عبد الكافي الصمد – الأخبار
تراجعت في الآونة الأخيرة زحمة المشتركين في مكاتب شركة “كهرباء قاديشا” في طرابلس لتخفيض حجم اشتراكاتهم أو تجميدها وصولاً إلى حدّ إلغائها. فبعد ارتفاع رسوم الخدمات المقدّمة من قبل مؤسّسة “كهرباء لبنان”، شهدت مكاتب “قاديشا” توافداً من قبل المواطنين لإعادة هيكلة اشتراكهم في “كهرباء الدولة” إستباقاً للفواتير المرتفعة المرتقبة استناداً إلى تسعير شركة “كهرباء لبنان” سعر الكيلوواط والصيانة ورسم الاشتراك بالدولار. فهل تأقلموا مع دولة “كهرباء الدولة”؟
من أصل 180 ألف مشترك مسجّلين لدى شركة “كهرباء قاديشا”، موزّعين بين مناطق طرابلس والبداوي والقلمون ومنطقة الزاوية في قضاء زغرتا وشكّا وقضاء بشري وقسم من قضاء الكورة، فإنّ “الرقم النهائي لمن عدّل في طبيعة اشتراكه مع شركة “كهرباء لبنان”، لم يتخطّ 4 آلاف مشترك على الأكثر”، وفق ما أوضح مصدر مطّلع في وزارة الطاقة لـ”الأخبار”.
وأوضح المصدر أنّ “المواطنين الذين فعلوا ذلك توزّعوا على 3 فئات: الأولى خفّضت حجم الساعة من 30 أمبير في العداد إلى 15 أمبير، بما يؤدّي إلى تخفيض الرسم المالي في الفاتورة بنسبة معقولة، ولأنّ أغلب المواطنين تأقلموا في السنوات الأخيرة مع مولّدات الاشتراك الخاصّة وضعت لهم عدّاداً أصغر يؤمّن لهم حاجاتهم الضرورية فقط من التيّار الكهربائي، عدا عن أنّهم لجأوا إلى بدائل جعلتهم ليسوا بحاجة إلى عدادات كبيرة، مثل لمبات الإنارة التي تعتمد التوفير في عملها، إلى جانب اعتمادهم على الغاز أو الحطب أو الطاقة الشمسية لتشغيل سخّان المياه، والطاقة الشمسية أيضاً من أجل إنارة بيوتهم ومحالهم التجارية”.
أمّا الفئة الثانية، وفق المصدر، فقد “أقدمت على تجميد اشتراكاتها لدى الشّركة لمدة سنتين من دون تحمّلهم دفع مبالغ مالية، لكنّهم بعد مرور هذه المدّة إذا لم يقوموا بإعادة تشغيل العدادات وتجديد الاشتراكات فإنّ الشّركة تستعيد عندها الاشتراك بالكامل، على أن يقدم المواطن الراغب في استعادة اشتراكه تقديم طلب وكأنّه مشترك جديد”.
أمّا الفئة الثالثة فهي، بحسب المصدر، “فئة أقدمت على إلغاء اشتراكها بشكل كامل، بعدما وجدوا أنفسهم غير قادرين مادياً على تحمّل أعباء فاتورتين، وهؤلاء أغلبهم من مناطق شعبية وفقيرة أصحابها من ذوي الدخل المحدود، ويتوزعون بين أحياء في مدينة طرابلس وبعض الأرياف”.
وكشف المصدر أنّ “مِنْ بين مَنْ ألغوا اشتراكاتهم فئة ليست فقيرة، بل مرتاحة مادياً. ففي مدينة طرابلس يوجد عدد كبير من الشّقق الفارغة في مناطق فخمة كالضم والفرز والمعرض، نظراً لوجود أصحابها في بلاد الاغتراب مع عائلاتهم، وهؤلاء لا يأتون إلى لبنان إلّا لأيّام قليلة يقيمون خلالها بالأغلب لدى ذويهم، ما يجعلهم بغنى عن دفع رسوم اشتراك كهرباء الدولة، فيلغونه”.
وأضاف المصدر أنّ “هناك فئة أخرى مماثلة ممّن يقضي أصحابها عطلة الصيف في بلداتهم وقراهم في الأرياف والمناطق الجبلية، وهؤلاء يمضون فترة زمنية لا تزيد على شهرين في منازلهم الريفية الفخمة والمتوسطة، وأحياناً ليومين فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يجعلهم يفضّلون إلغاء الاشتراك في شركة كهرباء قاديشا والاكتفاء بمولّد الاشتراك الخاص، أو بمولّد يملكونه شخصياً”.