تعود الصحة إلى واجهة الأحداث مع إرتفاع أعداد المصابين بالكوليرا وسط تحذيرات من إنتشار اوسع في حال إستمرار إرتفاع أعداد الإصابات.
ومع تسجيل لبنان 227 إصابة إرتكزت بأغلبيتها في أقضية الشمال، أطلقت وزارة الصحة ورش العمل في أكثر من مجال وجال الوزير فراس الأبيض على محطات معالجة المياه المبتذلة ومختبر الجامعة اللبنانية في طرابلس. كذلك تابع وزير الصحة في عكار الإجراءات المتخذة في المستشفيات الحكومية وعاين نبع ببنين الذي أثبتت الدراسات تلوثَه بالمياه المُبتذلة.
وكشف الأبيض ان العمل يجري مع المنظمات الدولية المعنية بشؤون النازحين لإصلاحِ محطات ضخ المياه المبتذلة المعطلة والتي ستعود إلى العمل خلال يومين ما سيعالج موضوع الصرف الصحي وسيخفف من انتشار المرض في اكثرَ من منطقة.
الأبيص في طرابلس
لفت وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض إلى أن تلوث المياه سبب رئيسي في الإصابات بالكوليرا، إذ يتعذر الوصول الى مصادر مياه نظيفة او موثوقة، وفي بعض الأحيان يؤدي استخدام المياه غير النظيفة في الزراعة الى الإصابة بالكوليرا.
وقال، خلال جولة له في طرابلس: “نسجل من خلال جولتنا سرعة في تغير حالة المصابين وحاجتهم بالتالي الى الامصال، وهذا الأمر يحتم علينا زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات خاصة تلك التي في خط الدفاع الأعلى، سواء في طرابلس او المنية او حلبا او سير الضنية، او في مناطق أخرى سنزورها غدا في عرسال والبقاع”، مشددًا على أن هذه المستشفيات بحاجة الى دعم وهي فرصة لتحديد ما هي الأمور التي يجب أن يوفر الدعم من خلالها.
ورأى ان هذه المستشفيات تحتاج لدعم العامل البشري وقطاع التمريض والقطاع الطبي وتعزيز هذه القطاعات حتى تتمكن من القيام بالواجب المطلوب منها في هذه الظروف الصعبة.
وأضاف: “اليوم مطلوب منهم مواجهة الكوليرا. نحن من جهتنا ملتزمون بالوعود التي قطعناها لهم، وخلال هذا الاسبوع سنحرص على أن تلتزم وزارة المال بتعهداتها وتصفية مستحقات هذه الفئة، فنحن بصدد جندي مجهول معلوم، يجب أن نوفر له كل الدعم ليتمكن من الاستمرار بالقيام بواجباته”.
وكشف أن هناك أمور عدة من المستلزمات المطلوبة للمستشفيات سواء في أقسام العناية او في الغرف العادية خاصة لمحاربة التلوث ومنع انتقال العدوى، قائلًا: “نحن حضرنا من جهتنا لوائح بهذه الطلبات وأمنا جزءا منها، ونحن مستمرون مع شركائنا في توسعة القدرة الاستيعابية، وهذا ما يحصل في كل مستشفياتنا في حلبا وطرابلس وغيرها، وهناك مستشفيات أخرى تدخل على الخدمة، وأخيرا هناك مستشفيات ميدانية منها ما ندرس انشاءه في عرسال وبر الياس ومنطقة المنية”.
وشدد على الحاجة للمسارعة الى المعالجة المبكرة عن طريق الامصال، واعتبر انه يمكننا ان ننقذ الكثير من الأرواح. ولفت الى ضرورة توفير اللقاح للعاملين والمناطق التي تسجل نسبة كبيرة من الإصابات.
وكان الأبيض قد تابع جولته في طرابلس، وكان مستشفى طرابلس الحكومي في القبة محطته الرابعة حيث جال في الأقسام التي يتلقى فيها المصابون بالكوليرا العناية الصحية.
وعقد بعد جولة شملت أقسام المعاينة والطوارىء لقاء موسعا شارك فيه رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز حلاب ومدير المستشفى ناصر عدرة ورئيس مصلحة الصحة في الشمال سعدالله صابونة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد ومنسق تيار العزم في عكار هيثم عزالدين ووفد من “اليونيسف” والأطباء.
بعد اللقاء قال الأبيض: “نحن هنا في المحطة الرابعة من جولتنا في منطقة الشمال ونتابع ميدانيا التطورات الصحية في ظل اتساع عدد الإصابات بالكوليرا. وفي الواقع ان مستشفى طرابلس الحكومي ومعه مستشفى حلبا الحكومي يواجهان الوباء الذي يتوسع، وغالبية المرضى من منطقة عكار”.
وأشار في الختام الى أن الأزمة الحالية تسببت بها عقود من الإهمال وعدم تأمين الخدمات الأساسية لهذه المناطق، قائلاً: “نحن الآن كمواطنين ووزارة صحة ندفع ثمنا غاليا نتيجة عدم تأمين هذه الخدمات الأساسية، لذلك نرى وجوب أن تكون هذه الأزمة جرس إنذار لأزمات ممكن ان تأتي في المستقبل ما لم يتم الاستثمار الصحيح بقطاع الخدمات الأساسية، لأننا نعرف ان كل هذه الاوبئة كان من الممكن تجنبها لو توفر عندنا قطاع خدمات أساسية وبنى تحتية جيدة، وللأسف فان الأزمة الحالية ناتجة عن غياب هذا القطاع والمعنيون يعرفون أنفسهم سواء في لبنان او الشركاء الدوليين ، فنحن بحاجة ملحة الى الاستثمار في هذا القطاع لكي نتجنب المزيد من الأزمات في المستقبل”.
الأبيض في عكار
وزار الوزير الأبيض مستشفى عبد الله الراسي الحكومي في حلبا، وعقد مؤتمرا صحافيا قال فيه: “نحن اليوم في مستشفى حلبا الحكومي، الذي يقف في خط الدفاع الاول بموضوع وباء الكوليرا، ويوجد فيه حاليا العدد الأكبر من المرضى، ان كان مرضى عاديين أو في العناية الفائقة، حاليا هناك فوق 55 مريضا ما بين مؤكد الإصابة أو بانتظار تأكيد تشخيص الفحوصات، بالإضافة إلى أكثر من 10 مرضى بالعناية الفائقة، وغالبية المرضى في المستشفى هم من بلدة ببنين ومن مناطق عكار”.
وتابع: “في الحقيقة، نحن قمنا بجولة قبل وصولنا الى مستشفى حلبا، وعقدنا لقاء في بلدية ببنين، حيث اطلعنا على الحالة الصعبة التي يعاني منها المواطنون والنازحون في غياب مريع ومخيف شاهدناه للخدمات الأساسية، إن كان لتأمين المياه أم لتأمين الصرف الصحي، وكيف تختلط المياه مع الصرف الصحي، مما يؤدي الى تزايد أعداد المصابين”.
وأضاف: “أما بخصوص التدابير التي نتخذها للوقاية، فهي كيفية تأمين المياه النظيفة والمعقمة، ان كان عبر الإستعمال المنزلي، أو من خلال توزيع الوزارة مع اليونيسف 5 ملايين Palletes على المنازل وعلى النازحين لتعقيم المياه”.
وشدد على أن “وزارة الصحة اكدت أكثر من مرة ضرورة وضع قطرتين من الكلورين لكل ليتر من المياه”.
وأكد أن “تلوث المزروعات التي تروى بمياه الصرف الصحي، والتي ثبت وجود الكوليرا فيها من الصعوبة تعقيمها، وهذا يؤدي الى التزايد السريع للمرضى في المستشفى الحكومي”.
وتابع وزير الصحة: “خلال زيارتي المرضى وتعاطينا معهم، لاحظنا أن هناك تأخيرا بتشخيص الحالة، لاعتقاد المريض بأنها حالة إسهال بسيط، فهو لا يأتي الى المستشفى إلا عندما يصبح في حالة جفاف، وهذا يشكل خطرا على حياته”.
وتوجه الى المرضى في المناطق الموبوءة، داعيا إياهم الى الاتصال بالخط الساخن 1787 لأخذ الاستشارات او الحضور الى المستشفيات، حيث تقدم الخدمات الأساسية، وهي عبارة عن أمصال وبعض الأمور الأخرى من أدوية للاستفراغ أو وجع المعدة وجميعها متوفرة.
وتطرق الابيض الى موضوع التغطية الصحية للمرضى اللبنانيين، فأكد ان وزارة الصحة تؤمن التغطية 100 في المئة. وبالنسبة للمرضى السوريين هناك تغطية كاملة من المفوضية العليا للاجئين.
وأشار الى أن “التوجيهات اعطيت للمستشفيات الحكومية كافة وهي ثلاثة: حلبا، المنية ، طرابلس، والإثنين مستشفى سير الضنية، بالإضافة إلى بعض المستشفيات حسب الميزانية التي سنقيمها”.
وأشار الى أنه “بالتعاون مع شركائنا سنزيد السعة الاستيعابية الى حوالى 40 سريرا على الأقل، وهناك دعم كذلك من منظمة الصحة العالمية بموضوع الكوادر الطبية والتمريضية التي ستتواجد لمواكبة التوعية”.
ووجه وزير الصحة رسالة الى مؤسسة كهرباء لبنان، لتأمين التغطية الكهربائية لمحطات ضخ المياه وتوصيل المياه المعقمة لكل الناس، وهذا الأمر أساسي ويكون أول بند باللقاء الوزاري الذي دعا إليه الرئيس نجيب ميقاتي.
كما وجه رسالة ثانية الى العاملين في القطاع الصحي، الذين هم على خط مواجهة كورونا من سنتين ونصف، طالبا منهم بأن “يكونوا على خط المواجهة لوباء الكوليرا من غير راحة”.
وقال: “لذلك يجب تقديم الحقوق المكتسبة لهم، وهذا البند كان على جدول اللقاء الوزاري السابق، ان تدفع الحقوق والمساعدات الاجتماعية للعاملين في المستشفيات الحكومية ووزير المال وعد بذلك”.
ووعد بأن يكون الجزء الاول من لقاح الكوليرا للعاملين في المستشفيات.
وختم الابيض: “نحن موجودون بالدعم الكامل من مستلزمات أدوية ومازوت وأمور أخرى، نحن اليوم أيضا سلمنا مواد الى مستشفى حلبا وطرابلس. وواجبنا كوزارة صحة تقديم كامل الدعم ومن واجب شركائنا الدوليين تقديم كل الدعم لهذه المستشفيات وأيضا الوزارات المعنية كافة”.
بعدها انتقل وزير الصحة الى سرايا حلبا الحكومية، واطلع من وحدة ادارة الكوارث على عمل غرفة العمليات.
الأبيض في بعلبك والهرمل
ويقوم الوزير الأبيض بجولة، التاسعة صباح غد الاحد في 23 تشرين الاول، في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، يرافقه وفد من المنظمات الدولية، للاطلاع ميدانيا على الوضع الوبائي والاجراءات المتخذة للاستجابة لتفشي الكوليرا.
وستشمل الجولة مركز الايمان للرعاية الصحية الاولية، محطة تكرير المياه الممولة من الهلال الاحمر القطري، مركز بلدية عرسال للرعاية الصحية الاولية، مخيم اللاجئين السوريين في قب الياس، مستشفى “اطباء بلا حدود” في بر الياس.
وسيعقد الوزير الابيض مؤتمرين صحافيين:
الاول، في محطة تكرير المياه الممولة من الهلال الاحمر القطري، الساعة العاشرة صباحاً.
والثاني، في مركز بلدية عرسال للرعاية الصحية الاولية، الساعة العاشرة والنصف صباحاً.