أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، خلال إحتفال إعادة تأهيل معمل مار ليشع- وادي قاديشا لإنتاج الكهرباء، إلى أن “اللقاء اليوم جميل بمعانيه: معناه الإيماني، إيمان الناس بأرضهم على الرغم من الإفلاس الحاصل في مؤسسة كهرباء لبنان، كان مهما ان يكون هناك متبرع كما فعل زميلنا وصديقنا وليم طوق، لكن الأهم الإرادة والتصميم لإنجاح المشروع والكهرباء، ما يثبت التعلق بالأرض والبلد. الصعوبة الأكبر ليست بالمال إنما بالبناء، ولولا الإرادة ما كان هذا المشروع”.
وقال: “عندما نسير اليوم في وادي قاديشا ونرى الأديرة والطرقات وشادي يونان الذي ترك اوستراليا واتى ليعيش هنا لمحبته وتعلقه بالأرض، نعلم انهم لا يستطيعون ان يغلبو الارادة فينا. يستطيعون بتعطيلهم قطع نور الكهرباء وتعطيل معمل كهرباء، لكن لن يقطعوا نور الإيمان، سلاحنا الأساسي في البلد. والمعنى الثاني لهذا اللقاء هو ان كل منطقة تستطيع ان تكفي حالها بمواردها. الدولة المركزية في لبنان فشلت في تنمية المناطق وخدمة الناس من خلال استغلال مرافق الدولة. هذا المشروع يدلنا على السبيل للإكتفاء كهربائيا. اليوم اصبحنا في لبنان ننتج اكثر من ١٠٠٠ ميغاواط طاقة انتاجية من الطاقة الشمسية. اذا الدولة فشلت فلتترك الناس تدير امورها. اذا فشلنا بإقرار اللامركزية على كل مواطن وكل منطقة ان تفكر وتنفذ لتكفي حاجاتها. وبالتالي نحن نستطيع فرض اللامركزية من دون انتظار اقرارها، فالبلد لا يستطيع ان يبقى متروكا للمجهول”.
مع البطريرك الراعي وويليام جبران طوق دشّنا قناة جر المياه بوادي قاديشا لانتاج كهرباء نضيفة اضافية لمنطقة بشري والجوار… تأكيد اضافي على ان اللامركزية هي الحل للانماء المناطقي، والصندوق الائتماني هو حل الانماء الوطني. GB pic.twitter.com/wniwGdCYRy
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) August 27, 2023
ورأى باسيل ان “الإستحقاق الأساس هو الإستحقاق الرئاسي، لكن إنتخاب رئيس ليس الحل وحده، فكل ست سنوات ستعاود الأزمة نفسها طالما دستورنا نفسه الذي وضع في الأساس لحماية المكونات، لكن اتوا ليفرضوا علينا رئيسا. والحل اما في انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب او عدم استعمال مسألة النصاب للتعطيل”.
وأردف: “نحن اليوم نستغل هذا الإستحقاق الدستوري لمحاولة تحقيق مطلبين وطنيين، اللامركزية الموسعة التي لا تمس بالسلطة المركزية للدولة ولا علاقة لها بالسياسة الخارجية ولا الدفاعية لكن تسمح لكل منطقة بالإستقلال بإيراداتها. اللامركزية مستحقة لكل اللبنانيين وليست لفئة دون أخرى، إنما هي تهدف لإنماء المناطق. وبغض النظر عن الإستحقاق الدستوري الرئاسي، اللامركزية يجب أن تُطبق. كما ان الصندوق الائتماني يسمح بإدارة موارد الدولة من قبل القطاع الخاص المستعد للإستثمار، ما يؤمّن مداخيل إضافية ويساهم بإعادة جزء من أموال المودعين. فهو ضرورة بعد فشل الدولة بإدارة مواردها”. مشددا على أن “عند وضع كل موارد الدولة في الصندوق الائتماني كل موارد الدولة تتضاعف”.
ولفت باسيل إلى “التضليل الذي يحدث، وقداسة البابا فرنسيس تكلم اليوم عن خطورة التضليل الإعلامي، واصفاً إياه بالخطيئة الأولى. إن التدقيق الجنائي كشف الحقيقة والتضليل الإعلامي يحاول رمي اللوم على وزارة الطاقة. سياسة الدعم نخرج منها عندما يصبح هناك إدارة وإستثمار فعلي لموارد الدولة ونصل الى الانماء الشامل”. وقال: ” بإنماء الوطن ننتقل من فعل إيمان إلى فعل إنماء. وما فعلناه بهذه القناة اليوم وبالمعمل هو فعل إنماء”.
وأشار باسيل إلى أن “طريق وادي قاديشا كان يجب أن تنفذ منذ ٢٠١٩ ، لكنها لم تتفذ ولن تنفذ إذا إستمرينا بالإتكال على دولة إمكانياتها المادية معدومة، فيما إمكانيات شعبنا اللبناني المقيم والمنتشر موجودة، وحان الوقت لنعطيهم الفرصة للإستثمار في أرضهم”.
أضاف: “هناك منظومة متمسكة برقاب الشعب والبلد وبموارده، حيث لن يستطيع الشعب استعادة انفاسه الا بعد قطع اليد الموضوعة على رقابه. مع اللامركزية والصندوق الائتماني نحرر الشعب ونحمي املاك الدولة. لذا يجب التوافق على اللامركزية والصندوق الائتماني بغض النظر عن مشاكلنا في السياسة الداخلية والخارجية. نأمل ان يدرك الكل هذا الأمر ونأمل ان نذهب لانتخاب رئيس بالحوار والتفاهم او عبر جلسات متتالية هكذا تبدأ طريق الخلاص”.
الراعي
وألقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا المشروع، شاكراً “كل الجهود التي أدت إلى إنجازه، ومنها جهود النائب وليم طوق والوزير باسيل”، قائلاً: “نشكر هذه المبادرة التي ساهم فيها النائب وليم طوق وأكملها إبننا الحبيب جبران باسيل”. ولفت إلى أن “النور وحده يظهر الحقيقة وأن الشعب مقدام ومستعد للتضحية والمواجهة والصمود في الأرض”.
وقال: “كل ما تكلمتم عنه في كلماتكم اليوم وكل ما حققتموه هو مدخل لخروجنا من هذا النفق المظلم الذي نعيشه في البلد”.
طوق
بدوره، تحدث النائب طوق عن تاريخ قاديشا الثقافي والسياحي والنضالي. وشكر للوزير باسيل مساعيه لإنجاز المشروع قائلاً: “عدم التفاهم على التحالف بالإنتخابات لم ينسف التعاون في المشروع. وقفة ضمير تجاه الوزير باسيل الذي ضاعف جهوده لإنجاح المشروع الحيوي الإستراتيجي، لأنه يعلم أهميته لتعزيز وجودنا وترسيخ هذا الوجود بالأرض. هذا المشروع يرشح عنه إيماننا المشترك بأهمية اللامركزية المالية والإدارية الموسعة التي يخوض التيار الوطني الحر معركة تطبيقها”.