزراء بهدم كافة الاهراءات سيعدل، وهذا امر أساسي في هذه المقاربة”.
وأضاف: “لقد خرجنا اليوم بقرار واضح جدا، مع تعديل القرار الأساسي لمجلس الوزراء، بالحفاظ على الاهراءات والصوامع الجنوبية”.
هل يلزم التعديل انعقاد مجلس الوزراء؟، أجاب: الموضوع سيكون من ضمن إطار تعديل المرسوم وهذا قد يكون بقرار استثنائي يتخذ بمرسوم بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
سئل من سيتولى الشق الفني؟ اجاب الوزير ياسين: “هناك لجنة فنية مؤلفة من كل الادارات الرسمية تضم كل الوزارات ولجنة إدارة الكوارث وإدارة المرفأ وهي تتابع ألموضوع. ولدينا اجتماع ظهر اليوم لمناقشة هذه المسألة التي تحدث عنها دولة الرئيس”.
وأضاف: “لقد قامت هذه الشركة بعملها انذاك وهي كانت بالتعاون مع وزارة الاقتصاد من أجل تنظيف القمح وغربلة كل الردميات التي كانت موجودة، اما اللجنة الحالية التي تضم كل الادارات الرسمية فستجتمع ظهر اليوم لمناقشة القرار الذي تفضل به النائب خلف في نقاطه الثلاث وتحديد ما هي الحاجات الفنية والتقنية ليتم هدم وتنظيف الجهة الشمالية وتدعيم الجهة الجنوبية. والعملية لن تكون طويلة لان عملية التنظيف والهدم هي التي توقف مصدر الحريق”.
اما النائب خلف فعقب قائلا: “سمعنا خلال الاجتماع مع دولة الرئيس أنه قام باتصالات فورية بانفاذ هذا القرار وبالابقاء على هذا المعلم كمعلم شاهد على هذه الفاجعة وهي تفجير 4 أب، وهذا امر جد مريح، والأمور الفنية والتقنية ستتابع من قبل هذه اللجنة، والتنفيذ بدأ بالنسبة لنا.”
أما عون صليبا، فقالت: “كنا نرغب ان تبقى كل الاهراءات كمعلم وكشاهد على الجريمة ولكن في ظل الحريق الحاصل وسقوط الصوامع ارتأينا ان هذا الحل هو الحل الأنسب للحفاظ على الجهة الجنوبية وتنظيفها”.
وعن سبب الحريق، أعلنت أنّ “سبب الحريق هو عملية تحميص القمح والذرة وهذا أمر متعارف عليه علمياً”.