أصيب عبدالله عيسى برصاصة في رأسه خلال إشكال فردي على أفضلية مرور وقع بالقرب من أفران المير في منطقة الزاهرية بمدينة طرابلس، حيث كان يعبر بسيارته وهي من طراز “رابيد”، مع شخص كان على متن دراجة نارية، عمد بعدها الأخير إلى إطلاق النار من سلاح فردي على عيسى قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة.
View this post on Instagram
وقد تمّ نقل عيسى، وهو من سكان جبل محسن ويملك محلاً لبيع الأدوات الكهربائية في الزاهرية ويقيم في بلدة برسا في قضاء الكورة، إلى المستشفى الإسلامي الخيري في المدينة وهو بحالة صحية حرجة، وسط نداءات وُجّهت على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي للتبرّع له بالدم من أجل إنقاذ حياته، في مقابل معلومات جرى تداوله تفيد بأنّه فارق الحياة متأثراً بجروحه.
وكان لافتاً أنّ هذا الإشكال الذي أثار الهلع بين المواطنين والمارّة في المنطقة وفي طرابلس، وأدّى إلى إقفال المحال التجارية في الزاهرية وباب التبانة والجسرين وفي جوارها، خشية حصول ردّود فعل، وقع في حين تنفذ القوى الأمنية منذ صباح اليوم خطّة لبسط الأمن في المدينة وإيقاف مسلسل الإشكالات والتعدّيات التي تشهدها المدينة يومياً، وسط ارتفاع الشكاوى منها.
خطة أمنية
إلى ذلك، بدأت القوى الأمنية، منذ صباح اليوم، حملة واسعة في طرابلس لإزالة المخالفات والتعدّيات المنتشرة في الشّوارع وعلى الأرصفة، في موازاة إنتشار للعناصر الأمنية في مختلف شوارع المدينة، حيث أقاموا حواجز ثابتة ومتنقّلة دقّقوا خلالها في أوراق المارة والسيّارات، حيث أوقفوا عدداً من الأشخاص واحتجزوا سيّارات مخالفة.
غير أنّ مصادر أمنية أوضحت لـ”الأخبار” أنّ “الحملة لا تهدف فقط إلى إزالة التعدّيات والمخالفات، إنّما هي جزء من خطة أمنية واسعة هدفها ضبط الأمن وإراحة المواطنين بعد كثرة الشكاوى، في الآونة الأخيرة، من عمليات النشل والسّرقة والسّلاح المتفلّت”، مضيفة أنّه “تمّ خلال السّاعات الأولى من إنطلاق الحملة ضبط ممنوعات وأسلحة غير مرخّصة وتوقيف مطلوبين”.
ولقيت الحملة إرتياحاً في صفوف المواطنين الذين شكوا في الفترة الأخيرة من تزايد التعدّيات والمخالفات في الشّوارع والسّاحات، التي تحوّل قسم كبير منها إلى أسواق عشوائية انتشرت فيها بكثرة لافتة بسطات ثابتة ومتنقلة لبيع الخضر والفواكه والألبسة على اختلافها وغير ذلك، ما جعلها تتسبّب بازدحام خانق في الشّوارع والسّاحات والأرصفة، وفي انتشار مشاهد الفوضى والنّفايات العشوائية، فضلاً عن إشكالات ارتفعت وتيرتها في الأيّام الأخيرة، وسط استياء كبير من قبل المواطنين إزاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بسبب عدم إيلائهما مظاهر الفوضى والتسيّب في المدينة الاهتمام المطلوب منهما.
لكنّ عدداً من المواطنين تمنّوا لـ”الأخبار” أن “تكون الخطة الأمنية دائمة ومستمرّة، لا أن تكون مؤقتة وتقتصر على أيّام قليلة قبل أن تعود مشاهد الفوضى والتسيّب كما كانت في السّابق، وأن تأخذ في الاعتبار وضع حدّ لـ”زعرنات” أصحاب الدرّاجات النّارية الذين يستبيحون الشّوارع ويزعجون المارة بلا حسيب ولا رقيب، وأن تضرب بيد من حديد ظاهرة إطلاق الرصاص في الهواء خلال مناسبات معيّنة، فرحاً أو غضباً، وتؤدّي إلى سقوط قتلى وجرحى وأضرار مادية ومعنوية، وأن تفرز القوى الأمنية عناصر للانتشار ليلاً في شوارع المدينة بهدف وضع حدّ لأعمال السرقة والتعدّيات التي حوّلت الشوارع إلى أماكن تبدو وكأنّ الأشباح وحدها التي تسكنها”.
لكنّ هذه الحملة لم تمرّ بلا إعتراضات من عدد من سائقي سيّارات الأجرة الذين إحتجوا على طلب القوى الأمنية إبعاد سيّاراتهم المركونة على جانبي بعض الشّوارع في المدينة، فقاموا بقطع الطريق في ساحة عبد الحميد كرامي لبعض من الوقت، معتبرين أنّ مرأب السيّارات الذي يعملون فيه مرخّص وقانوني وليس مخالفاً.
إلّا أنّ تسريب خبر إنطلاق الخطة الأمنية هذا الصباح جعل عدداً كبيراً من أصحاب البسطات الثابتة يزيلونها مساء أمس، أمّا أصحاب العربات الجوالة فاحتجبوا من الشوارع والساحات منذ صباح اليوم خشية مصادرة عرباتهم، وكذلك غابت طوابير السيّارات المخالفة، ما جعل مشاهد الفوضى تختفي بشكل كبير من ساحات وشوارع المدينة للمرّة الأولى منذ أشهر