رلى إبراهيم – الأخبار
تحضير النائبة العام الإستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون لطلب إستئناف ضد قرار المجلس التأديبي بصرفها من الخدمة ضمن المهلة القانونية المحددة بـ 15 يوماً، لم يحل دون متابعتها التحقيق في الملفات التي تسبّبت في طردها، وفي مقدمها تلك المتعلقة بالمصارف ومصرف لبنان. وهي تواصل عملها بشكل عادي في قصر العدل، وتعقد جلسات محددة مسبقاً تتعلق بدعاوى مرفوعة من مودعين ضد مصارف. وقد إدّعت عون أمس على رئيسة مجلس إدارة بنك البحر المتوسط (ميد) ريا الحسن وكل من يظهره التحقيق بجرم تبييض الأموال، بعد رفض الأخيرة حضور جلسة التحقيق معها ورفض المصرف رفع السرية المصرفية، رغم أن تعديل القانون يسمح لقاضي التحقيق بطلب رفع السرية من دون العودة إلى أي طرف آخر، ورغم طلب الأوروبيين أخيراً من الدولة اللبنانية تطبيق أحكام هذا القانون.
وبعد تمنّع “ميد” عن التجاوب مع طلب عون ورفضه تبلغ موعد الجلسة من القاضية التي توجهت بنفسها مع الخبراء لتسليم التبليغ، حضر محامي المصرف أمس طالباً مهلة إضافية. إلا أن عون رفضت هذا “التحايل المستمر”، وادّعت على رئيسة مجلس الإدارة وكل من يظهره التحقيق، لينضمّ “ميد” إلى “سوسييتيه جنرال” و”بنك عودة” اللذين سبق أن إدعت عليهما بالجرم نفسه في إطار التحقيق في تحويلات 9 مليارات دولار بعد 17 تشرين الأول 2019 إلى قبرص وسويسرا. فيما وعد “بنك بيروت” بالتعاون، على أن تستكمل عون الإجراءات اللازمة لتبليغه بموعد جلسة قريبة، تحت طائلة ضمّه إلى المصارف الثلاثة في حال عدم الاستجابة لطلب رفع السرية المصرفية.
إلى ذلك، خاض مودعون، الذين تظاهروا أمس بدعوة من جمعية “صرخة المودعين”، مواجهات حادة مع القوى الأمنية. من أمام مدخل مجلس النواب المحاذي لبلدية بيروت، تحرّك المودعون ومعهم عسكريون متقاعدون نحو بنك بيروت في وسط العاصمة محاولين اقتحامه وعمدوا إلى تحطيم الصراف الآلي قبل أن يشتبكوا مع القوى الأمنية وحراس المصرف ما أدى إلى سقوط جرحى بين المحتجين. بعدها، توجّه هؤلاء إلى منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحاولوا اجتياز الأسلاك الشائكة أمامه، وأنهوا تحركهم أمام مقر جمعية المصارف في الصيفي. التحرك، بحسب الجهة الداعية، جاء «احتجاجاً على القرارات والتعاميم الصادرة حديثاً بما يوحي أن الأموال طارت نهائياً والعمل جار على قوننة سرقتها، بدءاً من الكابيتال كونترول المقنع الصادر عن مجلس الوزراء مروراً بالتعميم الأخير لمصرف لبنان وصولاً إلى الإطاحة بكل القضاة الذين يتجرأون على محاسبة السارقين”. اللافت أن بقية الجمعيات المعنية بحقوق المودعين تمتنع منذ مدة عن المشاركة في أي تحرّك في الشارع بذريعة عدم منح المصارف حجة للإقفال أو لإعلان الإفلاس، وتستعيض عن ذلك برفع دعاوى محلياً وخارجياً. إلى جانب خلاف الجمعيات بعضها بعضاً حول قيادة التحركات وإلقاء الخطابات وتورط بعضها بقبول إغراءات من المصرفيين والسياسيين حتى باتت بعض الجمعيات تمثل مصلحة السارقين لا الضحايا، وتؤمن للسياسيين غطاء تمرير كل القرارات المضرة بالمودعين عبر لعبها دور شاهد الزور في جلسات اللجان النيابية.