للمرة الثانية خلال سنتين، أجل مجلس النواب الإنتخابات البلدية التي كان من المقرر إجراؤها في شهر أيار المقبل، وسط شلل سياسي وأزمة إقتصادية متفاقمة. ولا يعد قرار تأجيل الإنتخابات البلدية أمراً غريباً في الممارسة السياسية بلبنان. إذ غالباً ما يؤخر نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية، القرارات المهمة، وبينها تشكيل حكومة أو إنتخاب رئيس للبلاد أو حتى الإنتخابات البرلمانية.
أقرّ مجلس النواب خلال جلسته التشريعية التي عقدها، اليوم الثلاثاء، اقتراح القانون الرامي إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية لمدة أقصاها سنة واحدة، وبالتالي لا إنتخابات.
وخلال الجلسة حصل سجال بين الرئيس نجيب ميقاتي والنائب أسامة سعد، بعدما إتهم الأخير الحكومة بالكذب على اللبنانيين، ورد ميقاتي بإتهام النواب بالكذب على اللبنانيين وعلا الصراخ بين الإثنين وطلب سعد سحب إقتراحي قانون التمديد للبلديات، وأن تتقدم الحكومة بمشروع قانون تأجيل الإنتخابات بدلاً من أن تتلطى خلف المجلس.
وعندما إقترح النائب هادي أبو الحسن التمديد للمجالس البلدية والإختيارية لـ4 أشهر، وتخوّف من الطعن، أجابه الرئيس نبيه بري بالقول: “التمديد تقني”.
ميقاتي
وخلال الجلسة، أكد ميقاتي أنه “خلال شهر نيسان الجاري كان هناك أكثر من فرصة رسمية، ما أعاق إمكان تقديم طلبات الترشح للإنتخابات البلدية والإختيارية”، مشيراً إلى أن “مجلس الوزراء الذي سينعقد بعد ظهر اليوم لديه حلّ ممكن متمثل في تعديل التواريخ التي سبق وأقرها وزير الداخلية بسام المولوي، فيصبح 21 أيار بديلا عن 7 أيار و 27 ايار بديلا عن 14 أيار”.
وأردف ” بحال قرر المجلس النيابي تشريع التمديد التقني للانتخابات البلدية والاختيارية فنحن نتعهد اجراء هذه الانتخابات ضمن المهل المحددة وباسرع وقت”.
وقال” ان الحكومة تحمل حلولا ممكنة في ما يتعلق بموضوع القطاع العام،ولا يجب ان نلقي اللوم على بعضنا البعض، ولا يجب رمي المسؤولية على الحكومة باعتبارها مقصرة كما يفعل البعض الذي يقول انها غير موجودة، وبالتالي هذا البعض يواجه ما هو غير موجود”.
وتوجه ميقاتي إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلاً: “تعلمون أننا إجتمعنا مع وزير الداخلية وقررنا فتح إعتماد إضافي من أجل إنجاز الإستحقاق البلدي، وفي مجلس الوزراء اعددنا مشروع قانون لفتح اعتمادات اضافية، لكنكم طلبتم ان يتم تقديم مشروع القانون كاقتراح قانون”.
وختم ميقاتي متوجهاً إلى فريق من اللبنانيين بالقول: “لو كنتم فعلاً لا تريدون تأجيل الإنتخابات البلدية لم حضرتم اليوم وأمنتم النصاب للجلسة الحالية؟. من لا يريد التأجيل لا يحضر”.
ورداً على إعتراضات نواب “التيار الوطني الحر”، قال: “أنا لم أسمكم ، ولكن الواضح أن اللي في مسلة تحت باطو بتنعرو”.
باسيل
من جهته، إعتبر رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل أن “السبب الوحيد لحضور التيار هو عدم مراكمة فراغ بلدي وإختياري على الفراغ الرئاسي والحكومي”، قائلاً: “منذ البداية إننا ضد التشريع الإعتيادي ولكن إذا كان هناك قوة قاهرة وضرورة قصوى نحضر وهذا ما حصل”.
وقال: “شاركنا من باب المسؤولية وبهدف منع الفراغ في المواقع البلدية والإختيارية، فهذا الفراغ لا يمكن أن يُملأ عملياً من خلال حلول القائمقام محل البلدية، كما إن المخاتير لا يمكن لأحد الحلول محلهم”.
وأضاف “نحن كتيار وطني على إستعداد للذهاب إلى الإنتخابات وبدأنا بالترشيحات داخل التيار لكن الحكومة ووزارة الداخلية هم على غير إستعداد والواضح أن وزير الداخلية يتحدث في الخارج أما في الداخل فيبقى صامتاً”.