جدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رفضه وصول شخصية إلى رئاسة الجمهورية تكون مرتبطة بمحور الممانعة، معتبراً أن حصول هذا الأمر يعني تمديد الأزمة التي يعيشها لبنان لـ6 سنوات إضافية.
وفي حديث عبر قناة “الجديد”، رأى جعجع أن “المسافة لا تزال بعيدة للأسف لإنتخاب رئيس للجمهورية. إذ منذ قليل غرد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو الفراغ. فالتوصيفان “خطأ”، وإذا كان مرشحهم الأوفر حظاً فليحضروا إلى المجلس ولينتخبوه، وما حصل سابقاً لن يحصل “ولو مرّت دهور”.
ولفت جعجع إلى أن “حزب الله وحلفاؤه لديهم معادلة إما فرنجية أو لا رئيس، لذلك المسافة بعيدة لانتخاب رئيس، وعندما مشينا بمبدأ الجلسات الدستورية لم ندرك النتيجة، لكننا كنا مستعدين للنزول، لكنهم أضاعوا الفرص، ونحن في تداول مستمر بين أطراف المعارضة. ونحن اليوم في قعر جهنم ولسنا مستعدين لانتخاب رئيس يبقينا في قعر جهنم. وهذا ما نعمل عليه”. وتابع قائلاً: “نؤمن النصاب إلا في حالة واحدة إذا وجدنا أن مرشح الممانعة سيؤمن له 65 صوتاً”.
وأوضح بأنه “كان لدينا مهلة دستورية لكنهم تلاعبوا بالدستور والقانون، واليوم سنخوضها تبعاً لما فعلوه بالدستور، فالآدمية شيء والغشم شيء”. وأردف: “في الأمس حصلت إنتخابات نيابية في أميركا، فأقاموا جلسات متتالية حتى انتخاب رئيس برلمان، لكن في لبنان تجد من يتلاعب بالقانون وساعة يشاؤون يفتحون المجلس ويقفلونه. هذا تصرف لا نقبل به”. وأكد بأنه “نفضل أن يبقى لدينا فرصة لانتخاب رئيس على انتخاب رئيس للممانعة، إن كان اسمه فرنجية أو غيره، يعني تمديد للأزمة 6 سنوات أخرى”.
ورأى جعجع بأن “هناك صفقة إقتصادية بين فرنسا وحزب الله تبدأ بالنفط والغاز وصولاً إلى مرفأ طرابلس، والفرنسيون يقومون بمعركة فرنجية. وإذا فعلاً لديهم 65 صوتاً فليدعوا إلى جلسة لانتخاب رئيس، ولا صحة لتغيير موقف السعودية أو ليونة أميركية. وفي حال انتخاب فرنجية ستقفل الأبواب أكثر في وجه لبنان أمام الدول العربية”. وأوضح بأن “فرنسا من أصدقاء لبنان القليلين الذين يهتمون بالشأن اللبناني. لكن هذه المرة أنا حزين عليها وليس منها، فارتباط اسمها بمرشح حزب الله لا يعكس حقيقتها الديمقراطية. أضف إلى أن البطريرك الماروني بشارة الراعي أقام قداساً عن نيتها، فكيف تخرج باريس عن الوقائع، في ظل رفض معظم اللبنانيين لفرنجية”.
وأشار جعجع إلى أنه “لا أكثرية لدينا لفرض رئيس، لكن ذلك لا يعني أنه يجب التمديد لحكم الإعدام علينا، والسفيرة الفرنسية لم تعرض عليّ أية صفقة، وجلّ ما قالته إنه يجب انتخاب رئيس، ونجد ذلك في فرنجية. فقلت لها الأفضل ألا ننتخب في الوقت الحالي وإلا سنمدد للأزمة”. وأوضح بان “حزب الله يريد الحوار لانتخاب فرنجية أو أي مرشح له. ومنذ اللحظة الأولى قلنا إننا منفتحون على أي شخصية مثل معوّض لتوحيد الموقف”.
وأردف جعجع بأن “فرنجية يتحدث عن الضمانات. وأريد أن أسأل أين طُبّقت ضمانات إتفاق الطائف؟ كما أن اتفاق الدوحة الذي منع استعمال السلاح في الداخل، ومنعاً للاغتيالات، وذلك برعاية المجموعة الدولية. وبعدها أقفلوا المجلس واغتالوا محمد شطح ووسام الحسن. فعن أي ضمانات نتحدث؟ وقد قصد عدد من النواب السعودية لاستشارتها، لكنها رفضت الدخول بالأسماء. فموقف الرياض واضح. ويقولون سمّوا الرئيس الذي تريدونه. وإذا أوحى لنا بالثقة فله منا كل المساعدة. لكن إذا رأينا أن محور الممانعة يسيطر عليه فلا تستنظروا شيئاً منا”.
وأكد جعجع بأنه “يمكننا تعطيل النصاب من دون كتلة النائب جبران باسيل، إذا أمّنوا 65 صوتاً لفرنجية، وكان من المفترض من قنوات الاتصال مع التيار أن نصل إلى شيء. لكنها لم تصل إلى نتيجة، لأن باسيل لا يزال في المكان ذاته. إذ يريد فقط تأمين مصلحته. ونحن قلنا لباسيل أعطيناكم رئيساً فاعطونا أحد المرشحين من قبلنا فرفض، على الرغم من أن معوّض كان من ضمن كتلته سابقاً. فاقترحنا غيره حتى تبيّن أنه لا يريد أحداً لا يمون عليه”.
وذكر جعجع بأن “حزب الله سيستسلم عند عدم وصول فرنجية ليجلس في نهاية المطاف مع باسيل للوصول إلى رئيس يريدونه، وقد نتفق مع باسيل إذا غيّر في مقاربته للأمور فهو أحد الأسباب التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه فإذا سمى معوّض فهو مرحب به”.
وفي ما خص الإنتخابات البلدية، أشار إلى أن “الرئيس ميقاتي كان يريد إجراء الإنتخابات البلدية. لكن انتهينا بلا انتخابات، لأن الثنائي والتيار لا يريدون هذا الاستحقاق. والمعني الأول في الاستحقاق البلدي هو وزير الداخلية. وقال أمنوا التمويل لإجرائها وفي شباط الماضي قدم طلباً للأمانة العامة لتأمين التمويل، لكنه عرف أن حزب الله وحلفاءه لا يريدون إجراءها، حيث ان محور الممانعة يقول إن الحكومة غير جاهزة لإجراء الانتخابات، في حين أنهم هم الحكومة بحد ذاتها. وقرر مجلس الوزراء صرف 15 مليون دولار لوزارة الصحة ولا يمكنهم صرف 8 مليون دولار للانتخابات البلدية. فعلى من يضحكون؟”.
وتابع قائلاً “لا مبالغة في كلامي أنهم “ع بعبدا ما بيفوتوا”. وأتحدث مثلي مثل أي مواطن نزل إلى الشارع، إذ منذ 10 سنوات وضع محور الممانعة يده على البلد، ألم يحن الوقت ليرتاحوا في منازلهم؟ أوصلوا البلد إلى جهنم”.
وفي الشأن الإقليمي، قال جعجع: “أنا لست مع التقرب من بشار الأسد، فبنظري هو “جثة” موجودة على رأس النظام السوري ولا يمكنه القيام بأي شيء.”