إرتفع عدد ضحايا حادث غرق المركب قبالة ساحل طرطوس إلى 89 شخصاً، في حصيلة غير نهائية، بحسب ما أعلن مدير الهيئة العامة لمشفى الباسل، إسكندر عمار.
وأوضح، في تصريح له، أنّ عدد الذين يتلقّون العلاج في المستشفى بلغ 14 شخصاً، اثنان منهم فى العناية المشدّدة، فيما تمّ إخراج 6 من المستشفى إلى منازلهم، مؤكداً أنّهم بصحة جيدة.
وأضاف أنّه “تمّ نقل 5 مرضى من العناية المشدّدة إلى الأقسام الطبية المتخصّصة لاستقرار حالتهم، وإنقاذ مريضة كانت على المنفسة”.
وأشار إلى أنّ “إجراءات تسليم الجثث لذوي الضحايا مستمرة أصولاً بعد تعرّف الأهالي عليها”.
الصليب الأحمر ينقل ذوي الضحايا
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّه يعمل على توفير إنتقال ذوي ضحايا القارب عبر معبر العريضة إلى مستشفى الباسل للتعرّف على الجثامين ليتولّى بعدها الاستلام والنقل، وكذلك نقل الناجين المصابين إلى الأراضي اللبنانية ضمن الأصول المعتمدة بالتنسيق والتعاون مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي وضعت كامل إمكاناتها للمساعدة في هذه الكارثة، وكذلك بالتنسيق الكامل مع الأمن العام اللبناني ووزارة الصحة العامة والهيئة العليا للإغاثة.
وأوضح، في بيان، أنّه وضع خطّين ساخنين 910269 71، و1760 “كي يتلقى اتصالات عائلات ذوي الضحايا من أجل متابعة البحث عنهم وجلاء مصيرهم، إضافة إلى وضع نقطة ثابتة على معبر العريضة من أجل ذلك، كما سيوفر خدمة الدعم النفسي لذوي الضحايا والمتأثرين بهذه الكارثة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ طواقم الصليب الأحمر نقلت مساء أمس إلى الأراضي اللبنانية 9 جثامين من ضحايا القارب تمّ التعرف عليها من قبل ذويهم، بعدما جرى تسلّمها من طواقم منظمة الهلال الأحمر العربي السوري على معبر العريضة الحدودي، حيث تم نقل 7 جثامين إلى بلداتهم، وجثمانين إلى مخيم نهر البارد بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني.
صعوبة التعرّف يؤخّر التشييع
لم تبرز أيّ معطيات أو معلومات عن إمكانية وصول أيّ من جثث ضحايا جدد من مركب الهجرة غير الشرعية الذي غرق قبالة شاطىء طرطوس السّورية.
وعلمت “الأخبار” أنّ “الجثث المنتشلة من قاع البحر تجاوز عددها ظهر اليوم 90 جثة وتُنقل إلى مستشفى الباسل في طرطوس. لكنّ أغلبها مشوّه وبات التعرّف عليها صعباً حتى من قبل أهاليها، ما طرح فرضية إجراء فحوص الحمض النووي لها للتعرّف عليها”.
عدد من أهالي الضحايا توجه إلى طرطوس للتعرّف على الجثث. وعلمت “الأخبار” أنّ أفراداّ من آل مستو في محلة باب الرمل في طرابلس، الذين شيّعوا مساء أمس جثتين من أصل أربع جثث، طلبوا مساعدتهم في تأمين سيّارة تقلّهم إلى طرطوس للتعرّف على الجثتين ونقلهما إلى لبنان لدفنهما، لأن لا قدرة مالية لديهم لتحمّل التكاليف.
ضيق الحال انسحب على تشييع الضحايا. فقد اضطرّ آل دياب وآل السيد علي لدفن ضحاياهم في برقايل العكارية بدلاً من مدافن باب الرمل، وهم كمال خالد دياب وشقيقه سامح وعصمت السيد علي وشقيقته ريّان، برغبة من أخوالهم، بعد تعذّر إيجاد قبور لهم بسبب ارتفاع ثمنها.
وفي مخيم نهار البارد، أُرجئ تشييع جثة عبد العال عبد العال إلى ما بعد ظهر اليوم بدلاً من مساء أمس بطلب من ذويه، وهو الأمر الذي انسحب أيضاً على جثة رواد السيد الذي أُجّل دفنه في مخيم شاتيلا إلى ظهر اليوم أيضاً بطلب من أهله.
في موازاة ذلك، أكّدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ”الأخبار” أنّ “عدد الفلسطينيين الذين كانوا على متن قارب الموت يبلغ 39 شخصاً، 4 منهم من مخيم شاتيلا في بيروت، والباقون من مخيم نهر البارد”.
وحول مصير بقية الجثث، أوضحت المصادر أنّ سفارة فلسطين في بيروت “كلّفت الدكتور عماد المطري بمتابعة القضية في مستشفى الباسل في طرطوس، وهو موجود هناك مع فريق عمل منذ يوم أمس، وأنّ تنسيقاً قائماً بهذا الشأن بين سفارتي فلسطين في بيروت ودمشق، إضافة إلى تنسيق مماثل مع الجهات الرسمية السّورية”.