كشف مصدر دبلوماسي مطلع لصحيفة “نداء الوطن”، أن جامعة الدول العربية تراقب الوضع اللبناني عن كثب وتدرسه من كل جوانبه، فهي لا تريد أن تغرق في الوحول اللبنانية، لكنها من جهة ثانية لا تستطيع أن تترك “بلد الأرز” يواجه مصيره لوحده. وفي السياق، فإنّ الجامعة تدرس كل الخيارات التي من شأنها أن تدخل عبرها إلى عمق الأزمة اللبنانية، ومن المحتمل أن ترسل وفداً رفيعاً يلتقي القادة اللبنانيين وذلك من أجل إستخلاص العبر ومحاولة القيام بمبادرة ما.
لكن الجامعة حذرة بعض الشيء خصوصاً أن التجارب السابقة لا تشجع وتريد أن تستمزج آراء الدول الفاعلة في الملف اللبناني، وتفضّل أن يحصل تحركها بغطاء عربي من الدول الفاعلة وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات والاردن وغيرها، وإلا يكون تحركها في غير مكانه.
ومن جهة أخرى، وعلى رغم التأزم الذي ساد العلاقات العربية – القطرية في المرحلة السابقة، إلا أنّ جامعة الدول العربية لا تبدي أي إنزعاج من أي مبادرة تقوم بها قطر في المرحلة المقبلة من أجل حلّ الأزمة اللبنانية، خصوصاً أنّ العلاقات العربية مع قطر تعود تدريجياً إلى وضعها الطبيعي وهناك تنسيق قطري مع بقية دول الخليج بشأن لبنان، من هنا فإنّ الجامعة العربية قد تدخل كعامل مساند للمبادرة القطرية المزمع تقديمها إذا نالت مباركة بقية الدول العربية الفاعلة.
لا شكّ أنّ دور جامعة الدول العربية معنوي أكثر مما هو عملي، لكن تحركّها في المرحلة المقبلة يأتي ضمن مسلسل إشارات سعودية وخليجية ومصرية تجاه الوضع اللبناني، أي أن لبنان عاد إلى دائرة الرعاية العربية، وهذا الأمر هو أهم نقطة في تحرّك الجامعة العربية إن تمّ.
لم يصدر عن الجامعة العربية أي بيان رسمي يتحدّث عن موعد زيارة وفدها إلى بيروت أو برنامج اللقاءات، لكن المعلومات تؤكّد أن الزيارة ستحصل عندما تتوافر فرص نجاح التحرّك، فالتحرك لا يأتي في إطار الإستعراض او القول “نحن هنا”، بل إن المطلوب حصد نتيجة تنقذ لبنان من ازمته لأن الوضع الإجتماعي والإقتصادي مقلق، وإلا لا نفع لأي حراك.