زار رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بمرافقة وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، القوات الإسبانية المنتشرة في لبنان، التابعة لبعثة الأمم المتحدة الدولية، في قاعدة ميغيل دي سرفانتس، حيث يتواجد الجزء الأكبر من القوات الإسبانية.
وزار سانشيز، بعد ما تم تكريمه بعرض عسكري، مرافق القاعدة، حيث أطلعه أفراد الوحدة على المهام والواجبات التي يقومون بها. ثم توجه اليهم بكلمة، واختتم زيارته باجتماع مع مسؤولين من الوحدة الاسبانية، قبل عودته إلى العاصمة بيروت.
وانتشرت القوات المسلحة الإسبانية لأول مرة في جنوب لبنان، في بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ، في ايلول 2006 ، امتثالاً للقرار 1701 الصادر في 11 أب 2006، و الذي وافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، و هدفه الأساسي ضمان وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، ودعم الجيش اللبناني في بسط سلطته في المنطقة، كذلك تقديم الدعم لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين.
يتضمن اللواء المتعدد الجنسيات في القطاع الشرقي، بقيادة إسبانيا، حوالي 3500 جندي من 9 جنسيات مختلفة (الأرجنتين، البرازيل، السلفادور، إسبانيا، الهند، إندونيسيا، كازاخستان، النيبال وصربيا). تساهم إسبانيا بحوالي 600 عنصر عسكري ، معظمهم من فوج المغاوير، من الكتيبة BRILIB XXXVIII.
في السراي
ومن السراي الحكومي، أكد سانشيز حرص بلاده على دعم عمل اليونيفيل في جنوب لبنان، مشيراً الى أن الكتيبة الاسبانية هي أكبر الفرق المشاركة منذ العام 2006. ونوه باستقبال لبنان النازحين السوريين، رغم الأزمات التي يعاني منها، ويتفهم حرص لبنان على العودة الطوعية لهؤلاء الى بلادهم.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أكد إلتزام لبنان بكافة مندرجات القرار 1701 والعمل الحثيث على تطبيقها، مشددا على أن كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية، لم ولن تتوانى، ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على آلية اليونيفيل قبل اسبوعين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.
وكان رئيسا الحكومة اللبنانية والإسبانية قد عقدا مساء اليوم محادثات في السراي الحكومي، في إطار الزيارة التي يقوم بها سانشيز إلى لبنان وتفقده كتيبة بلاده العاملة في إطار القوات الدولية في جنوب لبنان. وعقد الرئيسان ميقاتي وسانشيز خلوة تلتها المحادثات الرسمية الموسعة بمشاركة اعضاء الوفدين.
وقال ميقاتي خلال المحادثات: “إنني اؤكد أمامكم، ما سبق وأكدته لقائد قوات اليونيفيل الجنرال لازارو الذي انتدبتموه مشكورا لقيادة هذه القوات، ان كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية ، لم ولن تتوانى، ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على آلية اليونيفيل قبل اسبوعين ما ادى الى فقد عنصر من الكتيبة الايرلندية في قوات حفظ السلام، واصابة رفاق له بجروح، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.نحن ننحني أمام التضحيات الجسام التي تبذلها القوات الدولية في الجنوب حيث إختلطت دماء أهله الطيبين بدماء عناصر هذه القوات ليعم الأمن والسلام في ربوع الوطن”.
وأضاف: “اسمحوا لي يا دولة الرئيس ان اكرر امامكم التزام لبنان بكافة مندرجات القرار 1701 والعمل الحثيث على تطبيقها. وانتهز فرصة وجودكم اليوم في لبنان ، لأكرر امامكم ما صرتم تعرفونه ، ان ما يزيد من وزر الضائقة الاقتصادية الخانقة في لبنان هو وجود اعداد كبيرة من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية وتبعات هذا الوجود على الأمن والأستقرار والاقتصاد. وقد زاد من وطأة هذه الضائقة تداعيات وباء كورونا وما رافقه من إغلاقات عامة وعرقلة لحركة الانتاج وللدورة الاقتصادية ، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت المدمّر ليقضي على كل الآمال بتعاف سريع”.
وأشار الى أن اسبانيا يمكن أن تعطي ملف النازحين السوريين الأولوية ضمن الاتحاد الأوروبي خلال فترة ترؤسها المجلس الأوروبي في النصف الثاني من العام 2023، قائلاً: “لنعمل معا بشراكة تامة على الساحة الدولية لنؤمن الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي للبنان .ولكم منا تعهّدا أعطيناه لأنفسنا وللبنانيين بأننا لن نألو جهدا في اجراء اللازم من اصلاحات واجراءات لتخطي الأزمة والانطلاق نحو المستقبل”.
رئيس الحكومة الإسبانية
بدوره أكّد رئيس الحكومة الإسبانية حرص بلاده على دعم عمل اليونيفيل في جنوب لبنان، وقال ان الكتيبة الاسبانية هي اكبر الفرق المشاركة منذ العام 2006.
وأشار إلى أن بلاده سترأس العام المقبل المجلس التنفيذي للاتحاد الاوروبي، ومن اولوياتنا دعم العلاقة مع دول الجوار وفي مقدمها لبنان وتقويتها، اضافة الى تعزيز العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي في مجالات الطاقة البديلة والزراعة والبنى التحتية وتنمية قدرات الشباب.
ونوه باستقبال لبنان النازحين السوريين، رغم الازمات التي يعاني منها، ويتفهم حرص لبنان على العودة الطوعية لهؤلاء الى بلادهم وسيبذل جهده عبر الاتحاد الاوروبي لدعم لبنان في هذا المجال. وقال: “جئت الى لبنان لأنه بلد يعني لنا الكثير وهو البلد الاول الذي تدعمه اسبانيا من صندوق الدعم الاسباني”.
في عين التينة
وكان سانشيز قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، ترافقة الوزيرة روبلز، بحضور السفير الإسباني في لبنان خيسوس سانتوس إغوادو والوفد المرافق ، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وإسبانيا .
ونوه بري بزيارة سانشير والوفد المرافق إلى لبنان خاصة في هذه المرحلة، مشيداً بدور إسبانيا ودعمها للبنان لاسيما من خلال مشاركتها في قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان.
ولفت بري إلى ان العلاقة التاريخية مع هذه القوات والتي تعود لأكثر من أربعة عقود، أسهمت وتسهم في تعزيز روابط الصداقة وفي تبادل الخبرات على أكثر من صعيد، بما فيها برامج التعاون في مجالات عدة.
وأبدى رئيس المجلس إستعداده العمل من أجل تطوير صيغ التعاون بين لبنان وإسبانيا خاصة على الصعيد البرلماني والتشريعي، مشددا أمام الضيف الإسباني على وجوب إنجاز الاستحقاق الدستوري الأول المتمثل بإنتخاب رئيس للجمهورية كمدخل الزامي لولوج لبنان مرحلة الحل والخروج من الازمة الراهنة.